تحويل المصافحة إلى مزايدة
تحويل المصافحة إلى مزايدة
ناصر الشهري
ليس المهم أن يصافح تركي الفيصل مسئولاً إسرائيلياً فهو أي الأمير تركي لا يمثل حكومة المملكة العربية السعودية.. كما أنه ليس شريكاً في صناعة القرار السياسي.. وبالتالي فإن الرجل من الناحية العملية لا يمثل إلاّ نفسه ومؤسسته الخاصة.لكن المهم هنا هو هذا الضجيج الذي أحدثته المصافحة وهي حركة لا تقدم ولا تؤخر بقدر ما كانت محاولة لجلب الأضواء.كما أن الأهم هو حجم الحقد الذي تنفثه دوائر تبحث عن ذريعة للإساءة إلى المملكة وإلى قيادتها وتاريخها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والمقدسات الإسلامية.. وهو تاريخ لا يمكن مصادرته بأية حال من الأحوال.
ثم ان القضية هنا ليست قضية مصافحة عابرة من مواطن سعودي وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لم تقم الدنيا ولم تقعد عندما تتكرر المصافحات بين أصحاب القضية الأصليين وهم الفلسطينيون منذ عهد الرئيس السابق ياسر عرفات وحتى اليوم وعبر مسئولين في قيادة إسرائيل!! بل كانت المفاوضات والزيارات المتبادلة بين الطرفين ما زالت أساساً لحل القضايا العالقة بعد أن أصبحت المصافحات بين الجانبين مشروعة في كل الأوقات وفي كل الظروف.هذا بالإضافة إلى دول عربية أخرى لها علاقات طبيعية مع إسرائيل.
لماذا نحن بالذات السعوديين ملاحقون ومطاردون بالكلام في محاولات متعددة للإساءة المتعمدة , في حين يبقى كل ما هو عمل يحل بالأمة العربية وينعكس على مستقبلها سلباً في كثير من المواقف هو أمر طبيعي في نظر هؤلاء.. وخاصة عندما نستعرض الممارسات القائمة في فلسطين وأسلوب المتاجرة بالقضية الفلسطينية واختطافها إلى خارج الحدود العربية وتحديداً إلى طهران التي انبرت بعض وسائلها الإعلامية ومعها حزب الله في لبنان إلى استغلال مشهد مصافحة تركي الفيصل لمساعد وزير الخارجية الإسرائيلي وتحويله إلى قضية تناولتها هذه الوسائل بالطريقة التي تظهر من خلالها أحقادها بهدف حسابات مختلفة ومزايدة رخيصة.ومن ثم فإن الخلاصة لقصة التاريخ تؤكد أنه لا أحد يستطيع أن يقلل من الدور السعودي نحو قضايا الأمة مهما ارتفعت كل الأصوات.. ولعل أية محاولة للاصطياد في المياه العكرة تؤكد أننا أكبر من كل المحاولات وأن حجم الضجيج هو تأكيد على مكانة هذا الوطن وقيادته وشعبه.