×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

( بك أصبحنا ) علامة الجودة في فضائنا الإعلامي

( بك أصبحنا ) علامة الجودة في فضائنا الإعلامي

قليلةٌ هي البرامج الإذاعية التي تحظى بالقبول ويُكتب لها النجاح عند المستمعين ؛ وقليلة هي البرامج التي تُجبر المستمع على انتظار وقتها والاستماع لما يُقدم فيها بآذان صاغية وقلوب واعية . وعلى الرغم من ذلك فإن هناك برنامجًا إذاعيًا تبثه على الهواء ( إذاعة القرآن الكريم ) ، هذه الإذاعة المباركة التي يشهد لها القاصي والداني ، والتي تميزت ببث التلاوات القرآنية المُباركة لكثيرٍ من القراء على مستوى عالمنا الإسلامي ، وتقديم البرامج الإسلامية الهادفة التي تُبث عبر موجاتها على مدار الساعة لتسعد بها آذان المستمعين في كل مكان ، ويأتي هذا البرنامج الذي يحمل اسم ( اللهم بك أصبحنا ) ليكون البرنامج الأكثر تميُزًا ومتابعة ، والذي يجمع بين كونه برنامجًا دعويًا توعويًا تربويًا ، إضافةً إلى كونه برنامجًا ثقافيًا واجتماعيًا مُتميزًا في منهجيته ، وطرحه ، وإعداده ، وتقديمه منذ انطلاقه بداية عام 1430هـ ، الأمر الذي جعل منه برنامجًا تفاعليًا يقوم في المقام الأول على التواصل الإيجابي والحميمي مع جميع فئات المستمعين الذين يُطل عليهم هذا البرنامج الماتع مع ساعات الصباح الباكر فيُقدم لهم كل نافع ومفيد من المواد العلمية الشرعية ، والثقافية ، والإعلامية ، والاجتماعية ، والطبية ، والتربوية على شكل فقراتٍ متنوعةٍ لا تخلو من الفوائد والمنافع العديدة دينيةً كانت أم دنيوية .
وحتى أكون منصفًا فيما قلته عن هذا البرنامج فسوف أستعرض فيما يلي عددًا من الميزات التي يتميز بها هذا البرنامج ، والتي ينفرد بها - من وجهة نظري - عن غيره من البرامج المُشابهة الأُخرى في كثيرٍ من الإذاعات المحلية وغير المحلية ، ومن هذه الميزات ما يلي :
أولاً / اللقاءات الحية والماتعة سواءً أكانت مباشرةً أم مُسجلة ، والتي يستضيف البرنامج فيها الكثير من العُلماء ، والدعاة ، والمفكرين ، والأُدباء ، والأطباء ، والمعلمين ، وغيرهم من المسؤولين والعاملين في مختلف مؤسسات المجتمع ؛ إضافةً إلى بعض رموز المجتمع في شتى المجالات والميادين .
ثانيًا / حُسن اختيار المقاطع المسجلة خطبًا كانت أم مواعظ أم وقفاتٍ دعويةٍ يتم اختيارها بعنايةٍ تامةٍ من مجموعة أشرطة العلماء والدعاة والخطباء والمتحدثين في شتى الموضوعات الدينية والدنيوية لتضفي بدورها على فقرات البرنامج كثيرًا من المتعة والإبداع والجاذبية .
ثالثًا / العناية في اختيار عناوين الموضوعات التي يتم طرحها بشكلٍ يومي تقريبًا للنقاش والمشاركات والمداخلات من قبل المستمعين ، والتي يتم الإعلان عنها مُسبقًا على شكل شعاراتٍ يوميةٍ أو أسبوعية ، ويُشارك في إثرائها ضيوف البرنامج من خلال اللقاءات السريعة والهادفة ، والمستمعين من خلال فتح باب التواصل الفاعل والإيجابي معهم في كل مكان سواءً عن طريق استقبال رسائل الجوال SMS ، أو من خلال الفاكس الخاص بالبرنامج ، أو من خلال زيارة منتدى البرنامج على شبكة الإنترنت ، والذي يحظى بالكثير من المشاركات المتنوعة من قِبل المستمعين .
رابعًا / تنظيم المسابقات النافعة والهادفة بين حينٍ وآخر وفتح باب المشاركة فيها للمستمعين مع اغتنام المناسبات الدينية والوطنية والثقافية ونحوها في هذا الشأن ، وتخصيص الجوائز المناسبة لها في ثوبٍ رائعٍ وشائق ومُتميز .
خامسًا / طريقة التقديم الرائعة والمُتميزة التي يتم تقديم فقرات البرنامج من خلالها لكوكبةٍ ( رائعةٍ ومُبدعة ) من المذيعين الشباب الذين أجزم أنهم حققوا نجاحًا لافتًا للنظر ، ولاسيما أنهم يمتلكون الكثير من المؤهلات التي تُجبر المستمعين على احترامهم وحُسن الإنصات لهم ، وهم يتعاقبون على قراءة الفقرات وتقديم المُشاركات ( في الغالب الأعم ) بطريقةٍ شائقةٍ ، ولُغةٍ سليمةٍ ، وأداءٍ مُتمكِّن ، وجدةٍ في الطرح ، وجمالٍ في الأسلوب ، وبُعدٍ عن العامية ( الممجوجة ) ، واجتنابٍ للتعليقات الجانبية ( المُخجلة ) ، والتلقائية المرفوضة و( المصطنعة ) التي كثيرًا ما نسمعها في كثيرٍ من البرامج الإذاعية الأُخرى .
سادسًا / روعة اختيار الفواصل التوجيهية الهادفة التي تأتي في قالبٍ دعوي توعوي متألق ، والتي تتنوع بين المختارات الرائعة من الآيات القرآنية الكريمة ، والأحاديث النبوية الشريفة ، وأقوال السلف الصالح المأثورة ، والحِكم والأمثال السائرة ، والأبيات الشعرية الرصينة ، والطرائف اللطيفة المؤدبة التي يتم تقديمها من قبل مُقدمي البرنامج ( المبدعين ) بكل ثقةٍ واقتدار .
سابعًا / الحرص على التعريف الوافي بالعديد من المؤسسات والمرافق الحكومية وغير الحكومية ، واللجان ، والجمعيات ، والمدارس التي تقوم بالأنشطة المختلفة ولاسيما الخيرية والاجتماعية منها في كل شبرٍ من بلادنا الغالية ، والتي يتم تسليط الضوء على أهدافها ومناشطها وكيفية التواصل معها .
وبعد ؛ فإنني أغتنم هذه الفرصة وعبر صحيفة ( سبق ) الإلكترونية لتقديم خالص الشكر وعظيم التقدير لإذاعة القرآن الكريم والقائمين عليها ، يوم أن قدموا للمستمعين الأفاضل في كل مكان هذا البرنامج الرائع الناجح الذي خطف أسماع المتابعين ، وشد انتباههم ، وحاز إعجابهم في كل مكان ، والذي حقق نجاحاتٍ مستمرة منذ أن انطلقت أولى حلقاته ، والشكر موصولٌ لفريق البرنامج إشرافًا وإعدادًا وتقديمًا وتنسيقًا وإخراجًا ، متمنيًا أن نرى في بقية الإذاعات مثل هذه البرامج الواعية الهادفة التي تحترم المستمع ، وتُثري فكره ، وترتقي بمستوى وعيه ، وتحرص على ذوقه ووقته .
والله أسأل للجميع التوفيق والسداد والهداية والرشاد ، والحمد لله رب العباد .


د.صالح بن علي أبو عرّاد
أستاذ التربية الإسلامية المُشارك
كلية التربية بجامعة الملك خالد في أبها
abo_arrad@hotmail.com

المقال منشور في صحيفة سبق
 0  0  2941