×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

السمعة الإلكترونية ؟

السمعة الإلكترونية ؟

يحرص الإنسان على أن يبني سمعته الشخصية (الحسنة) من خلال الحرص على أن تبدو أقواله وأفعاله متماشية مع العرف العام والذوق الاجتماعي الذي يختلف من مجتمع إلى آخر. ومع عصر الانترنت وشبكات المعلومات باتت السمعة الالكترونية online reputation قضية مهمة تحتل مرتبة متقدمة عند الأفراد وفي خطط العديد من الشركات والمؤسسات وحتى الحكومات. ويشير بحث نشرته مجموعة Pewinternet.org أن نسبة 57% من مستخدمي الانترنت البالغين استخدموا محركات البحث للتحري عن سمعتهم فيما هو متاح من المعلومات عبر الإنترنت ، بزيادة 10% عن الذين كانوا يفعلون ذلك (47%)عام 2006 .

وحيث يصعب تتبع مصادر بناء الصورة (السمعة) الالكترونية نظرا لوجود الموضوعي المنصف والمتجني المتسرع والمنافس والحاسد وكل هؤلاء تقدم لهم الشبكة فرصا متساوية لإضافة ما لديهم عمن يعرفون ومن ثم يظهرها محرك البحث «قوقل» في صفحات منتظمة مهما كان مضمونها لتشكل مجمل الصورة الالكترونية للأشخاص والمنظمات والشعوب والحكومات أيا كانت. ولو تصفحت على سبيل المثال بعض المنتديات الحوارية الشهيرة لرأيت أن حرب السمعة طاغية على مجمل موضوعات المشاركين. وربما يذكر متابعو الانترنت أن منتدى عربيا حواريا شهيرا كان ملء السمع والبصر مع بدايات الانترنت ظل (ومازال) ساحة صراعات بناء السمعة وتشويه السمعة ولم يستثن كتابه أحدا. وعلى صفحات هذا المنتدى وغيره يلاحظ المدقق أن شخصيات وكثيرا من الحكومات تتداخل بموضوعات في مجال تحسين الصورة (السمعة) الالكترونية عبر فرق مجندة للتواصل مع زوار وكتاب هذا المنتدى. ولعل اشهر الحكومات محاولة للتأثير على المحتوى العربي هي إسرائيل والولايات المتحدة وعلى سبيل المثال يوجد بوضوح فريق إعلامي أمريكي يكتب باللغة العربية في منتديات معينة ويتواصل مع أعضائها لشرح سياسات الحكومة الأمريكية وتسويق توجهاتها في المنطقة والعالم.

وبتجربة بسيطة على محرك «قوقل» الأمريكي نجد أن جملة « الاحتلال الأمريكي» ترد أكثر من 400 ألف مرة في حين تتجاوزها عبارة « الاحتلال الإسرائيلي» لتصل مرات تكرارها إلى اكثر من مليون وسبعمائة ألف مرة باللغة العربية فماذا ستصنع فرق تحسين السمعة الالكترونية في مواجهة دلالات هذه الجمل وما يتبعها من عبارات تتماس مع معاناة المتضررين من ممارسات الاحتلال في العراق وفلسطين.

وفي الشأن الاجتماعي يقول أحد الرواة إن شابا تقدّم لخطبة فتاة وبعد الموافقات الأولى طلب بريدها الالكتروني للتواصل وحين قرأ المدلول (الرومانسي) لعنوان خطيبته الالكتروني دفعه الفضول والخبرة للبحث عن آثار خطيبته على شبكة الانترنت فوجدها على شبكة اجتماعية في صورة أخرى غير التي سمع عنها ورغب فيها من خلال علاقاته الاجتماعية بأسرتها إذ تكشفت تعليقات أصدقائها الالكترونيين عن سمعة أخرى على الفضاء الالكتروني فكان ما كان.


مسارات

قال ومضى: ماضيك ..قاضيك ...

د. فايز بن عبد الله الشهري
 0  0  2717