×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

مكاننا في عالم 2050؟

مكاننا في عالم 2050؟

ظهرت في الماضي كتابات وبرامج تستشرف مستقبل العالم سنة 2000م وتباينت الرؤى بين المتفائلين والمتشائمين، وبعد أن تخطّى الناس هذا الحاجز تبعتها موجة أخرى تتساءل عن شكل مجتمعات عصر المعرفة سنة 2010م (عامنا الحالي) وكانت التنبؤات تشير إلى تعاظم ثورة التلفزيون الفضائي (يوجد الآن حوالي 500 قناة عربية في الفضاء) وتوقع سطوة الأجهزة والحاسبات، وقد وضحت هذه التنبؤات فيما نراه حولنا اليوم من انتشار الهواتف المحمولة (عدد مستخدمي أجهزة الهاتف المحمول في العالم 4,100,000,000) أضف إلى ذلك التوسع العالمي المذهل في عدد مستخدمي الانترنت (يبلغ اليوم 1,733,993,741 مستخدم)، وكذلك انتشار أجهزة \"ألاي بود\" وغيرها بين يدي الشباب حول العالم.

يتجدد النقاش اليوم عن عالم جديد سنة 2050م تقوده وتتسيّد قراراته الاقتصادية القوى الجديدة مثل الصين والهند وحتى البرازيل والمكسيك يبدو أنها ستجد مكانا لائقا بها في نادي أمم 2050 م. ومما يؤسف هو ضعف الإشارات في بعض التقارير إلى دور محتمل للدول العربية والإسلامية باستثناء دولة مسلمة واحدة هي تركيا. وبالطبع تضع التوقعات التقنية قائدة الحضارة القادمة بتنبؤات لها مؤشرات وأخرى لها لون الأمنيات مثل الأمل في اكتشاف علاج للسرطان والأمراض المستعصية إلى السيارة الطائرة واختفاء الأسواق وراء الشاشات وغير ذلك من أفكار وتنبؤات لا تخلو من مقدمات نلمسها اليوم.

على الجانب الآخر نرى صورا سوداء ترسمها أقلام وآراء متشائمة حول مستقبل العالم مع جنون الاحتلال والحروب والتسلح والعبث في البيئة والتغير المناخي ونقص موارد الأرض. ومن هؤلاء فريق يربط أثر المشكلات الحالية لشعوب الأرض مع توقع تزايد عدد سكان العالم سنة 2050 إلى رقم يزيد عن تسعة مليارات نسمة ( عدد سكان العالم حاليا يكاد يقترب من 7 مليار نسمة). ولا غرابة في هذه التوقعات خاصة إذا علمنا أن عدد سكان العالم سنة 1950 كان حوالي 2 مليار ونصف.

ولا تقتصر التكهنات حول أحوال العام بعد أربعين سنة على الأشخاص بل هناك العديد من المؤسسات والمراكز التي لديها مشاريع بحثية ضمن دراسات المستقبل فنجد مجلة عريقة مثل \"تايم\" (ابريل 2009)تعرض للموضوع من خلال كتاب شهير يتحدث عن مستقبل العالم What the World Will Look Like by 2050. ومن أهم ما أظهر تقرير \"تايم\" من سيناريوهات هو ضعف دور الولايات المتحدة على المشهد الاقتصادي، وتنامي الخوف من صواريخ كوريا واليابان والهواجس من سيطرة الأسلحة في \"باكستان\" في أيدي من يسميهم التقرير بالأصوليين.

وفي تقصي كل هذه السيناريوهات لم تقع العين بعد على دراسة عربيّة أو مركز عربي متخصّص واحد شغله المستقبل فأين مكاننا في عالم 2050.

مسارات

قال ومضى: ليس من حقوقك تلمسي العذر لعقوقك


د. فايز بن عبدالله الشهري
 0  0  2712