×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

مابعد الإنتخابات العراقية

مابعدالإنتخابات العراقية


كانت فترة الإعداد وإجراء الانتخابات العراقية قد مرت بالكثير من المصاعب والتحديات التي خاضتها الأحزاب السياسية بخطاباتها وبرامجها المختلفة .. في محاولة للقفز من فوق صراع التيارات المذهبية والعرقية، وكل تناقضات التركيبة الاجتماعية، وصولاً إلى الممارسة الحقيقية لديموقراطية مازال يلفها الغموض، من خلال التجربة في بلد مازال يجتر آلام الدكتاتورية، ويدفع ثمنها وتبعات مراحلها.
غير أن النتيجة التي تم إعلانها مساء أمس الأول ـ والتي فازت فيها قائمة إياد علاوي ـ لم تَرُقْ لرئيس الوزراء الحالي نوري المالكي الذي ألقى خطابًا مباشرًا بعد دقائق من إعلان النتيجة تضمن قبوله ضمنًا بهذه النتيجة، واعترف بشفافيتها .. لكنه عاد في نفس الخطاب ليشكك في العملية برمتها، بدءًا من أصوات الترشيح، وانتهاء بالفرز!! ومن ثم أعلن المالكي ضرورة تقديم الطعون!! ليضيف دفعة جديدة من شحن الأحزاب السياسية الأخرى، بعد أن كان قد هدد باستخدام إجراءات ضد لجان فرز الانتخابات، قبل أيام من إعلان النتيجة، في تمهيد صريح لمواجهة أي نتيجة لا تعيده إلى رئاسة الحكومة، وهو ما يهدد التداول السلمي للسلطة!!
وأمام هذا الموقف تبدو صورة المشهد السياسي والأمني في العراق محفوفة بالمخاطر، في بلد غير مستقر وغير آمن، ومازال البحث عن النور في نهاية النفق .. ومازالت وتيرة العنف تلتهم العراقيين جماعات وأفرادًا .. نعم، الصورة اليوم أكثر ضبابية في مستقبل العراق إذا تم تجيير الصراع على السلطة إلى الشارع العام، وإذا لم يعمل المتنافسون من القيادات والتيارات العراقية على تغليب مصلحة العراق والعراقيين أولاً، والتأكيد على مبدأ الديموقراطية التي كانوا يشكون من فقدانها، وحين جاءت انقلب عليها البعض، وهي حالة تعكس حجم القدرة على الممارسة العربية للديموقراطية في شكلها ومضمونها، وذلك في كثير من مناطق التجربة، وهو ما جعل الأبرياء يدفعون ثمن الصراعات الحزبية على السلطة، وسط ظروف معيشية وأمنية صعبة، كان ومازال شعار الديموقراطية بمفهوما العربي وقودها ومصدر تعاستها وضياع مكتسباتها.


ناصر الشهري
مدير تحرير صحيفة البلاد السعودية
 0  0  2801