×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الخليج وأخطار المستقبل


الخليج وأخطار المستقبل




ناصر الشهري
رسم الدكتور عبدالله النفيسي عضو مجلس الأمة الكويتي السابق مستقبلاً قاتمًا لمستقبل بعض الدول الخليجية مستثنيًا المملكة كدولة كبرى في المنطقة تقع ضمن منظومة مجلس التعاون، كما استثنى أيضًا كلاًّ من العراق واليمن من خارج المجلس.
واستند في ذلك إلى تحليلات لخبراء أمريكيين كانوا قد تحدثوا سابقاً عن هذه المخاطر تجاه ما سمَّوْهَا دولاً صغيرة في الخليج، مشيرًا في الوقت ذاته إلى إمكانية إقامة اتحاد ثنائي بين هذه الدول المعنية.
غير أن النفيسي لم يورد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الأخطار التي قد تواجه هذه الدول، كما أن مصدره الأمريكي لم يورد معلومات تنطلق من استراتيجية سياسية تؤدي في النهاية إلى هذا التحول الخطير في تاريخ المنطقة العربية.. لكنها فقط نظريات عاطفية لا تتجاوز الاجتهاد في قراءة الأحداث، وبناء رؤى من منظور تحكمه وسائل المخابرات الأمريكية لقياس الأبعاد وردود الفعل من الناحية النفسية في منطقة مضطربة قابلة لكل احتمالات التغيير في ظل التهديدات الإقليمية والدولية.
ومع ذلك لابد من الأخذ في الاعتبار مواجهة كل هذه التهديدات من خلال تطوير وتعزيز دور مجلس التعاون الخليجي وبناء قوة ذاتية للدول الأعضاء قادرة على التصدي لأي تدخل إقليمي أو دولي، والانفراد بأي من دول المجلس خاصة بعد أن أثبتت تجربة غزو العراق للكويت حجم المعادلة العسكرية مع وجود قوة نووية في إسرائيل وأخرى ناشئة في إيران، وكلتا الأخيرتين لها أطماعها في المنطقة وفق مسوغات توسعية قديمة مازال يتم تطويرها في ظل الاحتواء والمراوغة في خطابات التطمينات المتناقضة في محاولة للوصول إلى التوقيت المناسب.
يحصل هذا في الوقت الذي مازالت فيه دول الخليج تختلف على تنفيذ الاتفاقية الأمنية فيما بينها.. ومازالت تختلف على الوحدة النقدية وصولاً إلى الكثير من قرارات القمة ومن أبسطها انسحاب إحدى دول المنظومة الخليجية من التوقيت الموحد لبداية التعداد السكاني!!
ومن ثم لا يستطيع أي مواطن خليجي أن يراهن على نجاح تجربة مجلس التعاون قياسًا بالفترة الزمنية التي تجاوزت 30 عامًا على إنشائه وحجم الانجازات التي تحققت على الأرض ما لم يكن هناك تحرك أكثر طموحًا وفاعلية.
كما أن فكرة قيام مشروع بديل مثل الذي أشار إليه الدكتور النفيسي ليس هو الحل بقدر ما يكون الأفضل هو التطوير الشامل لمجلس التعاون ليكون أكثر قوة وفاعلية تجاه أخطار المستقبل وتفعيل القرارات.
صحيح أن للدول الكبرى مصالح في المنطقة ويجب أن تدافع عنها، لكن لا يجب أن يكون هذا الاعتماد مفتوحًا إلى ما لا نهاية، خاصة أنه ليس تبرعًا مجانيًّا بقدر ما تحرص الدول الكبرى وفي مقدمتها أمريكا على استمرار التوترات في المنطقة لاستثمارها على طريقتها الخاصة.


 0  0  2737