شعراء العرضة و(الفيديو كليب)
شعراء العرضة و(الفيديو كليب)
اطلعت على ما ورد في صفحة شعبي في العدد 15661 من جريدة المدينة بعنوان الأناقة وعذوبة الصوت وجمال الشكل مقياس جمهور العرضة ـ من تقديم الأخ طالب الذبياني.... وكم تمنيت أن اقرأ مثل هذه الملاحظات والآراء التي تساعد على تصحيح مسار العرضة الجنوبية وشعرائها .. وقد أوردت في مقدمة ديواني الثاني ( ألوان شعبية من بني شهر) حديث مطول حول تباين مستويات العرضة والشعراء في الآونة الأخيرة وجنوح الجمهور إلى عرضة وشعّار ( الفيديو كليب) أي شعر وعرضة على الموضة فكم شاهدت أناس يعرضون بالجوالات ويدردشون وهم يعرضون وشعراء في غاية الأناقة والتشخيص والمعنى( لاشي) وجمهور يصفق ويصيح لكل بذيئ دون النظر إلى الموقف والقبائل ووضع المفردة في مكانها والحديث عن أمر يستفاد منه .. هكذا كانوا العمالقة .. صحيح أن مجال الصوت لشاعر العرضة مطلوب ومن كماليات الشاعر المهمة .. ولكن جزالة المعاني واختيار الكلام المناسب في الوقت المناسب أمر مهم للغاية .. لقد مررت بتجارب كثيرة مع شعراء وعمالقة على مدار (40) عاما ودعوني أتحدث عن منطقة رجال الحجر .. وشعرائها ومن وفد إليها من شعراء المناطق الأخرى المجاورة والذين تعودوا على فنونها وعرضتها التي هي بلا شك من أجمل العرضات على مستوى المملكة لعدة أسباب أهمها الاتزان والانضباط والإيقاع الموزون والمدقال واستخدام وسائل مبهرة تحتاج إلى تدريب ووقت وكذلك حساسية شعر العرضة في هذه المنطقة وعدم تقبل المهاترات أو التعرض لقبيلة أو منطقة إلا بما يفيد .
فقد تقابلت في مراحل حياتي الشعرية الأولى مع المرحوم فراج بن سامرة قبل أكثر من ثلاثون عاما علمني كيف اسمع وكيف أتكلم وحاسبني على قصائدي حساب عسير ... حتى أدركت أن الخطأ في شعر العرضة مثل الخطأ في جبهة القتال .
ثم قابلت الشاعر الكبير علي بن نغاش احد عمالقة شعر العرضة في بني شهر ورجال الحجر ورغم أن صوته لم يكن جيدا أو قوى إلا انه كان يبهر كل من يسمعه وكان لا يعجزه شاعر ولا لغز ؟! .
ثم تقابلت مع الشاعر جوهر الزيداني رحمه الله .. وكان صوته غير جيد إلا أن كلماته تحفر في الذاكرة .. وكان يبدع في القصائد الثنائية والرباعية (المهزوفات) ثم الشاعر المرحوم حامد العمري شاعر عملاق رغم أن صوته لم يكن جميلا إلا أن أشعاره يتداولها الركبان والرواة وكذلك بن صالح الاسمري وبن صالح الاحمري وغيرهم
أما شعراء القرن الثالث عشر في رجال الحجر مثل ابن جاري وبن سعيده وبن لعدل ومزهر الثرباني وبن مسعد وطالع العمري وسحيم وبن سرحان الاسمري وبن مالح وبن حوّان من بلحمر وغيرهم .. ففي حديث آخر نتحدث عنهم .. أما الشعراء الذين قدموا للمنطقة من المناطق المجاورة فكان في مقدمتهم الشاعر العملاق محمد بن مصلح والشاعر الكبير محمد الغويد ، وسعود الزهراني والد الشاعر عبدالواحد ، وسعد بن عزيز قديما وقد سعدت بمشاركتهم في أكثر من مناسبة قبل ثلاثون عاما فكان محمد بن مصلح صاحب صوت قوي وجهوري يستطيع ان يتحكم في صوته كيفما شاء الا إنني كنت اعتبر محمد الغويد أجمل صوت سمعته في أيامنا الماضية على الإطلاق إضافة إلى قوة المعنى والسجية البدوية المحبوبة وكذلك سعد بن عزيز الثلاثة لهم أصوات كنت أحب أن اسمع لهم أكثر من نفسي .. وهم اكبر مني سنا واغزر مني شعرا .. ثم قدم للساحة الأخ سعيد بن هضبان اشتركنا في كثير من المناسبات وهو صاحب صوت جميل وقريحة فياضة وشاعرية مميزة وسرعة بديهة خصوصا عندما يكون هادئا بعيدا عن جو النرفزة والغرور وهو أكثر من شارك رجال الحجر مناسباتهم اضف إلى ذلك شاعرنا الكبير عايض بن خفير وكذلك الشاعر الكبير صالح بن عزيز الذي يعجبني صوته وقوله وانا من جمهوره وارجوا أن لا يغضب عليه بقية الزملاء ورغم انقطاعي الطويل عن مجال العرضة إلى أن شكلها الحالي لايتناسب مع تاريخها وتاريخ رجال الحجر والجنوب بشكل عام فاين أيام المقاميع والفتايل والزهاب والجنابي والازلاف والازيار لقد كنت اشتاق لشم رائحة البارود أثناء العرضة أكثر من اشتاق المدخن للسيجارة هل استبدلت كل هذه الأشياء بالاكسسورارات والجوالات والميوعة والمكياج للشعراء وعبث الجمهور وعدم التروي والانسياق وراء التفاهات ؟ كيف نُفهِّم هذا الجيل تراث الآباء والأجداد خاصة في خضم ما يعرض على القنوات من مصائب سترنا الله منها وستر شبابنا .. نعم أن العرضة تفقد بريقها والشعراء التقليد يزيحون الأصل بحجة الرونق (السكبة) والصوت والدعاية السوداء ومجون بعض الشباب والجمهور المريض أما الجمهور العاقل المرشَّد فهو يعرف كيف يستمع ومن يشجع ويساند وقبل أن تنطلق حفلات الصيف ارجوا أن اسمع وارى واقرأ نقد الماهرين من خبراء التراث والتصدي للظواهر التي تقلل من جماليات الموروثات الشعبية والفنون الأصيلة وتوعية الشباب وتركيز الميزان قبل أن تتحول إلى عرضة (فيديو كليب) وشعراء موضة مع اعتذاري لمن لم يرد اسمه من الشعراء الأعزاء الذين قابلتهم وهم في الخاطر والقلب . والله من وراء القصد ..
فقد تقابلت في مراحل حياتي الشعرية الأولى مع المرحوم فراج بن سامرة قبل أكثر من ثلاثون عاما علمني كيف اسمع وكيف أتكلم وحاسبني على قصائدي حساب عسير ... حتى أدركت أن الخطأ في شعر العرضة مثل الخطأ في جبهة القتال .
ثم قابلت الشاعر الكبير علي بن نغاش احد عمالقة شعر العرضة في بني شهر ورجال الحجر ورغم أن صوته لم يكن جيدا أو قوى إلا انه كان يبهر كل من يسمعه وكان لا يعجزه شاعر ولا لغز ؟! .
ثم تقابلت مع الشاعر جوهر الزيداني رحمه الله .. وكان صوته غير جيد إلا أن كلماته تحفر في الذاكرة .. وكان يبدع في القصائد الثنائية والرباعية (المهزوفات) ثم الشاعر المرحوم حامد العمري شاعر عملاق رغم أن صوته لم يكن جميلا إلا أن أشعاره يتداولها الركبان والرواة وكذلك بن صالح الاسمري وبن صالح الاحمري وغيرهم
أما شعراء القرن الثالث عشر في رجال الحجر مثل ابن جاري وبن سعيده وبن لعدل ومزهر الثرباني وبن مسعد وطالع العمري وسحيم وبن سرحان الاسمري وبن مالح وبن حوّان من بلحمر وغيرهم .. ففي حديث آخر نتحدث عنهم .. أما الشعراء الذين قدموا للمنطقة من المناطق المجاورة فكان في مقدمتهم الشاعر العملاق محمد بن مصلح والشاعر الكبير محمد الغويد ، وسعود الزهراني والد الشاعر عبدالواحد ، وسعد بن عزيز قديما وقد سعدت بمشاركتهم في أكثر من مناسبة قبل ثلاثون عاما فكان محمد بن مصلح صاحب صوت قوي وجهوري يستطيع ان يتحكم في صوته كيفما شاء الا إنني كنت اعتبر محمد الغويد أجمل صوت سمعته في أيامنا الماضية على الإطلاق إضافة إلى قوة المعنى والسجية البدوية المحبوبة وكذلك سعد بن عزيز الثلاثة لهم أصوات كنت أحب أن اسمع لهم أكثر من نفسي .. وهم اكبر مني سنا واغزر مني شعرا .. ثم قدم للساحة الأخ سعيد بن هضبان اشتركنا في كثير من المناسبات وهو صاحب صوت جميل وقريحة فياضة وشاعرية مميزة وسرعة بديهة خصوصا عندما يكون هادئا بعيدا عن جو النرفزة والغرور وهو أكثر من شارك رجال الحجر مناسباتهم اضف إلى ذلك شاعرنا الكبير عايض بن خفير وكذلك الشاعر الكبير صالح بن عزيز الذي يعجبني صوته وقوله وانا من جمهوره وارجوا أن لا يغضب عليه بقية الزملاء ورغم انقطاعي الطويل عن مجال العرضة إلى أن شكلها الحالي لايتناسب مع تاريخها وتاريخ رجال الحجر والجنوب بشكل عام فاين أيام المقاميع والفتايل والزهاب والجنابي والازلاف والازيار لقد كنت اشتاق لشم رائحة البارود أثناء العرضة أكثر من اشتاق المدخن للسيجارة هل استبدلت كل هذه الأشياء بالاكسسورارات والجوالات والميوعة والمكياج للشعراء وعبث الجمهور وعدم التروي والانسياق وراء التفاهات ؟ كيف نُفهِّم هذا الجيل تراث الآباء والأجداد خاصة في خضم ما يعرض على القنوات من مصائب سترنا الله منها وستر شبابنا .. نعم أن العرضة تفقد بريقها والشعراء التقليد يزيحون الأصل بحجة الرونق (السكبة) والصوت والدعاية السوداء ومجون بعض الشباب والجمهور المريض أما الجمهور العاقل المرشَّد فهو يعرف كيف يستمع ومن يشجع ويساند وقبل أن تنطلق حفلات الصيف ارجوا أن اسمع وارى واقرأ نقد الماهرين من خبراء التراث والتصدي للظواهر التي تقلل من جماليات الموروثات الشعبية والفنون الأصيلة وتوعية الشباب وتركيز الميزان قبل أن تتحول إلى عرضة (فيديو كليب) وشعراء موضة مع اعتذاري لمن لم يرد اسمه من الشعراء الأعزاء الذين قابلتهم وهم في الخاطر والقلب . والله من وراء القصد ..
محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
alfrrajmf@hotmail.com