×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

حتى لا نكون ظالمين


حتى لا نكون ظالمين




ناصر الشهري
في الأحداث تبرز أشياء كثيرة.. تدفع بالمخزون داخل عقولنا إلى ساحة الكلام.. وتتجاوز اتهاماتنا في جلد الذات حدود اللامعقول. نصدر أحكامنا بطريقة مؤذية ضد الآخرين بل نصل بالاتهام إلى القذف وتصوير بعضنا على انه بلا ضمير.. بلا إحساس.. بلا ولا شيء يستحق أن نعطيه ايجابية الحياة والعمل مهما كان قد قدَّم من عمل ومهما كان بريئاً من كل من حوله من المتهمين والأبرياء.. والمشبوهين أي حتى وان كان خارج دائرة المكان والزمان ولا علاقة له بشيء.
أما لماذا هذه المقدمة التي اشعر بالغثيان وأنا استعرض مضمونها وتأثيرها الآن. فهو ما يواجهه بعض رؤساء ومنسوبي البلديات بعد أحداث سيول جدة وبعد تشكيل لجنة تقصي الحقائق. حيث أصبح موظفو هذا القطاع الهام مادة حاضرة في كثير من المجالس والحوارات.. كما أصبح كل من يتجه إلى الأمانة في أي مدينة أو فروع البلديات يذهب وهو يحمل الشكوك والريبة والصورة السوداوية التي جسدتها أكثر من \"نكتة\" على أمانة جدة ثم امتدت آثارها لتشمل توزيعاً عادلاً في الاتهامات للمناطق الأخرى. حتى أن احدهم قال إن بعض منسوبي البلديات يشعرون بالحرج عندما يحضرون المناسبات وذلك للمبالغة في تكريس صورة مغايرة أساسها الشكوك في الممارسة وتغليب المصالح الخاصة.
وهنا فإنني اعتقد أن الأحداث هي اختبار حقيقي لثقافتنا وتفكيرنا ومدى حرصنا على التقيد بسلوكياتنا كأمة مسلمة.. وليس من السهل أن نطلق اتهاماتنا تجاه إخواننا وأبنائنا بهذه الصورة المرفوضة أخلاقيا ودينياً قبل كل شيء.
صحيح إننا ندعو إلى الإصلاح ونرفع أصابع الاحتجاج ضد الفساد ونعلن عليه الحرب أينما كان سواء في البلديات أو في كل القطاعات الأخرى. لكن ليس بهذه الصورة التي سقطت فيها ثقافة البعض ووصل الأمر إلى تصفية حسابات.. أدت لمزيد من الحقد والكراهية دون دليل.
ومن ثم وحتى لا نكون ظالمين فإن علينا أن ندرك حجم هذه المسؤولية التي سوف تكون مقياساً لحجم وعينا وأخلاقياتنا.




 0  0  2721