×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

إجازة قد ترمي بشرر!!


إجازة قد ترمي بشرر!!

منطقيا يعتبر الصيف او على الاقل الاجازة الصيفيه قد بدأت اعتبارا من مطلع هذا الاسبوع تقريبا ..وسوف تتوالى بناءً على ذلك قوافل المصيفين السنوية منطلقة الى مهاجرها الصيفي في منطقتنا الغاليه خصوصا مع الدعاية الكبيرة عن صيف جميل وباهر تنبئ عنه الايام الفارطة قريبا والتي شهدت امطارا غزيرة على المنطقة ولو ان رياح (الصبا) النجدية ستقول كلمتها لا محالة في هذا الجانب.
ليس من الجديد ان نقول ان المنطقة خلال ايام الصيف تتحمل عبئا ثقيلا من كثافة بشريه كبيرة عليها خلال هذين الشهرين والنصف
ومع ذلك قد يغتفر كل سبب ومسبب لهذه الكثافة الكبيرة اذا ما قورنت بما قد ينتج عن هذا التجمع الكبير من امور خارجه عن المألوف ان لم تكن خارجة عن الشرع والنظام اساسا.
وانا اقصد هنا بعض السلوكيات التي تخرج هذا التجمع الاسري الكبير عن مساره المحمود الى مسار قاتم قد يلقي بظلاله على بقية سنوات الانسان المقبلة.
لايشك احد ان الشباب هم عماد الوطن وانهم هم القوة المحركه له كما انهم شريحة اتسمت بالحركية والتحولات المفاجئة بل ومحاولة التقدم في الخبرات بأي شكل كان حتى لو كانت امورا خارجه عن السياق القويم
ويزداد الامر سوءاً في ظل الانفتاح الكبير اللذي يشهده العالم اليوم
ان الرجل العادي ناهيكم عمن تدرج في السلك الامني ليشهد سنويا تصرفات ومواقع كثيرة خلال الصيف يكاد المرء يقسم بالله انها تجمعات سلبية لا محاله.
فمن يمر خلال ساعات الليل المتأخر على منطقة الطريق السياحي في النماص او شارع المليون كما يقال عنه-
او منطقة الحيفة او غيرها ليجد تجمعات اقل ما يقال عنها انها خارجة عن الادب في كونها تتسمر الى ساعات الصباح الاولى مستبيحة كل الاعراف والقيم والاخلاق التي توارثناها في المنطقه كابرا عن كابر.
من منا لا يتذكر جريمة القتل التي حصلت بين شابين في شعف النماص قبل سنوات ومن منا لا يتذكر حوادث النهب والسلب التي حصلت في الحيفة ايضا ومن منا لا يجزم ان هذه التجمعات ليس الا سوقا بيضاء وليست سوداء لبيع المخدرات وما دار في فلكها لهؤلاء الشباب.
انا هنا لا اعمم ان كل الشباب معرضون للوقوع في هذا الوحل
فهناك من هيئ الله له من الاسباب ما يمنعه من الوقوع في ذلك
ولكن من يحوم حول الحمى فهو لا شك قد يرتع فيه
ليس من المنطقي ايضا ان نعول كثيرا على الاجهزة الامنيه في المنطقة لمتابعه كل واردة وشاردة وان كان لي بعض العتب على نشاط هذه الاجهزة
بل ان الجانب الاهم والمهم هو الجانب الرقابي من الاسرة على الابناء خلال هذه الفترة العظيمة الخطرة
لا اتصور مدى البرود واللامبالاة لاب يضع راسه ليلا على الوساده وابناءه خارج البيت.
ولا اتصور مدى الا مبالاه لرجل يرى انفلاتا واضحا في سلوك ابنائه ولا يتخذ ماهو مطالب به كراع ومسئول امام الله عن رعيته
ان الشباب امانه علينا كأسر وامانة علينا كاجهزة امنيه وحكومية وامانة علينا كمجتمع لن يجدي ابدا السلوك الانفرادي والانعزالي مرددين مادام ابني سالما فلا شان لي بالناس حيث ان النتائج والشرر لهذه النار المستعرة ستصل حتما الى كل بيت او في احسن الاحوال الى فنائه وعندها لن يفيد الندم ,اقولها صادقا أن المخدرات في المنطقة لها فعل كفعل النار في الهشيم وهي واضحة كرابعة النهار.
لن نبكي على اللبن المسكوب ونحن نرى اشخاصا في عقودهم الرابعه و الخامسه وهم يهيمون على وجوههم في شوارع النماص وتنومه وجبالها وفيافيها وكنا نعلم انهم سويون ليس الا بسبب هذه الافه , بل البكاء المرير لاقدر الله سيكون على الاجيال القادمة ان لم نستطيع ان نحتويهم ونوجههم ونراقبهم ونهيئ لهم طرقا سالكة للعودة بهم إلى جادة الصواب لمن شذ منهم ونبعد عنهم كل السبل والمواقع والازمان التي قد تهيئ لهم سبل الانحراف والسقوط في براثن هذه الافه المقيته

*- تم استعارة جزئية لرواية عبده خال (ترمي بشرر) لعنوان هذا المقال

فهد بن عبدالرحمن الشهري
القاهرة
20/رجب/1431هـ

 0  0  7945