×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الخشوع وًٍصلاة الأمة

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج
بسم الله الرحمن الرحيم


الخشوع وًٍصلاة الأمة

أن مشكلة الأمة الإسلامية هي مشكلة عقيدة وخلق ، والمتتبع لأي القران الكريم وصحيح حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال السلف الصالح يرى أن الخشوع قاسم مشترك بين الأخلاق والعقيدة والعمل يغذيها بالخشية لله ، فتؤدي مقصودها في النفس والقلب معا .
الخشوع هو الالتزام بطاعة الله جل جلاله وترك معصيته ، هو تأثر القلب بذكر الله واستحضار عظمته وهيبته ، هو قيام القلب بين يدي الله عز وجل بالخضوع والذل والانقياد للحق إذا خالف الهوى .
والخشوع من وظيفة القلب فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء ، ولذلك كان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أعوذ بك من علم لاينفع وقلب لايخشع ، ومن نفس لاتشبع ومن دعوة لايستجاب لها) رواه مسلم .
وفي هذا بيان أن ا لقلب الذي لايخشع علم صاحبه لاينفع وصوته لايسمع ، ودعاؤه لايرفع ، لأنه غافل لاه همه الدنيا ولذاتها ، وقد اخبرنا عليه السلام عن أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع ، حتى لاترى فيها خاشعا ، أخرجه الطبراني بإسناد حسن .
إن قضية الخشوع قضية هامة ، فهي قضية فلاح الأمة وقضية صدق إيمانها بالله العظيم فأي انهيار أو ضعف في أحوال الأمة يسبقه زوال السدود الحافظة من الانهيار ، والخشوع من أعظم هذه السدود وعليه فزواله مقدمة لانهيار الأمة والعياذ بالله .
أن المسلم الذي خشع قلبه لله يحس يقينا أن الله معه في خلوته وجلوته ، لذلك تراه ينشط إلى طاعة ربه وتكون نفسه مستغرقة في التلذذ بمناجاة بارئه، لأنها موقنة بلقائه ، أنها الصلة الدائمة مع الله ، هذه الصلة والمحبة التي تعكس أثرها الطيب على حياة المسلم وسلوكه فتجعل منه أنسانا لايتحرك إلا بما يرضي الله ، فهو يخاف الله ويرجو رحمته ، وليس له هم في الحياة إلا مرضاته ، فكيف له أن يبطش بالناس أو يظلمهم أو يعتدي على حقوقهم أو يعيث في الأرض فسادا ، ولنتدبر رنة العتاب في قول الرحمن جل وعلا مخاطبا المؤمنين قال تعالى (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) سورة الحديد آية 16 . فلنقلها كما قالها الإمام العلم ابن المبارك حين سمع هذه الآية : بلى آن يارب ! .


عقيد م / محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
بواسطة : ابو فراج
 0  0  2827