نحو صناعة اتصالات وطنية متقدمة تُفعّل الاقتصاد المبني على المعرفة
نحو صناعة اتصالات وطنية متقدمة تُفعّل الاقتصاد المبني على المعرفة
عوض آل سرور الأسمري
إذا نظرنا إلى عالم اليوم, فسنجد أنه عالم المعلومات, والذي يعتمد على الأرقام في مدخلاته ومخرجاته. وبما أن المعـــرفة تمثل الجـــزء الأعلى من الهرم المعلوماتي ولها علاقة أساسية بالفهم البشري والأفكار الواعدة في البناء والتخطيط, فإنه يعتمد عليها عدد كبير من الصناعات المعرفية والتي تدخل في صناعة الاتصالات, وتقنيات المعلومات, وهندسة الإلكترونيات, وصناعة البرمجيات وغيرها. وهذه صناعات نظيفة لا تسهم في تدمير البيئة مثل المصانع الثقيلة، ولا ينتج عنها غازات ضارة مثل ثاني أكسيد الكربون وغيره من الأكاسيد السامة. وقد أدركت كثير من دول العالم الثالث هذه الحقيقة, فجعلت الصناعات المعرفية موردها الاقتصادي الرئيس.
ومن هذا المنطلق، أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين اهتماما خاصا لتشجيع الاستثمار في الصناعات القائمة على المعرفة، فدعمتها بعدة مشاريع كبيرة مثل: مدينة المعرفة الاقتصادية في المدينة المنورة, ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية, وجامعة الملك عبد الله, والمدن الاقتصادية الأخرى في جميع أنحاء المملكة, والجامعات الجديدة تؤكد هذا الدعم الكبير الذي يعتمد على المعرفة, ويخلق لنا جيلا جديدا من الشباب لكي يشكلوا رافداً قوياً لبناء اقتصاد معرفي يخدم الأهداف الاقتصادية المستقبلية في وطننا الحبيب. وقد أسهمت هذه المشاريع في استقطاب العلماء والباحثين ورواد الأعمال الراغبين في العمل والاستثمار في مجالات الصناعات المعرفية.
وتجسيداً لهذا الدعم المتواصل من حكومتنا الرشيدة، سيتم افتتاح المؤتمر الدولي لتقنيات الاتصالات 2010، والمعرض المصاحب له تحت رعاية الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والذي تنظمه الجمعية السعودية لهندسة الاتصالات، وذلك بجامعة الملك سعود في الرياض، في الفترة من 3 - 5 صفر 1431هـ، الموافق 18 - 20 كانون الثاني (يناير) 2010، وتحت عنوان (نحو صناعة اتصالات وطنية متقدمة تُفعّل الاقتصاد المبني على المعرفة).
وقد تلقت الجمعية مكرمة من لدن سمو ولي العهد، حيث تبرع سموه بمبلغ وقدره مليون ريال دعماً وسنداً لرعاية المؤتمر، ويأتي هذا الدعم في إطار الاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين لبناء مُجتمع معرفي مُتطور قادر على العطاء والإبداع لتجسد مفهوم اقتصاد المعرفة.
ويضم المؤتمر عدد من المشاركين المتميزين من داخل وخارج الوطن. كذلك هناك عددا كبير من المشاركات البحثية المتميزة. وقد حرص المؤتمر على المشاركات البحثية العلمية والتطبيقية المتطورة، وعرض دراسات وتجارب وطنية وعالمية في قطاع الاتصالات. كذلك حرص المؤتمر على استقطاب عدد كبير من الخبرات العالمية كمتحدثين رسميين. كذلك متحدثون من المملكة لهم باع وخبرة وتجارب متميزة في هذا القطاع الحيوي. ويعتبر هذا المؤتمر فرصة لتبادل المعلومات والخبرات مع أبرز الخبراء والمتخصصين في مجال الاتصالات داخل المملكة وخارجها، والوقوف عند آخر التطورات والمستجدات، وسيلقي المؤتمر الضوء على تطور قطاع الاتصالات في السعودية من ناحية الخدمة والتنافسية ومن ناحية الاختيار المناسب للمستهلك.
كون هذا المؤتمر الأول من نوعه في المملكة، إذ إنه يطرح عددا من المحاور العلمية والتطبيقية، وهذا بدوره يسهم في توفير بيئة صالحة لتبادل المعلومات والتجارب والخبرات بين المختصين والعاملين في قطاع الاتصالات، ويطرح مفاهيم التطوير الحديثة بما يُسهم في تعزيز متابعتهم المستمرة للمستجدات، ودعم الاقتصاد الوطني عن طريق توفير وسائل اتصال آمنة لتساعد على انتشار التجارة الإلكترونية، وتطوير البنية الأساسية للاتصالات، وتفعيل دور كل من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في إيجاد الحلول المُثلى لمشكلات الاتصالات، والإسهام في تطوير نظم الاتصالات الخاصة بالقطاعات الحكومية من أجل تسهيل وتفعيل برامج الحكومة الإلكترونية.
والمزيد من المعلومات عن المؤتمر، فإنه في الإمكان زيارة موقع الجمعية السعودية لهندسة الاتصالات www.sts.org.sa.