×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

هل مازلنا نراهن على حصان خالد بن الوليد؟

بعد كل التجارب العربية في الحرب والسلم.. في محاولة لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية أمام الآخرين نجد أنه مازال هناك منطقة «عازلة» بين الطموحات وأحلام المستقبل.. وهذه المنطقة العازلة هي «الواقع» المعاش للأمة العربية التي مازالت تبحث عن صياغة جديدة لجامعتها رغم مرور عقود طويلة من الزمن.. ورغم وجود تشريعات مازالت حبيسة الأدراج.. ورغم مشاريع عبرت من فوقها أكثر من قمة عادية.. وطارئة، ولكنها جميعها كانت «طائرة» في فضاء الخلافات المزمنة والمزايدات المفرطة. ولم يتم مواجهة العالم بخطاب موحد غير قابل «للضمير المستتر» في النهج السياسي لبعض العواصم العربية!!
وإذا كان الملك عبد الله بن عبد العزيز قد وضع القضايا العربية وفي مقدمتها القدس والدولة الفلسطينية على طاولة البيت الأبيض.. فإن ذلك يؤكد سعيه المستمر منذ أن كان ولياً للعهد في ضرورة تحريك قضايا الأمة العربية أمام المجتمع الدولي وهو دور كان ومازال هاجساً للقيادة السعودية على مر التاريخ.
لكن كيف يمكن رؤية نجاح الدور السعودي في ظل الوضع المؤلم على أرض الواقع العربي؟
فهذه فلسطين وقد توزعت قياداتها في أرض «غير ذي زرع سياسي واجتماعي آمن» وتوزعت العداوات «البينية» أكثر من أن تتجه نحو القضية الأساسية ولكل من غزة ورام الله خطبة وخطابة.. لينعكس هذا التوزيع العجيب على الفلسطينيين أنفسهم أفراداً وجماعات داخل وخارج أرض ما تزال ترزح تحت احتلال استفاد كثيراً من غياب الوعي كمنطقة لممارسة الواقع الأكثر تكريساً لمصلحة المبادئ الإسرائيلية .
وعلى الجانب الآخر هناك عواصم عربية ما تزال في حالة المد والجزر ما بين الهروب إلى صياغة جديدة للعمل العربي المشترك للتمهيد لمزيد من الخلافات وأخرى تبحث عن دور في مساندة المشروع الإيراني ضد دول المنطقة. وفئة ثالثة مازالت تعزف على وتر «النفط» كأداة ضغط على الدول الكبرى ومطالبة الدول المنتجة باستخدامه من أجل حل القضايا العربية.. وهذا الأخير هو تأكيد على الرؤية القاصرة لهؤلاء. بقدر ما يريدون لنا العودة إلى الوراء.. كما أن ذلك الشعار لم يعد له أي تأثير في ظل البدائل والمتغيرات الاقتصادية والسياسية في عالم اليوم.
ومن ثم فإن المخرج الوحيد لأمتنا العربية في مواجهة التحديات هو الالتفاف حول جهود الملك عبد الله بن عبد العزيز وأطروحاته الصادقة. واستغلال مكانته المتميزة وما يحظى به من احترام وتقدير أمام دوائر صناعة القرار الدولي.
خاصة في ظل مستقبل ينذر بالكثير من المخاطر نحو منطقة الشرق الأوسط التي كان قد وصفها قائد هذه الأمة بأنها على برميل من البارود. وهو ما يدعو إلى استراتيجية عربية واضحة الأهداف والمعالم تبدأ من معالجة الوضع الفلسطيني الفلسطيني أولاً.. ثم المواجهة بخطاب عربي موحد ينطلق من جامعة قادرة على اختراق المنطقة «العازلة» في الوعي العربي واستشراف المستقبل بعيداً عن الأوهام.. وأحلام اليقظة.. ومنابر الكلام. واستدعاء القصيد في بطولات خالد بن الوليد .. وهو ما وصَفْنا به زعماءً عرباً جلبوا العار للأمة.. ثم اكتشفنا أننا قد أسأنا إلى خالد بن الوليد ومعه أسأنا للسيف والحصان!!.
 0  0  2870