مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة .. تحقيق ريادة وتلبية حاجة
مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة .. تحقيق ريادة وتلبية حاجة
عوض آل سرور الأسمري
لقد أسعد صدور الأمر الملكي الكريم السامي رقم 1035 بتاريخ 3-5-1431هـ والمتضمن إنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة جميع أبناء الوطن والعرب والمسلمين، وخصوصاً العلماء والباحثين والمختصين والمهتمين بمجال الطاقة الذرية السلمية والطاقة المتجددة. وهذه - حقيقة - همة قائد عظيم وطموح لخدمة شعبه وأمته، وتعد سابقة نوعية ونقلة عظيمة في شتى المجالات العلمية والتقنية والاقتصادية تدخل من خلالها مملكة الإنسانية عصر التقنية الذرية السلمية والمتجددة. وهذا يجعل الباحثين السعوديين أمام تحد صعب لإبراز ما لديهم من مواهب وإمكانيات فائقة لتحقيق رغبة القيادة وكسب ثقتها. هذه المدينة هدية عظيمة من قائد حكيم إلى شعبه وأبنائه تفتح لهم آفاقاً بحثية جديدة تروي عطشهم، وتحقق لهم الريادة في المستقبل القريب - إن شاء الله. أعلم أن هناك علماء وباحثين من أبناء هذا البلد المعطاء على أتم الاستعداد للمشاركة في بناء مستقبل زاهر في مجال تطوير وتوليد الطاقة بطرق جديدة تعتمد على الطاقة الذرية لتلبية احتياجاتنا المستقبلية والآنية.
وبهذه المناسبة فإني أحث جميع الجامعات المحلية، وخصوصاً الجامعات الناشئة على فتح أقسام ومراكز أبحاث تعنى بالطاقة النووية السلمية والطاقة المتجددة لكي تكون رافدا من روافد العطاء، وعاملاً مساعدا في الإسهام بأفكار بحثية جديدة تسهم مدينة الملك عبد الله للطاقة في نجاحها وتقدمها، وخصوصاً عندما تكون بحوث تطبيقية ومبنية على واقعنا البيئي والجغرافي، وهذا بدوره سيسهم في بناء قاعدة علمية تقنية وطنية في جميع المجالات التطبيقية والمتعلقة بالطاقة الذرية. ومنها على سبيل المثال: توليد الطاقة لتحلية المياه، وفي المجالات الطبية، والصناعية، وفي مجال حفظ الأغذية.
البترول كما نعلم مصدر طاقة غير متجددة ، وقد يقل مع كثرة الاستخدام، إضافة إلى المشكلات البيئية المصاحبة لاستخدام طاقة النفط الأحفوري. وقد أسهم هذا الأمر السامي في الحفاظ على ما لدينا من ثروة نفطية طبيعية وغير متجددة، والتفكير في البديل المناسب. هناك تقارير تشير إلى أن الطاقة النووية تشكل نحو 20 في المائة من الطاقة المولدة في العالم، وهي مصدر حقيقي للطاقة لا ينضب. ولكنها باهظة التكلفة وخصوصاً بناء المفاعلات، كذلك يجب أن تكون هناك خبرة فائقة لدى العاملين، وخصوصاً فيما يتعلق بالسلامة، والتخلص الآمن من المخلفات والمواد العالية الإشعاع. ولكن مع التقدم التقني في مجال الطاقة الذرية، أصبح من الممكن استحداث وسائل جديدة أكثر أمناً بحيث لا تؤثر سلبا في العاملين أو البيئة.
الطاقة البديلة والمتجددة .. أصبحت حلماً يتحقق
مصادر الطاقة البديلة أقل تأثيرا في البيئة، وأكثر جدوى اقتصادية, وأقل مشكلات سياسية. هناك العديد من أنواع الطاقة البديلة مثل: الطاقة الذرية، وطاقة الرياح, والطاقة الشمسية, والطاقة الكامنة في باطن الأرض, وطاقة المد والجزر الناتجة عن قوة جاذبية القمر. هذه الطاقة ستسهم في التقليل من انبعاث الغازات التي تسبب مشكلات بيئية مثل: الأمطار الحمضية, والاحتباس الحراري, والمشكلات المناخية. هذا النوع من الطاقة سيكون طويل الأجل وأقل تكلفة.
أصبحت تكلفة إنشاء محطة طاقة الرياح - في هذه الأيام- أقل بمقدار الثلث منها قبل 30 سنة. وتبعاً لذلك قل السعر للكيلووات ساعة بمقدار 90 في المائة. إذ إنه كان يكلف 38 سنتاً في عام 1980, والآن 2.6 سنتا فقط لكل كيلووات ساعة. وهذا السعر يجعل الطاقة البديلة أرخص سعرا من بعض المحطات التقليدية. تعتمد كمية الطاقة المنتجة من محطة الرياح على سرعة الرياح. أثبتت محطة طاقة الرياح جدواها الاقتصادية. إذ إن كمية الطاقة المنتجة يمكن أن تزيد بمقدار ثلاثة أضعاف, عند زيادة سرعة الريح ولو بنسبة صغيرة جدا.
الاستخدامات السلمية للطاقة النووية
يمكن استخدامها في صناعة شرائح السيليكون المستخدمة في صناعة الحواسيب وجميع الدوائر الإلكترونية المدمجة، وفي صناعة بعض الدوائر التي تدخل في صناعة أجهزة التلفزيون والفيديو. كذلك يمكن استخدامها في صناعة السجاد والنسيج للحصول على ألياف لا تنكمش وتتحمل العثة وتعطي خواص مقاومة للبرودة والحرارة العالية. كذلك في صناعة حفظ المأكولات وقتل الفيروسات والبكتيريا، وفي إنتاج النظائر المشعة التي تطلق أشعة خاصة لعلاج الأمراض وإجراء العمليات، وإنتاج أنواع جديدة من البذور ذات إنتاجية عالية وتقاوم الآفات، ويمكن استخدامها لتصنيع وقود نووي للمحركات الضخمة يخدم لفترات طويلة ويعطي طاقة دفع عالية تستخدمها الصواريخ للمركبات الفضائية، ويمكن استخدامها كمصدر للطاقة في السفن والغواصات.