فيصل في بناء الحياة .. أم نوبل لصناعة الموت؟
ستيفن شو\" عالم الفيزياء الأمريكي اختاره الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما وزيراً للطاقة.. ليكون من أهم وأبرز الشخصيات القيادية في الإدارة الأمريكية للمرحلة القادمة. لكن من الذي اكتشف استحقاق الرجل وحجمه من الناحية العلمية؟
ستيفن شو كان قد حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في قسم الفيزياء قبل أن يحصل على جائزة نوبل بأكثر من 4 سنوات. وهذا يعني أن الأولى هي صاحبة الريادة.. وهي الأكثر تقييماً. بل يمكن القول: إن جائزة الملك فيصل قد أصبحت في موقع الثقة والكشاف الذي يضيء الطريق لجائزة نوبل لكنها أكثر سموًّا واحتراماً من الأخيرة لسببين:
الأول: أن الملك فيصل كان صانع حياة وصانع فكر إنساني يهدف إلى خير الأرض والإنسان وتكريس المبادئ الحميدة التي تستهدف خدمة الأمة والتحريض على الإبداع.
أما الثاني: أن السيد نوبل كرس حياته لواحد من أخطر الأسلحة القاتلة المتمثلة في \" الديناميت \" وبالتالي لم تكن جائزته إلا محاولة للتكفير عن شعوره بالذنب قبل وفاته.
وهنا تبرز أهمية تحكيم العقل في قراءة الحقيقة وتقييم المصدر الذي تحمله القيمة العلمية لشخصيتين مختلفتين حول قيمة الحياة وخدمة البشرية.
وما يلفت النظر أيضاً هو امتداد فكر نوبل إلى الاحتفال بمستخدمي أدوات الموت بمختلف الوسائل القاتلة من خلال اشتمالها على تكريم مجرمين اقترفوا الكثير من المذابح وممارسة الحروب \"القذرة\" ، ومنهم جنرالات إسرائيل ، حيث كرمت \"نوبل\" كلاًّ من مناحم بيجن الذي ترك للتاريخ مذبحة \"دير ياسين\" ، وآرييل شارون صاحب مجزرة \"صبرا وشاتيلا\".
وهذا ما يؤكد أن مبدأ \"تسييس\" جائزة نوبل قد عمل على \"تغييب\" الناحية الإنسانية في بعض فروع الجائزة، وتغليب الأهداف السياسية في مصادرة متعمدة للوعي البشري، ومحاولة تقديم شهادات حسن سيرة وسلوك لإبراء ذمم \"القتلة\"، تماماً مثلما هي الجائزة محاولة لإبراء ذمة السيد نوبل من تأثير \"الديناميت\" على ضحاياه!!
أما فيصل الإنسان وفيصل الجائزة فإنهما شهادتا صدق وسمو وأخلاقيات إنسانية ترفض جنرالات الحروب وأعداء الحياة.. وترفع من قيمة العلم في خدمة البشرية. بل وتنير الطريق أمام صناع القرار لاختيار القدرات القيادية كما حصل في الإدارة الأمريكية الجديدة.
وهو ما يطرح السؤال العريض أمام الفارق الكبير بين الجائزتين: مَن يكرم مَن؟
ستيفن شو كان قد حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في قسم الفيزياء قبل أن يحصل على جائزة نوبل بأكثر من 4 سنوات. وهذا يعني أن الأولى هي صاحبة الريادة.. وهي الأكثر تقييماً. بل يمكن القول: إن جائزة الملك فيصل قد أصبحت في موقع الثقة والكشاف الذي يضيء الطريق لجائزة نوبل لكنها أكثر سموًّا واحتراماً من الأخيرة لسببين:
الأول: أن الملك فيصل كان صانع حياة وصانع فكر إنساني يهدف إلى خير الأرض والإنسان وتكريس المبادئ الحميدة التي تستهدف خدمة الأمة والتحريض على الإبداع.
أما الثاني: أن السيد نوبل كرس حياته لواحد من أخطر الأسلحة القاتلة المتمثلة في \" الديناميت \" وبالتالي لم تكن جائزته إلا محاولة للتكفير عن شعوره بالذنب قبل وفاته.
وهنا تبرز أهمية تحكيم العقل في قراءة الحقيقة وتقييم المصدر الذي تحمله القيمة العلمية لشخصيتين مختلفتين حول قيمة الحياة وخدمة البشرية.
وما يلفت النظر أيضاً هو امتداد فكر نوبل إلى الاحتفال بمستخدمي أدوات الموت بمختلف الوسائل القاتلة من خلال اشتمالها على تكريم مجرمين اقترفوا الكثير من المذابح وممارسة الحروب \"القذرة\" ، ومنهم جنرالات إسرائيل ، حيث كرمت \"نوبل\" كلاًّ من مناحم بيجن الذي ترك للتاريخ مذبحة \"دير ياسين\" ، وآرييل شارون صاحب مجزرة \"صبرا وشاتيلا\".
وهذا ما يؤكد أن مبدأ \"تسييس\" جائزة نوبل قد عمل على \"تغييب\" الناحية الإنسانية في بعض فروع الجائزة، وتغليب الأهداف السياسية في مصادرة متعمدة للوعي البشري، ومحاولة تقديم شهادات حسن سيرة وسلوك لإبراء ذمم \"القتلة\"، تماماً مثلما هي الجائزة محاولة لإبراء ذمة السيد نوبل من تأثير \"الديناميت\" على ضحاياه!!
أما فيصل الإنسان وفيصل الجائزة فإنهما شهادتا صدق وسمو وأخلاقيات إنسانية ترفض جنرالات الحروب وأعداء الحياة.. وترفع من قيمة العلم في خدمة البشرية. بل وتنير الطريق أمام صناع القرار لاختيار القدرات القيادية كما حصل في الإدارة الأمريكية الجديدة.
وهو ما يطرح السؤال العريض أمام الفارق الكبير بين الجائزتين: مَن يكرم مَن؟
ناصر الشهري
مدير تحرير جريدة البلاد
مدير تحرير جريدة البلاد
Nsr2015@hotmail.com