مجتمع آخر زمن !!
مجتمع آخر زمن
إذا صدقت الدول النووية ودمرت مخزونها الذري من الصواريخ والقنابل بدل أن تلقيه على رؤوس عباد الله .
وإذا لم تقم حروب مدمرة كالحربية العالميتين الشهيرتين الأولى والثانية في القرن الواحد والعشرين ، تأكل البشر قبل الحجر خارج نطاق الدول القوية .
وإذا لم تزعل منا ـ لأي سبب ـ المصانع الغريبة واستمرت في تصدير اختراعاتها الهادفة إلى راحتنا ورفاهيتنا مقابل ما في جيبونا نحن الفقراء الذين يسمونا خجلا \" الدول النامية \" بدل \" الدول النايمة\"
وإذا لم نتحدى علماء \"برّه\" باحتضان فعالياتنا العلمية وإنتاج اختراعاتها وتصديرها كما يفعل سائر خلق الله واكتفينا باختراعات الأجانب كعادتنا منذ قرون وجهودهم ، لا \" محبة\" بهم وبما يفعلون بل لأنهم \"يتعبون\" من اجلنا و\"يضحون\" بحياتهم في سبيل سعادتنا فلا داعي لكي \"ينقزوا\" منا ..
وإذا استمرينا في خلافاتنا التي اثبت \"العلم\" العربي الحديث أنها تعود بالفائدة الكبيرة على صحتنا وعقولنا فهي \"تنشط\" خلايانا ودوراتنا الدموية مما يسهل مهمة الأجانب في أبقائنا أحياء قدر الإمكان ..
إذا تحقق كل ذلك ولم يختلف العرب عل من يشرب اكسير الشباب الموعود أولا ، فلا شك أن أبناءنا تقريبا وأحفادنا بإذن الله سعيشون حتى عام 2050 م حيث تنتظرهم السعادة والقوة والصحة والشباب .
يقول العلماء انه في عام 2050 سيبدو ابن الثمانين في قوة وصحة وجمال ابن الأربعين أما السبب فهو ما ستحققه الخريطة الجينية ، من إمكانات هائلة في تحقيق تغييرات أساسية في جسم الإنسان ، من خلال القدرة على التلاعب بالجينات واستبدال التالف منها بجديدة غير مستعملة . ناهيك عن القدرة المتوقعة للأطباء العلماء في اكتشاف الأمراض ـ خصوصا الخطيرة منها ـ قبل ظهورها بسنوات ، مما يسمح بالتصدي لها ومعالجتها قبل الاستفحال .
ماذا يعني التحكم بالجينات ؟
انه يعني ببساطة تحويل الإنسان من حال إلى حال .. المريض إلى صحيح .. والبشع إلى وسيم .. والضعيف إلى قوي . لكننا لا نعرف ما إذا كانت هذه الجينات ستشمل أيضا صفات أخرى كتحويل البخيل إلى كريم ، واللئيم الخبيث إلى نبيل شريف .. ولا تعرف أيضا ما إذا كانت ستستطيع تحويل الفقير إلى غني والجبان إلى شجاع والكاذب إلى صادق ..الخ.
أي مجتمع سيكون عليه مجتمع العام 2050 في حال تحققت كل تلك التوقعات؟
تخيلوا مجتمعا عالميا جميع أفراده يتمتعون بكل الصفات الحلوة ، الصحة والقوة والجمال والنبل والكرم والصدق والشجاعة .. الخ .
هل يمكن لهذا المجتمع أن تكتب له الحياة ؟ من سيتخانق مع من ؟ من سيكذب على من . الخ .
تخيلوا أيضا مجتمعنا العربي وقد أصيب بهذه العدوى .. فأصبح العرب يدا واحدة وقلبا واحدا يربطهم فعلا مصير مشترك واحد .. لاحسد فيه ولا غيرة ولانميمة ولا خوف ولا تهافت . لا على كرسي ولا على غنيمة .
هل كل هذا أضغاث أحلام ؟
لا .. جزء كبير من هذا الكلام يسعى العلماء لتحويله إلى حقيقة ومن يدري فقد يأتي يوم نشهد فيه قيام شركات تتاجر بالجينات .. وقد تباع الجينات بالتقسيط ، وربما بلا دفعة أولى كما تفعل معظم الشركات التجارية اليوم لاجتذاب الزبائن .
لا احد يمكنه توقع ما سيحدث في الخمسين سنة المقبلة ، لكننا وقد بلغنا أعمارا قد لاتسمح لنا باللحاق بكل تلك الانجازات ويكتفي بعضنا عن قناعة حتى الآن بستر عيوب الزمن على وجهه بما تيسر من أدوات التجميل التقليدية \"الأجنبية\" فإننا لانملك إلا أن نأمل فقط بأن لا يدفع أبناؤنا أو أحفادنا أو أحفادهم غاليا ، ثمنا لذلك الكم من السعادة المرتقبة في مجتمع آخر زمن.
وإذا لم تقم حروب مدمرة كالحربية العالميتين الشهيرتين الأولى والثانية في القرن الواحد والعشرين ، تأكل البشر قبل الحجر خارج نطاق الدول القوية .
وإذا لم تزعل منا ـ لأي سبب ـ المصانع الغريبة واستمرت في تصدير اختراعاتها الهادفة إلى راحتنا ورفاهيتنا مقابل ما في جيبونا نحن الفقراء الذين يسمونا خجلا \" الدول النامية \" بدل \" الدول النايمة\"
وإذا لم نتحدى علماء \"برّه\" باحتضان فعالياتنا العلمية وإنتاج اختراعاتها وتصديرها كما يفعل سائر خلق الله واكتفينا باختراعات الأجانب كعادتنا منذ قرون وجهودهم ، لا \" محبة\" بهم وبما يفعلون بل لأنهم \"يتعبون\" من اجلنا و\"يضحون\" بحياتهم في سبيل سعادتنا فلا داعي لكي \"ينقزوا\" منا ..
وإذا استمرينا في خلافاتنا التي اثبت \"العلم\" العربي الحديث أنها تعود بالفائدة الكبيرة على صحتنا وعقولنا فهي \"تنشط\" خلايانا ودوراتنا الدموية مما يسهل مهمة الأجانب في أبقائنا أحياء قدر الإمكان ..
إذا تحقق كل ذلك ولم يختلف العرب عل من يشرب اكسير الشباب الموعود أولا ، فلا شك أن أبناءنا تقريبا وأحفادنا بإذن الله سعيشون حتى عام 2050 م حيث تنتظرهم السعادة والقوة والصحة والشباب .
يقول العلماء انه في عام 2050 سيبدو ابن الثمانين في قوة وصحة وجمال ابن الأربعين أما السبب فهو ما ستحققه الخريطة الجينية ، من إمكانات هائلة في تحقيق تغييرات أساسية في جسم الإنسان ، من خلال القدرة على التلاعب بالجينات واستبدال التالف منها بجديدة غير مستعملة . ناهيك عن القدرة المتوقعة للأطباء العلماء في اكتشاف الأمراض ـ خصوصا الخطيرة منها ـ قبل ظهورها بسنوات ، مما يسمح بالتصدي لها ومعالجتها قبل الاستفحال .
ماذا يعني التحكم بالجينات ؟
انه يعني ببساطة تحويل الإنسان من حال إلى حال .. المريض إلى صحيح .. والبشع إلى وسيم .. والضعيف إلى قوي . لكننا لا نعرف ما إذا كانت هذه الجينات ستشمل أيضا صفات أخرى كتحويل البخيل إلى كريم ، واللئيم الخبيث إلى نبيل شريف .. ولا تعرف أيضا ما إذا كانت ستستطيع تحويل الفقير إلى غني والجبان إلى شجاع والكاذب إلى صادق ..الخ.
أي مجتمع سيكون عليه مجتمع العام 2050 في حال تحققت كل تلك التوقعات؟
تخيلوا مجتمعا عالميا جميع أفراده يتمتعون بكل الصفات الحلوة ، الصحة والقوة والجمال والنبل والكرم والصدق والشجاعة .. الخ .
هل يمكن لهذا المجتمع أن تكتب له الحياة ؟ من سيتخانق مع من ؟ من سيكذب على من . الخ .
تخيلوا أيضا مجتمعنا العربي وقد أصيب بهذه العدوى .. فأصبح العرب يدا واحدة وقلبا واحدا يربطهم فعلا مصير مشترك واحد .. لاحسد فيه ولا غيرة ولانميمة ولا خوف ولا تهافت . لا على كرسي ولا على غنيمة .
هل كل هذا أضغاث أحلام ؟
لا .. جزء كبير من هذا الكلام يسعى العلماء لتحويله إلى حقيقة ومن يدري فقد يأتي يوم نشهد فيه قيام شركات تتاجر بالجينات .. وقد تباع الجينات بالتقسيط ، وربما بلا دفعة أولى كما تفعل معظم الشركات التجارية اليوم لاجتذاب الزبائن .
لا احد يمكنه توقع ما سيحدث في الخمسين سنة المقبلة ، لكننا وقد بلغنا أعمارا قد لاتسمح لنا باللحاق بكل تلك الانجازات ويكتفي بعضنا عن قناعة حتى الآن بستر عيوب الزمن على وجهه بما تيسر من أدوات التجميل التقليدية \"الأجنبية\" فإننا لانملك إلا أن نأمل فقط بأن لا يدفع أبناؤنا أو أحفادنا أو أحفادهم غاليا ، ثمنا لذلك الكم من السعادة المرتقبة في مجتمع آخر زمن.
محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
alfrrajmf@hotmail.com