×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

قمة للفكر العربي


قمة للفكر العربي




أ.ناصر الشهري
دخلت مؤسسة الفكر العربي على محاور مهمة في مساحة واسعة من تأطير المعنى الحقيقي لمبدأ الفكر، وتوسيع مجالات الخدمة التي تقدمها المؤسسة، بدءًا من تطوير الصناعة الثقافية المتمثلة في خدمة المثقف العربي وترجمة ما يمكن أن يكشف للقارئ ثقافة الآخرين في جوانبها الإنسانية والإبداعية التي تعكس حجم التجربة ورسم خريطة الثقافة في نسيج من المعرفة ومزيد من تلاقح الثقافات العربية والعالمية، مرورًا باكتشاف وتطوير المواهب للأجيال العربية في تحريض لصناعة مستقبل هذه الأجيال من منطلق الثقة في النفس وتكريس مبادئ الحوار ورفع مستوى هذه القدرات لتكون متأثرة ومؤثرة في التنمية المستدامة لشعوب لابد أن يكون الإنسان هدفًا أساسيًّا في بناء حضارتها وتقدمها للدخول إلى غمار المنافسة ومواجهة التحديات.
وإذا كانت مؤسسة الفكر العربي قد دخلت أيضًا في الجانب الاقتصادي والمسؤولية الاجتماعية كما حصل في مؤتمر الكويت الأخير، وتستعد لقمة ثقافية، فإن ذلك يعني أن الأمير خالد الفيصل بفكره المتميز لا يرى أن الفكر ينحصر في مساحة صغيرة من الثقافة بمفهومها المحدود في صناعة المنتج الثقافي بقدر ما يرى أن الفكر يجب أن يتجاوز هذا المفهوم إلى كل شيء في حياة الإنسان .. فهناك الفكر الاقتصادي .. والفكر السياسي .. والفكر الاجتماعي .. والفكر الصناعي والتقني .. إلى غير ذلك ممَّا له علاقة بتنمية الأرض والإنسان على حد سواء.
ولأن العالم العربي يعيش الكثير من الهموم التي لا تتوقف عند المؤسسات الحكومية أو مؤسسات المجتمع المدني بقدر ما تشمل أيضًا المفهوم الثقافي للخطط السياسية التي ينطلق منها صناع القرار، والتي لا شك أنها مؤثرة على كل معطيات المجتمع من خلال تقاطعات المصالح في العلاقات العربية العربية ومع المنظومة الدولية.
وبما أن منطقة الشرق الأوسط قد شهدت الكثير من الأحداث ونشوء توترات أعاقت التنمية المستدامة نتيجة الممارسة التي غاب عنها الجانب الثقافي الذي انعكس على البعد السياسي في بعض الدول العربية.
فإنني أتمنى أن يكون في أجندة قمة الثقافة العربية القادمة محور حول «الفكر السياسي» في طرح ومعالجة القضايا «البينية» ومع الآخرين، خاصة وقد أصبحت مؤسسة الفكر العربي مصدرًا مهمًّا لتبني رفع مستوى الأداء في كل جوانب التنمية من منطلقات ثقافية طموحة يجب الاستفادة من برامجها.
 0  0  2826