ماذا حصل في منتدى بيروت؟
ماذا حصل في منتدى بيروت؟
ناصر الشهري
في المنتدى الاقتصادي العربي الذي انعقد في العاصمة اللبنانية بيروت نهاية الأسبوع الماضي. رسم عدد من الشخصيات السياسية والاقتصادية صورة قاتمة لمستقبل الاقتصاد العربي وذلك استناداً إلى عدد من العوامل التي يمكن أن تعيق الخطط الاستراتيجية وذلك من خلال تحديات سياسية تلقي بظلالها على التنمية الاقتصادية واتفق المتحدثون في ندوة حول أمن الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط وهي إحدى فعاليات المنتدى على أن الكثير من الهواجس الأمنية وفي مقدمتها الملف النووي الايراني والنووي الاسرائيلي واحتمال مواجهة عسكرية في المنطقة هي من ابرز هذه التحديات.
في حين كان الأمير تركي الفيصل أكثر صراحة وشفافية حين أكد على أهمية الخطاب العربي تجاه السياسة الأمريكية والغرب مشيراً إلى أن أمام العرب خيارين وهما إما طرح القضايا بشكل أكثر فاعلية أو وضع «الكمامة» على الأفواه.
غير أن وزير الإعلام اللبناني السابق غازي العريضي قد وقع في خطأ أذهلنا نحن الحضور في قاعة المنتدى عندما وصف بعض الحالات العربية بأنها مثل «ملكات الجمال» في سباقهم مع الوضع السياسي الدولي وهو ما دعاني إلى الاعتراض في القاعة على هذا الوصف خاصة انه كلام لا يليق ومقارنة مرفوضة وغريبة من رجل قاد ثقافة لبنان في فترة وزارية داخل الحكومة اللبنانية!!
وقد اتفق معي العديد من الحضور ومنهم الشيخ أحمد الفهد الصباح نائب رئيس الوزراء الكويتي الذي تحدث في المؤتمر وأكد اعتراضه على هذه «الإسقاطة» غير اللائقة. أما طرح الأمير تركي حول «الكمامات» فقد قلت له : إن ما أخشاه هو أن نتجاوز الكمامات السياسية إلى الكمامات الواقية من الغازات النووية في المنطقة ومع أن المنتدى شهد الكثير من النشاطات المصحوبة بالمد والجزر أو كما أجواء بيروت المشمسة والغائمة نتيجة تقلبات الطقس في هذه الأيام. إلاَّ انه كان حافلاً بالكثير من البرامج المتعددة وكان فرصة أتاحتها مجموعة الاقتصاد والأعمال لعدد كبير من رجال الأعمال والمهتمين بالوضع السياسي والاقتصادي في الوطن العربي للحوار حول هموم المنطقة بصورة أكثر شفافية.
وقد جاء المؤتمر متزامنا مع اجتماع مؤسسة الفكر العربي الذي عقد اجتماعات متعددة على هامش مناسبة تكريم الأمير خالد الفيصل الذي أطلقت عليه مجموعة الاقتصاد «أمير الريادة والانجاز» حيث أكد في كلمته على الكثير من الجوانب في مجال تطوير الاقتصاد العربي ومن أهمها إصلاح النظام المالي وهنا يبدو أنني لم أتحدث عن أكثر من تقرير سريع عن المؤتمر.. أما كيف قرأت مجمل الأطروحات من وجهة نظري فسيكون ذلك في الأسبوع القادم بإذن الله.
