ضد ومع نائب محافظ الكهرباء
أشعل الصديق العزيز فؤاد الشريبي نائب محافظ شركة الكهرباء ساحة «الحوار» الساخن الذي أثار عدداً من قراء البلاد وذلك بعد تصريحه للبلاد نهاية الأسبوع الماضي والذي حمَّل من خلاله المستهلكين مسؤولية هدر الطاقة وان كان اعترف ضمناً ببعض القصور في خدمة الشركة.
ردود الفعل على تصريح المهندس الشريبي لم تكن اقل تأثيراً من «حرارة الصيف» تفاعلاً مع المقارنة التي تحدث عنها مهندس الكهرباء عندما أشار إلى المضاعفات التي تستهلكها المملكة من الطاقة نسبة إلى جمهورية مصر العربية رغم عدد سكان الأخيرة. وقد جاء رفض هذه المقارنة خاصة من مثقفين وأكاديميين من مكة المكرمة والذين اتصلوا بنا ومنهم الدكتور عمر الطيب الساسي والدكتور عبد الله حريري والأستاذ رفقي الطيب وغيرهم من الذين عانوا انقطاع التيار في حين أن الانقطاع لم يكن محصوراً في العاصمة المقدسة بقدر ما كان شاملا لعدد من الأحياء في مختلف مناطق المملكة.
ومن ثم يمكن القول إننا أمام حالتين الأولى هي عدم قدرة شركة الكهرباء على التحديث والصيانة بما يوازي الطلب على الطاقة خاصة أن فواتير الاستهلاك تتضاعف في فترة الصيف.. وحصلت الشركة على دعم كبير من الدولة بل كانت وما تزال من الشركات القيادية في سوق الأسهم.. وكل هذا يعني أن الخدمة مدفوعة تتجاوز في فترة الصيف حسابات «الضرب» في شرائح الاستهلاك.وهو ما يدعو إلى أهمية وجود شركة منافسة للخدمة مثلها مثل الاتصالات وذلك لمصلحة المنتج والمستهلك على حد سواء.
أما في ما يخص الحالة الثانية والخاصة بهدر كميات الكهرباء فإنه من الصعب أن نجبر مشتركاً على إطفاء الإضاءة أو الأجهزة التي لا يحتاجها طالما أن حجته مسؤولية دفع الفاتورة وشراء الخدمة.
غير انه من خلال حملة توعوية للقطاعين العام والخاص. ونشر ثقافة استهلاك الطاقة بين المواطنين قد نصل إلى الحد من تفاقم المشكلة المؤثرة واستمرار الخدمة بشكل دائم على اقتصاد الأسرة بشكل خاص.
وقد جاء الجدل حول رفض المقارنة بين المملكة ومصر في استهلاك الطاقة على اعتبار اختلاف حالة الطقس ومستوى درجات الحرارة هنا وهناك وبالتالي فإنه لا يمكن قبول ما أشار إليه المهندس الشريبي في هذا الجانب.
ومع أنني أقبل بما ذهب إليه الإخوة الأعزاء إلاَّ أن علينا الاعتراف بأننا أكبر دولة مستهلكة للكهرباء في منطقة الشرق الأوسط.. ليس من حيث الحاجة الفعلية فقط ولكن أيضا من حيث الطاقة «المهدرة».
و لابد أن نعترف بحجم الأسوار المضاءة بمساحات كبرى والمنازل التي لا يوجد فيها سكان والإدارات والمصالح الحكومية التي تعمل فيها الأنوار والمكيفات ليلاً دون موظفين. و»الترف» في إضاءة بعض الشوارع الرئيسية من قبل البلديات في حين تبقى الشوارع الداخلية لكثير من المدن دون اهتمام.
في منطقة عسير الباردة وفي الطائف تتحول المنازل إلى عقود عرس في الوقت الذي يكون أصحابها يسكنون خارج المنطقة ولا يستخدمونها إلاَّ في الصيف.. أليس هذا إهداراً للطاقة؟
مفارقات
تستطيع أن تشعل أكثر من شمعة لإضاءة المكان ورؤية كل شيء حولك. لكنك لا تستطيع رؤية العقول «المظلمة» وان أوقدت كل الشموع!!.