×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

جمعية حقوق الانسان السعوديه ,, ونظرية الغراب

جمعية حقوق الانسان السعوديه ,, ونظرية الغراب

في ظل التيار الذي تعرضت له دول العالم جميعا خاصة في العقدين الاخيرين ,,نحو مصادرة كلية او جزئية لمسلمات الدول والتقسيمات (الاثنية) ومحاولة صهرها ودمجها في قالب يتوائم مع افكار الدول العظمى القادرة على تمرير اجنداتها واهدافها النبيلة او غير النبيلة,, اقول في ظل ذلك لم تكن مملكتنا الغالية بمنأى عن هذا التيار والموج الهادر ,,ودعوني اوضح البداية التي من الممكن ان نجعلها باكورة هذا التغير,,, الا وهي حرب الخليج الثانية.. ثم الانفجار الرهيب في مجال المعلومات ودخول عدد كبير من المصطلحات الى العقل الجمعي للمجتمع السعودي وان كان بعض هذه المصطلحات موجود اساسا كفكرة ومبدأ اسلامي عريق منذ فجر الاسلام ولا جديد الا في تغيير المسمى ,,ومن ذلك فكرة ومبدأ (حقوق الانسان)
ولا مجال هنا لاعادة تأكيد اصالة هذا المبدأ اسلاميا ,لكن اود هنا ان استعرض بايجاز الوضع الحالي للجمعيه الوطنيه لحقوق الانسان في المملكة العربية السعودية .
والحقيقة انني لا اذهب بعيدا ان استعرت التشبيه البليغ الذي يقول انها مثل الغراب عندما حاول تقليد مشية الحمامه فلم يستطع ,,لا بل اضاع مشيته الام!!
الجمعيه المذكورة تعيش حاليا تناقضات عجيبه ,,,فهي تتعرض لجذب شديد من مسلمات دينيه واعراف تقليديه قبليه من جانب ..ومن جانب اخر فهي تحاول فعلا ان تؤسس لمنهج واضح لمجالها دام انها اصبحت مشروعة التواجد في الساحه نظاما وذلك بزج نفسها طوعا او كرها في قضايا شتى قد يكون بعضا منها من سقط المتاع.
وهي في ذات الوقت تتقمص دورا صامتا مريعا عن قضايا ذات بعد اجتماعي واسع ينطبق على شرائح كاملة وعريضة من المجتمع السعودي .
فنحن لا نرى لها صوتا او همسا فيما يخص الحق الطبيعي لتوفير فرص العمل المناسبه للشباب السعودي!!!
كما اننا لا نسمع لها ولو همسا في الانبراء لتحديد مستوى ادنى من الاجور للشباب السعودي المضطهد من قبل ارباب الاعمال والشركات الخاصة الوطنيه وغيرها !!!.
ايضا لا نسمع لها أي صدى فيما يخص بيئات العمل للشباب السعودي وفي القطاع الخاص تحديدا لم تتبنى الجمعيه أي دور بناء في الصدح بمشاكل تئن تحت وطأتها شرائح اخرى من المجتمع مثل الاعداد الكبيرة ممن يعيشون تحت خط الفقر وطلاب الثانويات الذين قد يزج بهم في اتون المجهول بسبب عدم قبولهم لاكمال دراساتهم الجامعية لسبب أو لاخر !!!
بل والاهم شريحة العاطلين عن العمل من ابناء وبنات المملكه والذين يعيشون حاليا في منطقة رماديه لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء مذبذبين بين قيم ودين يأمرهم بمبادئ واخلاق حميدة وبين واقع راسمالي لا يدع مجالا لاحد ان يعيش مالم يكن عضوا مندمجا ماليا في هذا المجتمع ولن يتأتى ذلك الا بمصدر دخل معقول ومستمر وهو منعدم هنا((مما يفسر تطور وزيادة وتغير نوعية الجرائم في المجتمع السعودي)).
وعلى كل حال فنجاح المملكه من الاستفادة من هذه التجربه يجعلنا نطالب ولو من بعيد بأن تكون هذه التجربه التي فرضت نفسها واقعا ملموسا ,,ذات اثر بناء وقيم في دعم مسيرة التنميه الوطنيه الشامله ولن يكون ذلك بالاضافه الى تبني الحالات الفرديه لحقوق الانسان ,,الا بتبني ايضا الحالات الجماعية ذات الطيف العريض لشرائح واسعةمن ابناء المملكه ..وما ذكرت سابقا الا امثلة مجتزأة من طيف واسع من شرائح اخرى في المجتمع تشرئب أعناقها منتظرة دوراً متكاملاً من كافة جهات الدولة الرسميه وشبه الرسميه لايجاد حلول جذريه لمشكلاتهم بدءاً من الجمعيه السعوديه لحقوق الانسان(صوتهم الصداح الذي يفترض ان يجأر بمعاناتهم) لعل وعسى ..وان لم يحصل هناك أي تغير في نمط التناول والمباشرة من هذه الجمعيه فلن يكون من العزاء لهذه الشرائح العريضة من المجتمع ان تردد بقناعه المثل القائل)تسمع بالمعيدي خير من ان تشوفه) بل قد تقول :لا نريد ان نسمع بالمعيدي ولا ان نراه


بقلم
فهد عبد الرحمن الكلثمي الشهري
 0  0  7813