×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

المثقفون وتحديات المستقبل

المثقفون وتحديات المستقبل

شهدت الرياض عرساً ثقافياً خلال فترة إقامة معرض الكتاب الدولي الذي أغلق أبوابه أمس الأول .. حيث شكل قفزة كبرى لمسيرة التنمية الثقافية في بلادنا.. وعزز المشهد الثقافي حجم الاهتمام الرسمي بصناعة الكلمة وأبناء وبنات هذا الوطن الذين يمارسون دوراً كان إلى فترة قريبة في آخر الاهتمامات .. بل يتغلب عليه شيء من التوجس والضبابية عند البعض.. وهو ما كان يضع المثقف في خانة تدور حولها كلمات وأسئلة «بوليسية» تصل إلى حد إلصاق التهم والمصادرة احياناً.. في حين تم توظيف نصوص ومفردات ذات بعد ثقافي متميز في الإبداع إلى مزايدة مرفوضة على انتماء المثقف وهويته الدينية والوطنية.
هكذا برزت المقارنة في معرض الرياض الدولي الذي توّجه معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه بخطاب أمام ضيوف المنتدى مساء الأربعاء الماضي والذي يعد وثيقة هامة للمرحلة القادمة .. حيث حدد معاليه إستراتيجية أكثر طموحاً للنشاط الثقافي في المملكة .. وأكثر دعماً للمثقفين والمثقفات واحتضان إنتاجهم الأدبي في جو من الممارسة الحقيقية لحرية النشر . وإزالة كل المعوقات «البيروقراطية» التي يمكن أن تقف دون انجاز أي مشروع ثقافي سواء كان ذلك على مستوى إجازة النص .. أو طباعة الكتاب.
إضافة إلى ما سمعناه من معالي الوزير عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين للجانب الثقافي .. وهوما يؤكد ما كان قد قاله الملك عبدالله -يحفظه الله- في كثير من المناسبات حول مبدأ الحوار وحرية المنبر الثقافي.
وهنا يمكن القول : إن مستقبل الثقافة في المملكة قد حددته المرحلة الحالية من خلال المنظومة الجديدة للقدرات البشرية التي سوف تكون أكثر تفاعلاً مع المشروع الطموح الذي تحدث عنه الوزير المثقف عبدالعزيز خوجه.
على أن نجاح المشهد القادم للثقافة في المملكة سيكون مسؤولية يتحملها المثقفون الذين أعطتهم الدولة هذه الثقة إيماناً منها بأن المجتمع السعودي قد وصل إلى مرحلة من النضوج. وبالتالي فهو جدير بالممارسة من منطلقات الثوابت والمبادئ التي تبني ولا تهدم.


ناصر الشهري
مدير تحرير صحيفة البلاد السعودية
 0  0  2679