أيها الكلثمي : سلمت أناملك .. وشكر الله لك طيب مشاعرك.
أيها الكلثمي : سلمت أناملك .. وشكر الله لك طيب مشاعرك
د. صالح بن علي أبو عراد
الحمد لله الذي جعل للمرء من إخوانه من يُعينه على الطاعات ، والصلاة والسلام على من علّمنا أن ثناء الأخ على أخيه بالحق من أفضل القُربات ، أما بعد ؛
فقد اطلعت على ما سطره قلم أخي الكاتب / فهد بن عبد الرحمن الكلثمي الشهري بعنوان عذرًا سعادة الدكتور ) المنشور في موقع تنومة الإلكتروني بتاريخ 1 / 6 / 1431هـ الموافق 15 / 5 / 2010م ، الذي ذكر فيه أن منطقتنا ( بلاد بني شهر وما جاورها ) تمتاز ( ولله الحمد والمنّة ) بأهم العناصر التي تجعل منها مجتمعًا قادرًا على المنافسة والإبداع والدخول في مُعترك النهضة الحضارية الشاملة التي تنعم بها بلادنا . وكان يُشير بذلك إلى أهم هذه العناصر المُتمثلة في ( أبناء المنطقة ) المخلصين من المبدعين ، والمؤهلين ، والأُدباء ، والشعراء ، والمميزين في شتى المجالات والميادين على حد قوله ، ولأنه ليس غريبًا على أهل الفضل فضلهم ، كما أنه ليس بمستبعدٍ عن الأوفياء بذل وفائهم ؛ فقد تفضل مشكورًا مأجورًا - إن شاء الله تعالى - فذكرني بخيرٍ فيما كتب ، وأثنى عليَّ ثناءً أخويًا كريمًا لا أملك معه إلا أن أدعو له قائلاً : جزاك الله عني خير الجزاء ، وجعلني الله وإياك ممن وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز بقوله : وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ( سورة الحِجر : 47 ) .
وعلى الرغم من أنه لا تربطني بالأخ الكاتب صلة قرابةٍ عائليةٍ ، أو رحمٍ ، أو نسب ، ولم تجمعني به زمالةٌ على مقاعد الدراسة ، أو مكان العمل ، أو نحو ذلك من مصالح الدنيا ؛ إلا أن رابطة الأخوة في الله تعالى بيننا خيرٌ من ذلك كله ، فهو أخ كريم أتناغم معه في حب هذا الجزء الغالي من بلادنا ، وأتبادل معه مشاعر الحب الأخوي في الله تعالى ، وأشكر له حُسن ظنه ، وجميل عباراته ، وكريم طرحه ، سائلاً المولى جلّت قدرته أن أكون عند حُسن الظن دائمًا ، وأن يغفر لي وله ولإخواننا المسلمين والمسلمات .
وحيث إن أخي الكريم قد تفضل في المقال نفسه فأثنى على مجموعةٍ من الإخوة الكرام أبناء المنطقة سواءً أكانوا من أبناء تنومة أو النماص أو غيرهما من القرى والقبائل في المنطقة ؛ وأشار إلى ما سماه بجحود المنطقة لأبنائها في ما ينبغي لهم من التكريم والمُباركة والاحتفاء عند تحقيق النجاحات ، مؤكدًا أن ذلك حقٌ أدبيٌ لهم ولغيرهم ممن يستحقون التكريم ، وأن المُفترض على أبناء المنطقة الخيرين عدم الغفلة عن ذلك الواجب الذي يأتي عرفانًا وتقديرًا وتحفيزًا لهم ، إضافةً إلى كونه عاملٌ فاعلٌ في غرس وتأصيل هذا المبدأ في أذهان الأجيال القادمة من أبناء المنطقة ، فإنه لا يسعني في هذه الأسطر القليلة إلاّ أن أتقدم بالأصالةً عن نفسي ، ونيابةً عن إخواني الكرام المُشار إليهم في المقال ، وغيرهم ممن لم يرد ذكرهم بخالص الشكر ، وعظيم التقدير ، ووافر التحية لكاتب المقال على ما كتب وما طرح من آراءٍ وأفكارٍ تنبئ عن نفسٍ صافيةٍ وروحٍ طيبةٍ ، ووعيٍ كبير ، فقد أعادت تلك الأسطر ( الكلثمية ) ، وما اشتملت عليه من عباراتٍ وكلماتٍ صادقاتٍ الأمل إلى نفوسنا ، وأشعرتنا بشيءٍ من البهجة والسعادة يوم أن علمنا أن هناك ( من إخواننا الأفاضل ) من يُحسُ بنا ويُفكِّر فينا ، ومن يفرد لنا جزءًا من اهتمامه وعنايته ، عندما يكتب عنا ويُشيد بنا في زمنٍ تزاحمت فيه المشاغل ، وسيطرت فيه المصالح , وتفاقم الحسد والأنانية ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وهنا أستميح الإخوة القراء في توجيه هذه الكلمات اليسيرات لأخي الكريم فهد الكلثمي قائلاً :
لا شك أنك تعلم ، أننا جميعًا في هذا الجزء الغالي من بلادنا الحبيبة نسعى ونجتهد كغيرنا من أبناء المملكة العربية السعودية للرُقي بكل ما من شأنه تحقيق التنمية الحضارية الإيجابية لكل شبرٍ في بلادنا في شتى الميادين والمجالات ، ولاسيما أننا نرى ونعلم يقينًا أن لمركز تنومة و محافظة النماص وما حولهما مكانةً لا تقل عن مكانة غيرها من أجزاء وطننا الحبيب الذي يقود مسيرته المباركة خادم الحرمين الشريفين سلّمه الله ورعاه ، وولي عهده والنائب الثاني .
أما ما ننشُده ونطمح إليه ونتمناه في هذا الشأن يا أخي فهد يتمثل في أن يترسم الشباب الواعد من إخواننا وأبنائنا في المنطقة خُطى من كان قبلهم ، وأن يضيفوا الجديد والنافع المفيد كلٌ في مجاله وتخصصه ، وأن يحرصوا على التمسُك قبل كل شيء بتعاليم وأخلاق دينهم وتوجيهاته السامية الرفيعة ، فهو مصدر عزتهم في الدنيا وسعادتهم بإذن الله تعالى في الآخرة ، وأن يبذلوا كل ما في وسعهم للتفاني في خدمة وطنهم فهو شرفٌ لهم وعزةٌ ومنعةٌ له ، وأن يجتهدوا في العمل الجاد المتواصل للرقي بمستوياتهم العلمية والعملية والحضارية والمعرفية ، وأن يُسهموا زرافاتٍ ووحدانًا في تنمية هذا الجزء من الوطن على كل المستويات ؛ فما تحقق لهذه النخبة ممن ذكرهم الأستاذ الكلثمي وغيرهم من إنجازاتٍ علميةٍ وعمليةٍ مشهودة إنما جاءت بفضل الله تعالى ثم بالجد والاجتهاد ، والمثابرة والإخلاص والولاء الإيجابي لهذا الكيان العظيم , ولم تأت لمجرد الأحلام و الأُمنيات .
وهنا لا يفوتني أن أشكر الله تعالى ، ثم أشكر كل مخلصٍ في وطننا الحبيب ، مُتمنيًا أن يحرص كل فردٍ من إخواننا الأفاضل على ترك بصماته الإيجابية الواضحة في المجال الذي يُوافق تخصصه ، أو الميدان الذي يهتم به ، وأن يجتهدوا جميعًا في الحفاظ على مكتسبات وطننا ، والإفادة من معطياته التي بُذلت للجميع . وفى هذا السياق تحضرني كلمةٌ رائعةٌ لأخي الدكتور على بن فايز الجحني جاءت في إحدى مقالاته يقول فيها مخاطبًا الشباب :
\" اعملوا بجدٍ واجتهاد ، أو لا تعرقلوا من يريد أن يعمل , فإنكم إذا لم تزيدوا شيئًا في هذه الدنيا إبداعًا ونهضةً وإصلاحًا كنتم أرقامًا زائدة عليها , وإن أنتم لم تدعوها أحسن و أجمل مما وجدتموها , فما وجدتموها أصلاً و ما وجدتكم .. \" .
وختامًا : أسأل الله جلت قدرته لكل مخلصٍ مزيدًا من التوفيق والسداد، والهداية والرشاد ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
بقلم الدكتور / صالح بن علي أبو عرَّاد
أبها في 10/6/1431هـ