×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

إعصار نرجس

التحرير
بواسطة : التحرير
إعصار توغو



الحمد الله القوي القاهر؛ خلق المخلوقات بقدرته، ودبرها بعلمه وحكمته، فلا تبقى ولا تفنى إلا بأمره وقدره [إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا] {فاطر:41} نحمده حمدا يليق بجلاله وعظمته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ [اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ] {فصِّلت:11} وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ كان أعلم الناس بالله تعالى، وأتقاهم له، وأشدهم خوفا منه، شرفه الله تعالى بأن منع به العذاب، ورفع العقاب، [وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ] {الأنفال:33} فلم يركن لذلك، ولم يأمن مكر الله تعالى، وكان إذا رأى غيما أو ريحا عُرف ذلك في وجهه قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله، أرى الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية، فقال: يا عائشة، ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب، قد عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا: هذا عارض ممطرنا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعــــد
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واحذروا غضبه فلا تعصوه، واشكروا نعمه، ولا تأمنوا مكره، فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.
أيها الناس
لا يقدر الخلق ربهم حق قدره، ولا يعظمونه كما ينبغي له أن يعظم، والبشر كثيرا ما يعصونه ولا يطيعونه؛ وذلك لجهلهم بأنفسهم، وعدم معرفتهم بعظمة ربهم، وأنه سبحانه غني عنهم، وهم فقراء إليه، وهو قادر عليهم وهم عاجزون عنه، وهو عالم بهم، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء فسبحان الله ما أعظمه .
روى ابن مسعود رضي الله عنه فقال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلائق على إصبع فيقول: أنا الملك فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم [وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ] {الزُّمر:67} رواه الشيخان.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلميقبض الله تبارك وتعالى الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض) متفق عليه.
وقد كانت تعلو النبي صلى الله عليه وسلم هيبة عظيمة، وإجلال كبير لله تعالى وهو يحدث أصحابه بذلك، ويحكي لهم شيئا من عظمة الله تعالى وقدرته؛ كما جاء في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضيه بيديه، فيقول: أنا الله، ويقبض أصابعه ويبسطها أنا الملك حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني لأقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم)رواه مسلم.
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: ما السموات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن في يد الرحمن ألا كخردلة في يد أحدكم، وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى: بقضها وقضيضها كأنها جوزة في يده.
وهو سبحانه بين لنا من عظمته بقدر ما نعقله، وإلا فعظمته عز وجل فوق ما نتصور، لا يحدها حد، ولا يحيط بها عقل، ولا يدركها أحد؛ ومهما وصفوه فلن يقدروه قدره، ولن يعظموه حق عظمته، فسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
أرزاق العباد وآجالهم بيده سبحانه، واستقرارهم في الأرض وعيشهم فيها بأمره تعالى لا بأمر أحد سواه، ولو شاء لأطبق السماء على الأرض فسحق من فيها، ولو شاء عز وجل لطوى الأرض على من فيها فأهلكهم، كيف؟ وهو يطويها بيده يوم القيامة، ولكنه عز وجل رءوف بعباده، يؤخرهم ولا يستعجلهم، ويعفو عنهم ولا يعذبهم [وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ] {الحج:65}
إنه سبحانه قادر على أن يسلط عليهم جنده فيعذبونهم ويهلكونهم، ولا يذرون منهم أحدا[وَلله جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا] {الفتح:7} [وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ] {المدَّثر:31}
وقادر عز وجل على أن ينزل عليهم العذاب من السماء، وقادر على أن يحدثه لهم من الأرض، ولا حيلة لهم في شيء من ذلك، وقادر سبحانه على أن يجعل عذابهم بأيديهم [قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ] {الأنعام:65}
وقيل للنبي عليه الصلاة والسلام لما كذبه قومه[وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ] {المؤمنون:95} وفي الزخرف[فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ * أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ] {الزُّخرف:42}.
وقد رأى العالم كله ما تخلفه الزلازل والأعاصير والفيضانات من دمار كبير في الأرض، تأتي بأمر الله عز وجل في ثوان أو دقائق، وفي جزء قليل من الأرض، فإذا القتلى والجرحى بالمئات [إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ] {الطُّور:8}
وفي الإعصار الأخير رصدت المراصد سيره، وراقب الخبراء حركته، ولا يقدرون له دفعا ولا تخفيفا ولا تحويلا، فيضرب الإعصار ما أمر بضربه من المدن، فيدمر ما يدمر، ويقتل من حانت ساعته، ولا تسل حينئذ عن المدن وقد غمرتها المياه، وحدث ما حدث فيها من خراب.
وقد نُقل للناس ما خلفه هذا الإعصار من بعض الدمار، فإذا ما جاوزهم أحصوا خسائرهم، ودفنوا موتاهم، رحم الله تعالى المؤمنين منهم، ومن ثم يعود من سلم إلى مسكنه لينظر ما أصابه، ويصلح خرابه.
إنها عبرة يا عباد الله تدل على عجزنا وضعفنا واستكانتنا، كما تدل على قدرة الله تعالى علينا، وعلى حاجتنا إليه وغناه سبحانه عنا، فلماذا الاستكبار عن طاعة الله تعالى؟ ولماذا العصيان؟ ولماذا الغرور بمنجزات البشر ومخترعاتهم وهي لم تغن عنهم من عذاب الله تعالى شيئا؟
إن هذه الكوارث والنكبات عقوبات ربانية لمن يستحق العقوبة من عصاة البشر، وابتلاء لمن لا يستحق العقوبة، وهي تخويف وإنذار لمن سلموا منها؛ ليثوبوا إلى رشدهم، ويراجعوا أنفسهم، ويتوبوا من معصية ربهم [وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا] {الإسراء:59}
والناس فيهم المعتبر المتعظ وفيهم المصر المستكبر [فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى] {الأعلى:11} فكونوا عباد الله من أهل الخشية ولا تكونوا من أهل الشقاء؛ فإن العذاب إذا حل بدار قوم رخصت أموالهم وإن امتلأت بها البنوك، وهانت عليهم مساكنهم وإن كانت قصورا، وتكدر عيشهم وإن كانوا قبله في أعظم النعيم والهناء، وحينها لا يطلبون إلا النجاة، فخذوا من يسركم ما يعينكم في عسركم، وتعرفوا إلى ربكم في رخائكم تجدوه في شدتكم، ولا تغتروا بدنياكم فإنها في لحظة تكون أهون شيء عليكم، وسلوا من أصيبوا بتلك الكوارث تعلموا حقيقة الأمر.
روى ابن أبي حاتم: أن أبا الدرداء رضي الله عنه لما رأى ما أحدث المسلمون في الغوطة من البنيان، ونصب الشجر؛ قام في مسجدهم فنادى: يا أهل دمشق، فاجتمعوا إليه، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألا تستحيون؟ ألا تستحيون؟ تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تسكنون، وتأملون ما لا تدركون، إنه قد كانت قبلكم قرون يجمعون فيوعون، ويبنون فيوثقون، ويأملون فيطيلون؛ فأصبح أملهم غرورا، وأصبح جمعهم بورا، وأصبحت مساكنهم قبورا، ألا إن عادا ملكت ما بين عدن وعمان خيلا وركابا فمن يشتري مني ميراث عاد بدرهمين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم [أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ] {الأنعام:6}
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...





الخطبة الثانية


الحمد لله رب العالمين، نحمده حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعــد
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، [وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ] {البقرة:196} أيها المسلمون
يجب على المسلم أن لا تمر عليه هذه الحوادث الربانية الكونية وهو غافل عنها؛ فلقد تكررت وتنوعت في هذا العصر، وكان ضحاياها بعشرات الألوف، وخسائرها بألوف الملايين؛ وتخللها كثرة ملحوظة في الخسوف والكسوف، ما عهدها الناس من قبل، ومعلوم من السنة النبوية المعصومة أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى يخوف الله بهما عباده، ومع بالغ الأسف فإن كثيرا من الناس تمر بهم هذه الآيات العظيمة المخوفة، فلا يأبهون بها، ولا يخافون العذاب، والمكذبون من الأمم السالفة ما أهلكوا إلا لما أمنوا مكر الله تعالى ولم يتعظوا بآياته التي خوفهم بها، فحق عليهم العذاب فعذبوا.
إن العلم المسبق بهذه الآيات، ورصد ظواهرها بالمراصد قد قلل من هيبتها عند كثير من الناس، وهذا من موت القلوب الذي يخشى معه نزول العذاب. وزاد الأمر سوءً أن كثيرا ممن يحللون أسباب هذه العقوبات الربانية، والظواهر الكونية، ويتكلمون فيها يرجعونها إلى أسباب أرضية أو جوية بحتة، غافلين أو متغافلين عن قدر الله تعالى وقدرته، وأنه سبحانه هو مقدرها ومقدر أسبابها، بل يتعمد بعضهم الإلحاد بالله تعالى حين ينفون قدر الله تعالى عنها، ويسخرون ممن يقررون أنها نذر وعقوبات، ولا يماري في كونها من آيات الله تعالى، وتقع بقدره وقدرته إلا زنديق ملحد، وقد أخبرنا ربنا جل جلاله أنه سبحانه وتعالى يخوفنا بآياته [وَمَا نُرْسِلُ بِالآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا] {الإسراء:59}. كما أخبرنا عز وجل أن الكوارث التي تصيبنا إنما هي بسبب ذنوبنا [وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ] {الشُّورى:30}
إن البشر في هذا العصر لحقيقون بالعقوبة إلا أن يرحمهم الله تعالى فيعفو عنهم أو يمهلهم؛ فكم بارزوا الله تعالى بالعصيان، وكم حابوه بالمنكرات على مستوى الأفراد والدول والأمم.
أليست الدول المستكبرة تتجبر وتظلم فتغزوا ما شاءت، وتبيد من الشعوب ما أرادت، وتحاصر من تشاء، وتمنع رزق الله تعالى عمن تشاء، وبقية الدول إما معينة على هذا الظلم والجور الكبير، وإما خائفة من بطش الأقوياء المستكبرين؟!
أليس المستكبرون من البشر يريدون القضاء على شريعة الله تعالى وتعبيد الناس لنظامهم الطاغوتي على سائر البشر بدعاوى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ويريدون إفساد المرأة والأسرة .
أليس المستكبرون من البشر يسعون جادين إلى القضاء على معاني العفة والطهر والعفاف في المجتمعات؛ ليخلفها الفساد والانحلال والرذيلة، ويفرض ذلك على الناس بالقوة العسكرية، والعقوبات الاقتصادية، والإرهاب الفكري الإعلامي، وما يعرض في القنوات الفضائية من تشريع مقنن لكل رذيلة، ومحاربة كل فضيلة ليس يخفى على المتابعين.
أوليس المصلحون من الناس، وذوي الغيرة على الأعراض والأوطان يحاربون بشراسة من قبل المفسدين؛ لأنهم يحولون بينهم وبين إفسادهم، ويظهرون للناس مشاريعهم التي هي من إملاءات المؤسسات الغربية المفسدة، يريدون تمريرها باسم الإصلاح في الدول الإسلامية. وأقرب مثال على ذلك: حملتهم الشرسة على هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يريدون إلغاءها رغم أنها من أكبر صمامات الأمان للعباد والبلاد، ولكن لم تعجبهم لأنها تحول بين الشهوانيين وشهواتهم المسعورة، وتقف أمام إفساد المفسدين، ولا يسعى والله في إبطال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا مغرض خبيث، يريد الإفساد ولا يريد الإصلاح.
أيشك البشر أن ما يصيبهم من أنواع القوارع والكوارث في هذا العصر عذاب وعقوبات ونذر بين يدي عذاب، وهم على هذا الحال المزري من استعلاء المفسدين، وضعف المصلحين والله تعالى يقول [وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ] {هود:117} وقال في المعذبين السابقين [وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ * وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ] {هود:102} وفي الآية الأخرى [وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ] {الزُّخرف:76} والله تعالى يملي للبشر، ويرسل لهم الآيات تلو الآيات لعلهم يتعظون، ومن لم يتعظ منهم حقت عليه العقوبة [وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ المَصِيرُ]{الحج:48} .
فخذوا العبرة من هذه الأحداث الكونية، التي لا تخرج عن كونها آيات إنذار وتخويف من الله تعالى لكم، فاقبلوا عن الله تعالى نذره، والتزموا شريعته، وخذوا على أيدي المفسدين؛ لئلا يصيبكم ما أصاب غيركم. [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِالله الغَرُورُ] {فاطر:5} .هذا وصلوا وسلموا على نبيكم...
بواسطة : التحرير
 0  0  2503