لقاء خاص مع رجل الاعمال المعروف محمد آل مفرح
لقاء خاص مع رجل الاعمال المعروف محمد آل مفرح
أجرى اللقاء : فايز آل جحني.
يشهد له الجميع انه ممن ساهموا في تطوير وبناء مدينة تنومه وتشهد له قريته بفضله في إيصال الطريق إليها وكذلك الماء والكهرباء.. غاب عن أهله ما يقارب الأربع عشرة سنه وفي رجعته تبدلت أحواله وأصبح رجل أعمال ناجح في مجال المواد الغذائية ومواد البناء والوقود ...ماقصة نجاحه وكيف بدأت تجارته... وماذا عن الوعد الذي قطعه على نفسه عند مغادرته لتنومه وعاد وقد أوفى به... لقائنا مع رجل الأعمال المعروف :
محمد بن عبدالرحمن آل مفرح
كيف كانت نشأتكم ؟
تاريخ الميلاد 1356هــ
مكان الميلاد: قرية الصفحة بقبيلة آل معافا
نشأت في بيت متواضع بقرية الصفحة وكنت يتيم لأب وقد تولت والدتي رحمها الله رعايتي وتدرجت في العمر حتى تمكنت من القيام بأعمال المنزل والمزرعة ورعي الأغنام .
الرحلة الأولى للبحث عن الوظيفة :
عند بلوغي سن الخامسة عشرة ورؤيتي لأبناء القبيلة يغادرونها للبحث عن الوظائف في القطاع الحكومي أقنعت والدتي برغبتي في مغادرة القرية والذهاب الى مكة المكرمة مع أحد أبناء القبيلة في ذلك الوقت ظافر آل محيا ، فاذكر أننا سرنا على الأقدام حتى وصلنا إلى مدينة بيشة وعند وصولنا ا ستقلينا إحدى المركبات التي تقوم بنقل المسافرين إلى مدينة الطائف حيث مكثنا في الطريق ما يقارب اليومين وعند وصولنا إلى مدينة الطائف قمنا بالبحث عن مقر التجنيد لرغبتنا في الالتحاق بالقطاع العسكري وما أن وجدناه حتى فوجئنا بعدم إكمالنا لشروط الالتحاق من حيث العمر ومقاس الطول حيث كنا لا نزال تحت السن المطلوب.
عند ذلك ولئلا نرجع دون فائدة بدأنا بالبحث عن عمل آخر فاشتغلنا بأعمال البناء والإنشاء والذي كان يطلق على هذا النوع من العمل مصطلح (حجر وطين ) وقد زاولنا ذلك العمل مدة ستة أشهر بمدينة الطائف .
رغبنا بعدها في أداء مناسك العمرة لبيت الله الحرام فتوجهنا إلى مكة المكرمة (ومن المواقف التي لا تنسى انه عند أدائنا للعمرة قمنا بالسعي جهلاً أربعه عشر شوطاً ) وبعد أن فرغنا من أداء مناسك العمرة ذهبت إلى حيث كان يسكن احد أبناء عمومتي حيث استضافنا بمنزله وأثناء ذلك حاولت الالتحاق مرة أخرى بالخدمة العسكرية دون جدوى بعدها بحثت عن عمل آخر بمدينة مكة فما وجدت سوى أن أقوم بالعمل لدى احد الوجهاء في ذلك الوقت والذي كان يطلق علية لقب الزعيم وهو عبدالرحمن بخش ( والد الفنان المعروف محمد بخش ) وقد كان عملي يتلخص في القيام على تأمين متطلبات منزله وكان يسمى هذا النوع من الوظائف مسمى (المجاود )
وبعد مضي ستة أشهر قمت بأداء مناسك الحج فقابلت خلال ذلك عدد من أبناء القبيلة وهم : العم سعيد بن جحني وعبدالله بن مداوي وعبدالرحمن بن حسين وعبدالرحمن بن عقيل وغيرهم والذين قدموا كذلك لأداء فريضة الحج وقد قاموا بإقناعي بالعودة معهم إلى مدينة تنومه وكان من ضمن أسباب عودتي حرصي على بر والدتي الغالية والتي ذكروا اشتياقها لي وخوفها علي فعدنا جميعاً إلى تنومه عن طريق بيشة واذكر أن أبناء القبيلة أقاموا لنا احتفالاً كبيراً احتفاءً بعودتنا من مكة المكرمة بعد أن من الله علينا بأداء فريضة الحج.
مكثت ما يقارب السنة والنصف شاركت خلالها مع بقية أبناء تنومه في تعبيد طريق السيارات القديم وقد كان ذلك في عام 1377هـ حيث كان يربط مدينة تنومه مع مدينة النماص وبيشة فقد تعاون الجميع على انجازه في وقت قياسي .
الرحلة الثانية للبحث عن الوظيفة :
تجددت رغبتي في الالتحاق بإحدى الوظائف الحكومية وقد كان أمامي هدف آخر كنت أريد تحقيقه ... وهو أن أكون مالكاً لسيارة أو سائقاً لها فقررت العودة إلى مكة المكرمة مرة أخرى وقد قطعت يميناً على نفسي على ألا أعود إلا وقد حصلت على سيارة وعندما لم أجد بمكة المكرمة وظيفة مناسبة اتجهت إلى مدينة الرياض مع عدد من المسافرين حيث مكثنا في الطريق ما يقارب الأسبوع وعند وصولي قابلت بعض أبناء القبيلة وعملت مع بعضهم في مجال صيانة السيارات لمدة ثمانية أشهر وقد كان عمل متعب لم أجد فيه الهدف الذي ابتغيه .
عرض على احد الأصدقاء من أبناء أسرة آل شباب السفر إلى مدينة عرعر في شمال المملكة وذلك لتوفر عدد من الفرص الوظيفية لدى الشركات العاملة وكذلك الوظائف الحكومية التي يمكن أن تناسب رغبتي فاتجهت إلى هناك وعندما تقدمت لإحدى الشركات المتعاقدة مع شركة ارامكو ولا كن لم يكن لدى المؤهلات المطلوبة فاخترت الالتحاق بالقطاع العسكري بشرطة مدينة عرعر حيث تم قبولي .
بدأت أراسل أسرتي في تنومه لأخبرهم عن أحوالي ولأطمئن عليهم فكنت ابحث عن من يساعدني حيث كنت لا اعرف الكتابة ولا القراءة وفي احد الأيام قررت أن اكتب بخط يدي فالتحقت بالتعليم النظامي فكنت ادرس المرحلة الابتدائية صباحاً ومساءً حتى حصلت على الشهادة الابتدائية في خلال ثلاث سنوات أكملت المرحلة الابتدائية حيث اذكر أني كنت من المتفوقين وقد أعلنت النتائج في ذلك الوقت في التلفزيون السعودي عام 1385هـ ثم واصلت الدراسة في المرحلة المتوسطة .
راودتني الرغبة في العمل كسائق لاستفيد مادياً وحيث أنه كان ممنوعاً السماح للعسكري أن ينال رخصة السير العمومي فاضطررت لترك الخدمة العسكري والعمل كسائق بوظيفة مدنية بنفس الوحدة التي كنت اعمل بها .
دارت الأيام وشاءت الأقدار أن يتم تعيين رئيس المركز الحدودي الذي اعمل به (الزعيم / عبدالحميد بخش )والذي كنت المشرف على منزله في مكة المكرمة في رحلتي الأولى ولثقته بي أصبحت مرافقه الخاص .
أتيحت لي الفرصة للعمل لدى إدارة الجوازات بمنطقة الحدود الشمالية فتنافست مع احد زملائي في الدراسة لنيل تلك الوظيفة وقد اجتزت الامتحان والمقابلة ولا كن آثرت أن أتخلى عنها وتركها لزميلي بسبب ظروفه العائلية حيث كان متزوج ويعيل أسرة كبيرة .
قمت بشراء سيارة (تاكسي ) وبدأت العمل بها أثناء وقت فراغي مما ساعدني على توفير متطلبات الحياة بالإضافة إلى الراتب الذي كنت أتقاضاه في ذلك الوقت.
كيف كانت بداية العمل التجاري في حياتكم ؟
طلب / عبدالحميد بخش مني مرافقته في إجازته إلى الأردن سوريا ولبنان وأثناء سفرنا التقيت برجل الأعمال المعروف عبدالله الخضري والذي رافقنا إلى سوريا مروراً بالأردن ومكثنا بها عدة أيام ثم اتجهنا إلى لبنان ومكثنا بها ما يقارب الشهرين بعد ذلك عدنا إلى سوريا وقد سنحت الفرصة للتعرف على كثير من الاعمال التجارية في تلك البلاد التي زرتها واذكر كذلك انني و بحضور عدد من الضباط السوريين ان سنحت لي الفرصةفي مقابلة رجل الفضاء الروسي يوري ققارين ( أول رجل يرى الأرض من الفضاء الخارجي على متن فوستوك1 والذي علق من الفضاء قائلاً "لابد أن يكون هناك خالق لكل هذا الكون) .
قاقارين الذي قابله الضيف أثناء وجوده في سوريا
ولا كن لوجود عدد من الانقلابات في تلك الفترة اضطررنا أن نترك دولة سوريا ونعود إلى المملكة حيث تم تعويضي بإجازة رسمية لمدة شهرين مما أتاح لي الفرصة لتجربة العمل التجاري بعد أن رأيت في أثناء سفري الكثير من الأمور التي شجعتني لخوض هذه التجربة.
قمت بتقديم استقالتي وتفرغت للعمل في مجال بيع وشراء السيارات وبعد فترة من الزمن بدأت باستيراد السيارات من سوريا ثم اتجهت إلى دولة ألمانيا حيث تعرفت على احد الأخوة من العراق وقد ساعدني في التعرف على الموزعين لسيارات (المرسيدس بنز ) والتي كانت تلاقي رواجاً في مدينة الرياض وبعض المدن السعودية الكبرى مثل جدة و الدمام. ولقد أتاح لي السفر إلى ألمانيا عن طريق تركيا متعة التجول والتعرف على كثير من البلاد الأوربية الأخرى التي مررت بها .
كنت أتنقل مابين المنطقة الشرقية ومدينة الرياض لبيع السيارات التي تم استيرادها وقد وفقت بفضل الله في هذا العمل ونمت تجارتي حتى تمكنت من شراء شاحنة كبيرة لنقل البضائع وذات يوم وبعد أن مرت السنين فوجئت بأحد أبناء القبيلة يسلمني رسالة من والدتي ترجوني العودة إليها حيث قد تأثرت صحتها وترغب في رؤيتي عاجلاً فقررت العودة إلى تنومه .
قمت بقيادة شاحنتي والذهاب بها إلى مدينة تنومه و عند وصولي بعد غياب أكثر من عشر سنين استقبلت بكل حفاوة وتكريم مما جعلني اشعر بالغبطة والسرور وبعد مضي الشهر تقريباً تقدمت لأحدى الأسر الكريمة في قبيلة آل معافا وهي أسرة آل هشبول طالباً الزواج من إحدى كريماتهم فتمت الموافقة مما جعلني استقر في تنومه وأتفرغ لأعمالي التجارية .
بعد عودتكم واستقراركم بمدينة تنومه ماذا حصل لتكون رجل الأعمال الأول فيها ؟
بعد الرحلة الطويلة الحافلة بالجهد والعصامية والطموح . والتي امتدت لأكثر من عشرين عاماً . غلب الأمل فيها اليأس . وسبق النجاح الفشل . جعلت من الخبرة التي اكتسبتها في شتى المجالات . وخاصة التجارة . مدادا لقلم التقدم . والنهوض بالمهد الأول . موطني الأغلى (تنومه) . أصدقكم القول بأن الفرص التجارية . خارج مدينة تنومه آنذاك . كانت مربحة بأضعاف كثيرة في المدن الكبرى . ولكن كان منقوش في خلدي قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم - . (خيركم خيركم لأهله ) . فآثرت على تلك المغريات والفرص خدمة الإنسان والمكان في هذا الجزء الأغلى من هذا الوطن الكبير .
أتيت تنومه في أواخر الثمانيات الهجرية . ولم يكن بها نهضة تجارية وعمرانية تتناسب مع إنسانها ومكانها وبيئتها الخلابة . وذلك لأسباب عده أهمها عدم وجود الطرق المعبدة . وإنما كانت تتمثل في طرق زراعية شاقه لا يعرف مدى معاناتنا معها إلا من عاصرنا في تلك الحقبة . ولكن تحطمت كل الصعاب على جبال طموحي ورغبتي في خدمة أهلي وبلدي .
جانب من النهضه العمرانية التي تشهدها مدينة تنومه
فكل إنسان غيور وحريص على سمعة أهله وبلده . لا يعتبرها خدمة . ولكن واجب يمليه عليه دينه ووطنيته . وكان ثمرة ذلك كله .عدة مشروعات كانت أوائل وبوادر ولبنات لهذه المدينة الحالمة . أهمها :-
افتتاح أول مؤسسة متكاملة من مواد بناء ومجمعات تجارية فيها خدمات متكاملة ما بين مواد غذائية ومحطة محروقات وخدمات سيارات . ساهمت في توفير مواد البناء والعمران وجميع المناحي الأخرى . فنهضت المنطقة عمرانيا وتموينياً وخدماتياً . وذلك عن طريق تسهيلات ميسرة للعملاء . لم نتوقف عند ذلك فحسب . بل واكبنا كل تقدم . فبدأنا باستقدام العمالة الماهرة والمدربة . ونلنا بحمد الله ثقة كبريات الشركات - . متمثلة في وكالات حصريه لأكثر من ثلاثين عاماً على رأسها :
1)وكيل معتمد لشركة الحديد (سابك).
2)وكيل معتمد شركة الجبس الأهلية.
3)وكيل معتمد شركة بويات رغدان والضمان وروز.
4)وكيل معتمد شركة الزامل والمهيدب لخزانات المياه.
5)وكيل معتمد شركة دابج للأخشاب.
6)وكيل معتمد لشركات اليمامة والعمودي والخياط للبلك والطوب .
7)والعديد من الشركات والمصانع الأخرى .
أسهمت في مجال المقاولات والخدمات التجارية الأخرى .
أسهمت في الاستثمار القصير والطويل الأجل.
وبعد أن رأيت أني قد أديت ولو جزء يسير من واجبي تجاه بلدنا. راودتني أفكار لتوسيع مجال التجارة لخدمة الوطن الكبير .وذلك بافتتاح مشروعات سياحية وعقارية من أهمها
1)مراكز سياحية وعقارية في مدينة جده
2)مجمع تجاري متكامل في مدينة بارق. على مساحة تتجاوز 40000 متر مربع
3)مجمع تجاري متكامل على طريق جيزان جده على مساحة تتجاوز 20000 متر مربع.
4)ومجالات تجارية عديدة أخرى . أغلبها تحت الإنشاء.
وبقي أن أشير الى أمور أسهمت فيها مع باقي أبناء قبيلتي (آل معافا) . وخاصة أهل قرية الصفحة . ومع أهالي تنومة عامة . أهمها
1)إدخال أول مولد كهربائي لقرية الصفحة . وربما في المنطقة كاملة .
2)تأسيس أول شبكة مياه لقرية الصفحة أيضاً وما جاورها وربما في المنطقة - . لجلب مياه من عيون مرتفعة وبعيدة
3)عضو في لوحة الشرف لشركاء سابك في النجاح .
4)عضو في تأسيس الجمعية الخيرية بتنومة
5)عضو في تأسيس الجمعية التعاونية بتنومة
6)عضو في العديد من الجهات التجارية الداخلية والخارجية .
7)دور اجتماعي فعال في الأمور الخيرية والاجتماعية على مستوى المنطقة .
كلمة أخيرة تودون ذكرها في هذا اللقاء معكم .
كل ما تقدم من فضل ربي أولاً وأخيراً . قال تعالى (وما بكم من نعمة فمن الله ) . ولا أنس شركائي في هذه المسيرة الطويلة الشاقة . وعلى رأسهم والدتي رحمها الله وزوجتي الغالية (أم عبد الله) . والتي ضحت بأثمن أوقاتها في سبيل الهدف الذي رسمناه . ومن بعدهما أبنائي كافة . الذين حملوا على عواتقهم - كلٌ في دوره - المسئولية لحمل أمانة الانتماء والنماء . ولم يعيقهم ذلك عن إكمال تعليمهم ونيلهم لمراتب علمية متقدمه . وهاهم الآن يسطرون أجمل الأمثلة في بر والديهم . ويحملون عني أعباء العمل . في سبيل راحتي الجسدية والنفسية . لأتفرغ للإشراف فقط . وإعادة الذكريات بزيارة العديد من البلدان التي سبق وأن زرتها تجارةً في الغرب والشرق . أما الآن فسياحة لا تجارة .
والابناء عددهم خمسة أبناء وبنت وهم :
عبدالله : بكالوريوس إدارة أعمال (متفرغ لإدارة أعمال مؤسسة والدة بفرعها الواقع في مدينة جدة )
خالد : بكالوريوس إدارة أعمال (يدير أعمال والدة بقسم مواد البناء ).
علي : بكالوريوس تربية (عمل في مجال التدريس ثم تفرغ لدارة مؤسسة والدة في مجال المواد الغذائية والوقود).
بندر : دبلوم محاسبة من الكلية التقنية ( يعمل بشركة الاتصالات السعودية بمنطقة عسير)
سامي : دبلوم برمجة حاسب آلي .
كماأوصي نفسي وأولادي وكافة من اطلع على هذه السيرة . بتقوى الله فإنها رأس المال . وأيضاً بحث جميع الشباب أن يثقوا في الله ثم في أنفسهم وقدراتهم . ليترجموا طموحهم وأحلامهم إلى واقع . ليخدموا دينهم أولاً ثم أنفسهم وأمتهم .
نشكر في نهاية هذا اللقاء رجل الاعمال محمد آل مفرح وإلى اللقاء في مقابله أخرى بمشيئة الله .