الإسقاطات اليومية في المجتمع السعودي : الغاية والهدف
الإسقاطات اليومية في المجتمع السعودي : الغاية والهدف
لاشك أننا قطعنا بفضل الله شوطاً كبيراً في التعامل مع معطيات العصر ونقلنا بيئتنا المحلية من النمطية القديمة بمفهومها العام والصورة الذهنية القاتمة عنها لدى الشعوب الأخرى إلى بيئة عصرية لامست وهج الحضارة وتعاملت مع تعقيداتها بحرفية عكست بديهية إبن هذه البقعة من الأرض وسرعة تأقلمه مع تقنيات العصر,فكانت المرحلة بين وضع لبنة البناء والتطور المدهش الذي نعيشه حالياً فترة قياسية قصيرة بكل ماتعنيه الكلمة وأصبحت القفزات متتالية والتطور مضطرد في كافة المجالات والفضل في ذلك يعود لله عز وجل الذي قيض لنا قيادة رشيدة صنعت لنا بين الأمم مجداً ومكانة عالية.
بيد أن هذا ليس مجال حديثنا اليوم فشهادتي في هذا الجانب مجروحة , لكنها توطئة لما كنت أنوي الحديث عنه حول بعض السلبيات التي أبت أن تختفي وتزول من مجتمعنا وظلت ملازمة للبعض دونما سبب مقنع ولكنها أصبحت أداة في أيدي البعض ومعيار ظالم في مخيلتهم يصنفون به المجتمع كيف ما شاؤوا إلى مواطن حقيقي وآخر ليس له حق الانتماء للوطن والجزء الذي ينتمي إليه أيضاً محل ظن أنه ليس من الوطن , ولا شك أن هذا الشعور قد ظهر في مرحلة سابقة لم يكن فيها من الوعي مايكفي لاجتثاث شأفة هذا الشعور الخاطئ الذي تنامى على المدى الطويل واتسعت رقعته حتى أصبح اليوم ظاهرة مزعجة كونها تحمل في طياتها إسقاطات يومية مبطنة وشعاراً ينتهجه البعض ويردده بأسلوب مقيت للتقليل من إنتماء بعض الأقاليم لوطنهم بناءً على ترسبات وقناعات قديمة ليس لها مايبررها إلا أنها جاءت نتاج جهل بالعادات والتقاليد واللهجات المتباينة بين شرق وغرب وشمال وجنوب البلاد المترامية الأطراف, ولونظرنا اليوم لنسيجنا الاجتماعي لوجدناه مهيئاً لأن يكون مجتمعاً مثالياً منصهراً في بوتقة الوطنية الحقيقية التي نتطلع إليها خاصة وأننا لسنا بحاجة إلى إيجاد آلية توافق لمجتمعنا الذي لايتشكل من قوميات وعرقيات ومذهبيات متباينة أو ديانات مختلفة حتى تكون مبرراً لنشوء مثل هذه الإسقاطات التي تصافح الكثير من أبناء الوطن صباح مساء بشكل لا يخلو من السخرية المبطنة أو النعت بصفات تحمل في معانيها مدلولات ومضامين تشير إلى عدم تقبل أبناء هذا الإقليم او تلك الفئة من المجتمع ضمن حدود الوطن.
إن تنامي الشعور بالنظرة الدونية والانتقاص الدائم الذي يلازم بعض الأشخاص أو الأقاليم أمر واقع ويتألمون بسببه حينما تكون بعض العبارات العنصرية سهاماً توجه لهم بمناسبة أو بدونها من أناس لايدركون فداحة الأمر أو أنهم يدركون ذلك جيداً ولكنهم لايأبهون بعواقبه ولو كان هناك من الوعي مايكفي لأصبحت تلك العبارات جزءً من الماضي الذي ولى بما فيه من السلوكيات الخاطئة المتعددة كحالات الثأر والسطو وحجر النساء وغيرها من العادات التي سادت خلال القرون الماضية ثم بادت بفضل الله ثم بفضل مرحلة التنوير التي قادها مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه.
وقد يكون لصمت المجتمع وإصاخة الآذان عن هذه الحالة الشنيعة تاييداً لما يقال من عبارات مسيئة ورضىً بما يحدث رغم مايخلفه ذلك من أذى نفسي لدى هؤلاء الناس المغلوبين على أمرهم ومحاولة تجريدهم من وطنيتهم وربما كان لها تأثير مباشر على المدى الطويل في عدم تجانس المجتمع المترامي الأطراف .
ولسنا بصدد الإشارة أو الاستدلال بكل العبارات المسيئة التي تخدش جدار الوطنية او تحيي عنصرية آفلة فهي بلا شك قضية تطرح نفسها بشكل يومي في أماكن العمل والسوق والمنتديات وميادين التعليم وفي كل مكان وهي واضحة ولا تحتاج إلى تفسير وعلاجها الوحيد يكمن في رفع نسبة الوعي وتجريم من يطلقها بعد ذلك كونها تمس وحدة وطن بأكمله ولكننا سنأخذ بعضاً منها كمثال لتتضح الصورة أكثر حول المقصود في هذه القضية وقد تكون أكثر الإسقاطات شيوعا,عبارة (طرش بحر,أو زيود, أوصفر سبعة) مما يوجه بشكل مباشر وعلى هيئة تهكم إلى المناطق الجنوبية وسكان الحجاز في مكة وجدة تحديداً ولا شك ان مطلقها يعي مايقول جيداً ويعرف من هم المقصودون بها خاصة وان الأخيرة تجير إلى أكثر من معنى مسيء وكأنها أصبحت جزءاً من الأعراف الاجتماعية.
وحينما تطرقت إلى هذه القضية فليس الهدف منها تضخيم الأمر بقدر ما هو ملامسة لجرح ينزف ومحاولة لتضميده من خلال بحث مسببات إثارته بمثل هذه العبارات النابية المسيئة والقضاء عليها حفاظاً على مكتسباتنا وحتى لاتبقى الوطنية كياناً هشاً بسبب أناس لا يمثلون المجتمع ولكنهم بلا شك معاول هدم لأنهم يعتقدون أنهم الصفوة الخالصة والأفضل والأميز والأكثر انتماءً للوطن.
مثل هذه العبارات المسيئة سمعتها كثيراً حتى أصبحت أشفق على هؤلاء الذين لا هم لهم سوى الانتقاص من قيمة الاخرين وإطلاق هذه الجمل المسيئة على عواهنها دون محاسبة للضمير الذي حمل وزر ها وأطلق العنان للنفس الأمارة بالسوء لتمارس دورها التحطيمي في خلق الله دون مبرر.
قد نجد عذراً لحالات التمييز في المجتمعات الغربية بحكم أنهم خليط من أجناس وعرقيات مختلفة وثقافات متنوعة ولكننا نستغرب وجودها في مجتمع يكاد يكون أقرب للتلاحم بحكم أنه مجتمعاً قبلياً خالصاً تتجذر فيه معاني الشهامة والمروءة والنسب والجوار وغيرها من الصفات التي تفتقر إليها المجتمعات الأخرى.
بيد أن هذا ليس مجال حديثنا اليوم فشهادتي في هذا الجانب مجروحة , لكنها توطئة لما كنت أنوي الحديث عنه حول بعض السلبيات التي أبت أن تختفي وتزول من مجتمعنا وظلت ملازمة للبعض دونما سبب مقنع ولكنها أصبحت أداة في أيدي البعض ومعيار ظالم في مخيلتهم يصنفون به المجتمع كيف ما شاؤوا إلى مواطن حقيقي وآخر ليس له حق الانتماء للوطن والجزء الذي ينتمي إليه أيضاً محل ظن أنه ليس من الوطن , ولا شك أن هذا الشعور قد ظهر في مرحلة سابقة لم يكن فيها من الوعي مايكفي لاجتثاث شأفة هذا الشعور الخاطئ الذي تنامى على المدى الطويل واتسعت رقعته حتى أصبح اليوم ظاهرة مزعجة كونها تحمل في طياتها إسقاطات يومية مبطنة وشعاراً ينتهجه البعض ويردده بأسلوب مقيت للتقليل من إنتماء بعض الأقاليم لوطنهم بناءً على ترسبات وقناعات قديمة ليس لها مايبررها إلا أنها جاءت نتاج جهل بالعادات والتقاليد واللهجات المتباينة بين شرق وغرب وشمال وجنوب البلاد المترامية الأطراف, ولونظرنا اليوم لنسيجنا الاجتماعي لوجدناه مهيئاً لأن يكون مجتمعاً مثالياً منصهراً في بوتقة الوطنية الحقيقية التي نتطلع إليها خاصة وأننا لسنا بحاجة إلى إيجاد آلية توافق لمجتمعنا الذي لايتشكل من قوميات وعرقيات ومذهبيات متباينة أو ديانات مختلفة حتى تكون مبرراً لنشوء مثل هذه الإسقاطات التي تصافح الكثير من أبناء الوطن صباح مساء بشكل لا يخلو من السخرية المبطنة أو النعت بصفات تحمل في معانيها مدلولات ومضامين تشير إلى عدم تقبل أبناء هذا الإقليم او تلك الفئة من المجتمع ضمن حدود الوطن.
إن تنامي الشعور بالنظرة الدونية والانتقاص الدائم الذي يلازم بعض الأشخاص أو الأقاليم أمر واقع ويتألمون بسببه حينما تكون بعض العبارات العنصرية سهاماً توجه لهم بمناسبة أو بدونها من أناس لايدركون فداحة الأمر أو أنهم يدركون ذلك جيداً ولكنهم لايأبهون بعواقبه ولو كان هناك من الوعي مايكفي لأصبحت تلك العبارات جزءً من الماضي الذي ولى بما فيه من السلوكيات الخاطئة المتعددة كحالات الثأر والسطو وحجر النساء وغيرها من العادات التي سادت خلال القرون الماضية ثم بادت بفضل الله ثم بفضل مرحلة التنوير التي قادها مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه.
وقد يكون لصمت المجتمع وإصاخة الآذان عن هذه الحالة الشنيعة تاييداً لما يقال من عبارات مسيئة ورضىً بما يحدث رغم مايخلفه ذلك من أذى نفسي لدى هؤلاء الناس المغلوبين على أمرهم ومحاولة تجريدهم من وطنيتهم وربما كان لها تأثير مباشر على المدى الطويل في عدم تجانس المجتمع المترامي الأطراف .
ولسنا بصدد الإشارة أو الاستدلال بكل العبارات المسيئة التي تخدش جدار الوطنية او تحيي عنصرية آفلة فهي بلا شك قضية تطرح نفسها بشكل يومي في أماكن العمل والسوق والمنتديات وميادين التعليم وفي كل مكان وهي واضحة ولا تحتاج إلى تفسير وعلاجها الوحيد يكمن في رفع نسبة الوعي وتجريم من يطلقها بعد ذلك كونها تمس وحدة وطن بأكمله ولكننا سنأخذ بعضاً منها كمثال لتتضح الصورة أكثر حول المقصود في هذه القضية وقد تكون أكثر الإسقاطات شيوعا,عبارة (طرش بحر,أو زيود, أوصفر سبعة) مما يوجه بشكل مباشر وعلى هيئة تهكم إلى المناطق الجنوبية وسكان الحجاز في مكة وجدة تحديداً ولا شك ان مطلقها يعي مايقول جيداً ويعرف من هم المقصودون بها خاصة وان الأخيرة تجير إلى أكثر من معنى مسيء وكأنها أصبحت جزءاً من الأعراف الاجتماعية.
وحينما تطرقت إلى هذه القضية فليس الهدف منها تضخيم الأمر بقدر ما هو ملامسة لجرح ينزف ومحاولة لتضميده من خلال بحث مسببات إثارته بمثل هذه العبارات النابية المسيئة والقضاء عليها حفاظاً على مكتسباتنا وحتى لاتبقى الوطنية كياناً هشاً بسبب أناس لا يمثلون المجتمع ولكنهم بلا شك معاول هدم لأنهم يعتقدون أنهم الصفوة الخالصة والأفضل والأميز والأكثر انتماءً للوطن.
مثل هذه العبارات المسيئة سمعتها كثيراً حتى أصبحت أشفق على هؤلاء الذين لا هم لهم سوى الانتقاص من قيمة الاخرين وإطلاق هذه الجمل المسيئة على عواهنها دون محاسبة للضمير الذي حمل وزر ها وأطلق العنان للنفس الأمارة بالسوء لتمارس دورها التحطيمي في خلق الله دون مبرر.
قد نجد عذراً لحالات التمييز في المجتمعات الغربية بحكم أنهم خليط من أجناس وعرقيات مختلفة وثقافات متنوعة ولكننا نستغرب وجودها في مجتمع يكاد يكون أقرب للتلاحم بحكم أنه مجتمعاً قبلياً خالصاً تتجذر فيه معاني الشهامة والمروءة والنسب والجوار وغيرها من الصفات التي تفتقر إليها المجتمعات الأخرى.
عبد الله محمد فايز الشهري