×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الاستجابة لأوامر الله ورسوله (ص)

التحرير
بواسطة : التحرير
الاستجابة لأوامر الله ورسوله (ص)
الجمعة 17/ 7/1430هـ


الحمدُ للهِ , خلقَ الخلقَ بقدرتهِ , و قضى فيهم بعدلهِ و حكمتهِ ,
و أحاطهم بعنايتهِ و رحمتهِ , أحمدهُ و أشكرهُ , و أتوبُ إليهِ وأستغفرهُ , و اشهدُ أن لا إله إلا اللهُ و حدهُ لا شريكَ لهُ , لا يخرجُ شيءٌ عن أمرهِ , و لا يستعصي أمرٌ على قدرتهِ , فما شاءَ سبحانهُ كان , و ما لم يشأ لم يكن { بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }الملك1 {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }فاطر41
و اشهد أن نبينا محمداً عبدُ اللهِ و رسولهُ , عرفَ اللهَ تعالى حقَ المعرفةِ , فعظمهُ و خشيهُ و اتقاهُ , فكان اتقى الخلقِ للهِ تعالى , و أكثرهم خضوعاً و إجلالاً لعظمتهِ تبارك و تعالى . كان عليه الصلاةُ و السلام يطيلُ الركوعَ في صلاتهِ ذلاً للهِ تعالى و تعظيماً , و كان يقولُ في ركوعهِ : (( سبحان ذي الجبروتِ و الملكوتِ و الكبرياءِ و العظمة )) صلى اللهُ و سلمَ و باركَ عليهِ و على آلهِ و أصحابهِ و التابعينَ لهم بإحسانٍ على يومِ الدين .
أما بعد

فأوصيكم أيها الناسُ و نفسي بتقوى اللهِ تعالى , فاتقوهُ حقَ التقوى واستمسكوا بالعروةِ الوثقى .
اتقوا من بيدهِ ملكوتُ كلِ شيءٍ و هو يجيرُ و لا يجارُ عليهِ , ارجوا رحمتهُ و خافوا عذابهُ , و احذروا نقمتهُ , فإنهُ عزيزٌ ذو انتقام .
أيها المؤمنون
حين أردت أن أعد لهذه الخطبة , تنقلت بين مواضيع متعددة , فهذا موضع مهم , وذلك موضوع أهم , توالت المواضيع سراعا أمام عيني , كل موضوع يزاحم الآخر لأهميته , ثم عدت بالذاكرة إلى مواضيع طرحت , ما بين أمر بمعروف ونهي عن منكر , ودعوة إلى فضيلة و أمر بترك رذيلة , فتساءلت هل طبقنا ما تعلمنا , هل ائتمرنا بالأوامر هل انتهينا عن النواهي , فأيقنت أنا بحاجة إلى موضوع يدفعنا للعمل , نحن بحاجة إلى تحريك كوامن نفوسنا , وخلجات صدورنا , نحن بحاجة إلى إيقاظ جذوة الإيمان في القلوب , نحن بحاجة إلى معرفة ما يجب علينا تجاه ما تعلمناه , فكما قال الحسن- رحمه الله - "ليس الإيمان بالتّحلّي ولا بالتّمنّي، ولكن ما وقر في القلوب وصدّقته الأعمال"
عباد الله
كان أصحاب محمد (ص) يتعلمون للتنفيذ , إذا قيل لهم قال الله أو قال رسوله (ص) استجابوا لأمر الله و أمر رسوله (ص) .
لقد ابتلاهم الله بآية في كتابه وقفوا منها موقف المتلقي للتنفيذ المشفق على نفسه من القصور ، مع شعور قوي بمسؤولية الأمانة في تلقي أحكام الشريعة فظنوا أنهم عاجزون عن العمل بمقتضاها ، فراجعوا رسول الله (ص) فيها إشفاقاً على أنفسهم لا اعتراضاً ؛ ومع ذلك سمعوا وأطاعوا ؛ فنسخ الله حكمها وبقي لفظها . وكم من سامع لها بعدهم ممن لا يحمل همّ التلقي للتنفيذ يمر عليها لا يحسب لها حساباً ، ولا يقف عندها , بل يستوي الأمر عنده : أنسخت الآية ، أم لم تنسخ !
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت على رسول الله (ص) :  لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  [البقرة : 284] قال : فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله (ص) فأتوا رسول الله (ص)، ثم بركوا على الركب ، فقالوا : أي رسول الله ! كُلِّفنا من الأعمال مانطيق : الصلاة والجهاد والصدقة ، وقد نزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها . قال رسول الله (ص) : أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم : سمعنا وعصينا ؟ بل قولوا : سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير . فقالوا : سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير . فلما اقترأها القوم وذلت بها ألسنتهم أنزل الله في إثرها :  آمََنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإلَيْكَ المَصِيرُ [البقرة : 285] . فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى فأنزل عز وجل : لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إلاَّ وسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَاًنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ 
أيها المؤمنون
أن الغاية من الأحكام الشرعية التي جاءت بها نصوص الكتاب والسنة هي
العمل بها بتنفيذ أوامرها واجتناب نواهيها .
قال الله تعالى :  وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إلاَّ لِيُطَاعَ بِإذْنِ اللَّهِ [النساء : 64] ، وقال تعالى  وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا  [الحشر : 7] .
قال الخطيب البغدادي : والعلم يراد للعمل ، كما يراد العمل للنجاة ، فإذا كان العلم قاصراً عن العمل ، كان العلم كلاّ على العالم ، ونعوذ بالله من علم عاداً كلاّ ، وأورث ذلاً ، وصار في رقبة صاحبه غلاّ) .
ولذلك قال الفضيل : إنما نزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملاً .
وقال أبو رزين : في قوله تعالى :  يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ  [البقرة : 121] قال : يتبعونه حق اتباعه يعملون به حق عمله .
عباد الله
لقد عاب الله على أمم سابقة ما تلقوا به النصوص الشرعية فقال عنهم :
قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَاًمُرُكُم بِهِ إيمَانُكُمْ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ  [البقرة : 93] ، وقال تعالى عن اليهود خاصة :  مَثَلُ الَذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ القَوْمِ الَذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ  [الجمعة : 5] .
إن الإعراض عن آيات الله بتعطيل أحكامها من أعظم صور الظلم . قال
الله تعالى :  وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا  [الكهف : 57] . إن الإنسان محاسب ومسؤول يوم القيامة عن علمه كما ثبت من حديث أبي برزة الأسلمي أنه قال : قال رسول الله : (لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع : عمره فيما أفناه ، وعن علمه ماذا عمل به ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن جسمه فيما أبلاه) رواه الترمذي ، وقال حديث حسن صحيح
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : إن أخوف ما أخاف على نفسي أن يقال لي :يا عويمر هل علمتَ ؟ فأقول : نعم ، فيقال : فماذا عملت فيما علمت
و إن لنا في رسول الله (ص) و في سلفنا أسوة حسنة فهذه نماذج مشرقة من أسمى الصور التي تتحقق فيها سمة التلقي للتنفيذ ، و في هذه الصورة كان الحث على أعمال مستحبة غير ملزم بفعلها ، فأخذها القوم مأخذ العزيمة ، والتزموا بما فيها من أعمال من لحظة تلقيهم للنصوص الشرعية بلا تردد أو تكاسل أو انقطاع أو فتور .
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما رأيت النبي (ص) منذ نزل عليه :
 إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ  [النصر : 1] يصلي صلاة إلا قال فيها : (سبحانك ربي وبحمدك ، اللهم اغفر لي) رواه مسلم .
و عن سالم بن عبد الله بن عمر ابن الخطاب رضي الله عنهم ، عن أبيه : أن رسول الله (ص) ، قال : (نِعْمَ الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل) قال سالم : فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً) متفق عليه .
عن ابن عمر رضي الله عنه قال : بينما نحن نصلي مع رسول الله (ص) إذ قال رجل من القوم : الله أكبر كبيراً ، والحمد الله كثيراً ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً . فقال رسول الله : من القائل كلمة كذا وكذا ؟ ) قال رجل من القوم : أنا يا رسول الله ! قال : (عجبت لها ! فتحت لها أبواب السماء) . قال ابن عمر : فما تركتهن منذ سمعت رسول الله (ص) يقول ذلك رواه مسلم .
وعن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري ، قال : سمعت أبي رضي الله عنه ، وهو بحضرة العدو يقول : قال رسول الله : (إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف) ، فقام رجل رث الهيئة فقال : يا أبا موسى أأنت سمعت رسول الله (ص) يقول ذلك ؟ قال : نعم ، فرجع إلى أصحابه فقال : أقرأ عليكم السلام . ثم كسر جفن سيفه فألقاه ، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قُتِلَ . رواه مسلم .
وعن علي رضي الله عنه قال : اشتكت فاطمة رضي الله عنها ما تلقى من الرحى في يدها ، وأتى النبي (ص) سبيٌ فانطلقت فلم تجده ؛ فأخبرته عائشة بمجيء فاطمة إليه ، فجاء النبيّ (ص) إلينا وقد أخذنا مضاجعنا ، فذهبنا نقوم ، فقال النبي : على مكانكما . فقعد بيننا ، ثم قال : (ألا أعلمكما خيراً مما سألتما ؟ إذا أخذتما مضاجعكما : أن تكبرا الله أربعاً وثلاثين ، وتسبحا ثلاثاً وثلاثين ، وتحمدا ثلاثاً وثلاثين ؛ فهو خير لكما من خادم) . قال علي رضي الله عنه : ما تركته منذ سمعته من النبي . قيل له : ولا ليلةَ صفين ؟ قال : ولا ليلة صفين . رواه مسلم .
و عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله (ص) قال : ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه ؛ يبيت ثلاث ليالٍ إلا ووصيته مكتوبة . قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : ما مرت عليّ ليلة منذ سمعت رسول الله (ص) قال ذلك إلا وعندي وصيتي رواه أحمد و مسلم.
وقال البخاري : ما اغتبت أحداً قط منذ علمت أن الغيبة حرام . إني لأرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحداً .
وقال الإمام أحمد رحمه الله : (ما كتبت حديثاً إلا وقد عملت به ، حتى مر بي أن النبي (ص) احتجم وأعطى أبا طيبة ديناراً ، فأعطيت الحجام ديناراً حين احتجمت) . اللهم وفقنا للعمل بما علمنا , اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع و من قلب لا يخشع و من نفس لا تشبع و م دعو لا يستجاب لها .
أقول ما سمعتم ....



الخطبة الثانية

الحمد للهِ حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيهِ كما يحبُ ربنا و يرضى ,
و أشهدُ أن لا إله إلا اللهُ و حدهُ لا شريكَ لهُ , و أشهدُ أن محمداً عبدهُ و رسولهُ , صلى اللهُ و سلمَ و باركَ عليهِ و على آلهِ و أصحابهِ , و من اهتدى بهادهم على يومِ الدين .
أما بعد
فإن العبد إذا أمره الله عز وجل وجب عليه الامتثال لأمر الله , فكل أمر أمرت به أو نهي نهيت عنه ؛ فأنت مسؤول عنه يوم القيامة , علمت فهل عملت , و إن من الأمور التي تطرأ على العباد , فتحول بينهم و بين الاستجابة لأمر الله و أمر رسوله (ص) عدم معرفة الأجر المترتب على امتثال الأوامر و اجتناب النواهي , فهل علموا بأن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة و في مسلم « مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِى جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِى جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ ». و لربما غفرت ذنوب العبد بعمل يسير لا يتوقعه ففي مسلم ايضا « إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ فَأَمِّنُوا فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ».
من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه .حسنه الألباني
وغير ذلك من الأحاديث التي تشحذ همم العاملين .
و من أهم الأسباب في ضعف تطبيق ما تعلمناه هو الوسط الذي نعيشه , من أصحاب و أهل و أولاد وعامة الناس , فالوسط مهم جدا , فإذا غلبت المعصية على الجيران و الأقارب ,و أطبقت الوسائل المفسدة من الفضاء و من الأرض , وغزتنا مسموعة ومرئية ومقروءة , و أصبحت بعض المحرمات جزءاً من حياة بعض الناس , فتراكمت المعاصي على الأنفس حتى صعب على أصحابها إخراجها , وهذا لا يبرر و إن كان يفسر , فالعبد لا يعذر أمام الله بذلك , بل هو مأمور باختيار الصحبة الصادقة الناصحة قال تعالى {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } لا ملاعب و لا مراكب و لا سفر و لا سيحاة و لا مسلسلات , ثم حذر من قرين السوء فقال { وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28
كان الصحابة وسطا جميلا جليلا عظيما يتربى الناس فيه ويتأثرون فقد قال عليه الصلاة و السلام « إِنِّى لأَعْرِفُ أَصْوَاتَ رُفْقَةِ الأَشْعَرِيِّينَ بِالْقُرْآنِ حِينَ يَدْخُلُونَ بِاللَّيْلِ وَأَعْرِفُ مَنَازِلَهُمْ مِنْ أَصْوَاتِهِمْ بِالْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ وَإِنْ كُنْتُ لَمْ أَرَ مَنَازِلَهُمْ حِينَ نَزَلُوا بِالنَّهَارِ . رواه مسلم
فيا من يعاني من بيئة سيئة , غير بيئتك , و ابدأ تاريخاً جديد و حياة جديدة ورؤية جديدة , استبدل من يذكرك بالمعاصي بمن يذكرك بالطاعات « إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ .
لا تقل لا استطيع مفارقة رفقتي , فنحن سوياً منذ زمن طويل , فلن تنفعك المجاملات , في يوم العرض على رب الأرض و السماوات .
عباد الله
أسباب التسويف و تأجيل الاستجابة لأمر الله ورسوله (ص) كثيرة و يصعب حصرها , ولكن اللبيب بالإشارة يفهم , و اعلم أن الشيطان إن لم تتبرأ منه في الدنيا , وتعلن العداوة له و لأتباعه فسيتبرأ منك في الآخرة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }إبراهيم22
هذا وصلوا ......اللهم أعز الإسلام و المسلمين .. اللهم اغثنا ...عباد الله إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون , و أوفوا بعهد الله إذا عاهدتم , و لا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها فقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون فاذكر الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر و الله يعلم ما تصنعون .
بواسطة : التحرير
 0  0  2674