×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

التعليم العالي في أمريكا: قرار لن تندم عليه مطلقاً

تعد الولايات المتحدة الأمريكية الاختيار الأول لدى طلبة دول العالم. كل سنة يتم قبول أكثر من 600 ألف طالب أجنبي للدراسة في أمريكا. بغض النظر عن صعوبة التأشيرات والإجراءات الأمنية, إلا أنها ما زالت الخيار الأول في مجال التعليم العالي, لأنها تدفع بالطالب إلى التميز الأكاديمي, وتطور قدراته ومهاراته في الكتابة والتحليل والتحدث والخطابة. كما أن الحياة في أمريكا تساعد الطالب على أن يكون منفتحاً فكرياً وعلمياً لوجود المهاجرين من جميع أنحاء العالم الذين أتوا بمفاهيم وثقافات مختلفة.

تولي الولايات المتحدة اهتماماً خاصاً بالتعليم العالي, إذ إنه يوجد بها أكثر من 3700 مؤسسة تعليمية, ويوجد بها أفضل الجامعات في العالم ومنها على سبيل المثال: جامعة برنستون, في مدينة برنستون, ولاية نيوجرسي . إذ تخرج منها بعض ورؤساء أمريكا, وثمانية قضاة في المحكمة العليا, وحاز أكثر من 90 عالما جائزة نوبل. وجامعة مساتشوستس التقنية التي نال أكثر من 60 من أعضاء هيئة التدريس فيها جوائز نوبل, وحاز أكثر من 17 عالماً من جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا جائزة نوبل. ولا تكاد تجد جامعة أمريكية إلا ولديها ما تفخر به في مجال التعليم العالي.

أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين التعليم العالي في أمريكا اهتماماً خاصاً, إدراكاً منها للمردود الهائل والمتميز للخريجين رغم أن تكلفة الدراسة في الولايات المتحدة أعلى مما قد تدفعه الدولة في مكان أخر, ولكنه استثمار للأجيال. التعليم في أمريكا يعطي الطالب فرصا ومعارف واسعة من بينها التجربة العملية والعمل المباشر في المعامل والمختبرات المتقدمة, ومعرفة أخر ما توصل إليه العلماء. إضافة إلى أن هناك تمويلا دائما للجامعات, وخصوصاً البحوث المتقدمة.

كيف تستطيع خفض التكاليف؟

هناك من لا يستطيع الحصول على منحة أو بعثة حكومية, وقد يحصل على مقعد في جامعات المملكة, ولكنه في تخصصات غير مرغوبة. من هنا تبدأ الأسرة بالتفكير في إرسال الابن أو الابنة إلى خارج البلاد للدراسة. بعض الأسر تبحث عن الجامعات والدول الرخيصة, ولكنها نسيت أن هذا استثمار مستقبلي للطالب, إذا كان الهم الشهادة فقط, فللأسرة حرية الاختيار حتى لو ابتعث إلى أفقر دول العالم. أما إذا كان الهدف استراتيجيا ومستقبليا للأسرة, فإن لديه حلا قد لا يكون الحل المثالي لبعض الحالات, ولكنه في الغالب أنسب حل إذا بذلت الأسباب وتحققت الشروط التي سنطرحها.

قد تكون الدراسة في أمريكا أو كندا أرخص منها في الدول العربية, أو حتى في الهند, إضافةً إلى مستوى الخريج واسم البلد والجامعة التي تخرج فيها الطالب ستلاحقه مدى حياته, ولن يجد عملا بسهولة, وإن وجد فسيكون بمزايا متدنية. بينما صممت البرامج التعليمية في أمريكا وكندا لتوسيع آفاق الطالب وتحويله إلى فرد منتج في المجتمع عند عودة إلى وطنه.

من أهم الشروط في خفض التكاليف على الأسرة أن يكون الطالب لديه رغبة قوية في التميز علمياً, ولديه تخطيط بمساعدة الأسرة لكي يحصل على مساعدة مالية من الجامعة التي ينوي الدراسة فيها. وهذا لن يحصل في الدول العربية وغيرها من دول آسيا. تسمح قوانين الهجرة للطلاب الأجانب المصنفين على فيزة F-1 بالعمل بدوام جزئي في الحرم الجامعي فيما بين 10 15 ساعة في الأسبوع خلال الفصل الدراسي. والعمل بدوام كامل خلال إجازة الصيف, وفترة العطل الرسمية. وهذا يساعد الطالب على تغطية بعض التكاليف. كذلك قد يحصل الطالب على وظيفة مساعد باحث أو مدرس (تصحيح الواجبات), وهذا يثري تجربة الطالب أكاديمياً, ويكسبه المال والثقة بالنفس, لأنه يكسب من عرق جبينه. وهناك جامعات تعطي الطالب قروضا, وخصوصاً في المراحل الدراسية المتقدمة .

وأخيراً هناك أكثر من نصف مليون طالب دولي (أجنبي) يستطيعون النجاح في الالتحاق بالجامعات الأمريكية على حسابهم الخاص رغم أن من بينهم من هو أقل دخل من كثير من الأسر السعودية التي ضيعت مستقبل أبنائها في برامج دراسة لا جدوى منها. لذا فإنه يجب علينا تحقيق أهداف أبنائنا وتعليمهم لكي يصبحوا أعضاء فاعلين في مجتمعهم.
 0  0  3304