×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

أمريكا : ممنوع انتهاك حقوق الإنسان إلاّ برصاصة إسرائيلية


أمريكا : ممنوع انتهاك حقوق الإنسان إلاّ برصاصة إسرائيلية


بين الحين والآخر ونحن أمام الكثير من التقارير التي يدين فيها الأمريكيون انتهاكات حقوق الإنسان في دول متعددة من العالم.. وعلى مدى التاريخ الأمريكي تتعدد الخطابات على مستوى القمة وشركاء صناعة القرار ومنظمات المجتمع المدني حول القيم اللا إنسانية ودعم الديموقراطية.
غير أن الغريب في كل هذا إننا لم نسمع أونقرأ ان تحدث الأمريكيون عن الممارسات الإسرائيلية والانتهاكات المستمرة ضد حقوق الإنسان. وضد كل المبادئ التي يطالبون بها مثل ما يفعلون ضد دول أخرى يستهدفونها عنوة في منطقة الشرق الأوسط.. في حين لم تصل أية دولة في العالم وعلى مدى التاريخ الحديث إلى مستوى الانتهاكات الإسرائيلية في ممارسة علنية وتحد صارخ للضمير العالمي.. ومع ذلك مازالت بعيدة في نظر الأمريكيين عن كل عناوين اختراق القيم الإنسانية بقدر ما تحظى الدولة العبرية بالدعم و»الدلال» الأمريكي.
وعندما يحدث عمل إرهابي ضد الأمريكيين أو مصالحهم في أي مكان من العالم نجد أن الدوائر الأمريكية تقيم الدنيا ولا تقعدها وتطالب العالم بإدانة العمل الإرهابي الذي نرفضه أيضا كأمة مسلمة. في حين تتعمد الصمت بل تبحث عن الأعذار لإسرائيل بعد كل جريمة.. تماماً كما حصل في الأسبوع الماضي عندما ارتكبت الأخيرة مجزرة إرهابية ضد أكثر من 30 دولة في اغتيال فاضح للقيم الإنسانية وحقوق الإنسان التي يتحدث عنها الأمريكيون!! وهو نفس الموقف من مذبحة صبرا وشاتيلا وصولاً إلى دير ياسين وإلى غزة مروراً بجنوب لبنان وغيرها من المجازر التي من الواضح انها لا تستحق ان يكون لها مكان في سجلات حقوق الإنسان الأمريكية!! في تأكيد على ان الانتهاك يجوز فقط إذا كان برصاصة إسرائيلية!! وهو تشريع تتوارثه امريكا منذ قيام إسرائيل . والسؤال هنا والذي اجزم انه لن يجيب عليه دعاة الديموقراطية وحقوق الإنسان «الوهميون» في امريكا. وهو : ماذا سيكون عليه الموقف الأمريكي لو ان مجزرة قوافل المساعدات قد حصلت من دولة عربية في منطقة الشرق الأوسط أو من إحدى المنظمات الفلسطينية؟
وهنا لا احد يستطيع ان يقول ان واشنطن لن تعمل سريعاً على تبني قرار دولي يفضي ليس إلى الإدانة فقط ولكن إلى جلب رئيس الدولة ووزير الدفاع وكل المشاركين في العملية العسكرية ضد قافلة الإغاثة إلى المحكمة الدولية وإدانتهم حتى ولو أثبتوا براءتهم!! لسبب بسيط.. وهو ان الإدارة الأمريكية ترفع شعار حقوق الإنسان أمام العالم ولكنها تلقي هذا الشعار أرضاً بل تدوسه «بالحذاء» حين يكون الانتهاك عملاً إسرائيلياً!!
أما العرب فلم يكن أمامهم سوى إعلان «رفع ملف» المبادرة العربية!! وذلك في الاجتماع الذي تم عقده على مستوى المندوبين في الجامعة العربية نهاية الأسبوع الماضي. وهو الملف الذي لم تعره إسرائيل أي اهتمام وقد أحسن السيد عمرو موسى وفريق الجامعة ان قاموا برفعه في دولاب آمن مع بقية الملفات المنسية.. حتى لا يبقى تحت مزيد من الغبار!!
 0  0  2922