تمرد الشباب(2 ـ2)
تمرد الشباب(2 ـ2)
كنت قد كتبت في الجزء الأول من المقال عن تمرد الشباب وهذه الظاهرة السلوكية التي نلاحظها في عصرنا الحاضر في إزدياد عما كانت عليه في العصور السابقة, وذكرت المميزات أو الصفات السلوكية للمتمرد وفي الجزء الثاني منها أود أن أعطي فكرة ولو موجزه عن صور التمرد؟!
بعض وصور أو أنماط التمرد :
يتخذ تمرد الشباب صورا مختلفة تتميز كلها بأعراض سوء التكيف وتندرج هذه الأعراض من الانزواء والبعد عن الناس إلى الاستعراض بشتى الأساليب منها ما هو استعراض في المظهر والملبس ومنها ما هو استعراض ومبالغة في الميول والنزعات وفي هذا كله يعني أن المتمرد يتكيف ويتلائم مع متطلبات الحياة باسلوب يختلف عن اساليب أغلب من هم في سنه وبيئته وفيما يلي بعض صور التمرد:
*الظهور بمظهر (خنفس) ينسدل شعره في خصلات على جبينه وعلى رقبته, ويلبس بنطلونا ضيقا لدرجة ملحوظة وحذاءً مدببا, ويضع في رسغه سلسلة يلفها حول أصابعه بسرعة شديدة وفي عصبية وتوتر واضح, ثم يلبس هذه الملابس ويبدو في هذا المظهر رغم المعارضة الشديدة التي يلقاها من والديه ورغم عدم استساغة كل معارفه وجيرانه لهذا السلوك, وهو لا يبالي ويجد لذة كبيرة كلما أبدى أحدا إعتراضا على مظهره ويجيب (إنها موضة وأنا حر ) هذا وقد نجد بعض أصحاب هذه التقليعات ناجحين في دراستهم.. ولكن أغلبهم فاشلين في دراستهم وحياتهم العملية والكثيرون منهم يترددون على العيادات النفسية.. والمشعوذين.. والصحة النفسية لا تقاس أبدا بالنجاح في الدراسة أو العمل فقط بل تقاس بدرجة التكيف الاجتماعي في مواقف الحياة كلها أو أغلبها.. وما الثورة بأسلوب غير واقعي وغير فعال للتمركز حول الذات لا خارجها.. إلاّ عرض
من أعراض سوء التكيف النفسي.
*الحياة الجماعية البوهمية الإباحية ( كالهيبز) إذ ينادي هؤلاء المرتدون من الشباب بالحرية المطلقة والحياة بلا قيود والحب بلا رقيب.. وهذه أصول شباب الغرب التي استقى منها شباب الشرق سيئاتها وغالباً ما ينتهي مثل هؤلاء المرتدون بالانهيار أو الضياع أو السجن أو المخدرات أو الانتحار.
بعض هؤلاء قد يعيشون حفاة ثورة على تقاليد لبس الحذاء, يلبسون الملابس الممزقة والمشخلعة وغير النظيفة ثورة على تقاليد المجتمع التي تحتم التستر واللياقة في المظهر, وهناك أشكال أخرى لقص الشعر والظهور بمظهر أنثوي إلى غير ذلك, يدمنون المخدرات ومحاربة لقيم المجتمع الذي يحتم اليقظة والعمل الجاد بحثاً عن النجاح في الحياة, وبذلك فهم كسالى لا يبالون ولا يحسبون حساباً من أين ستأتي الوجبة القادمة, يعيشون في أحلام يقظة قد تصور لهم القتل فيقتلون وقد تصور لهم السرقة فيسرقون.. إن الحرية عندهم هي التحول إلى الحيوانية والحياة البوهيمية الفوضوية.
*الاستماع لساعات طويلة حتى الفجر لموسيقى صاخبة.. أي الإدمان على أغاني وموسيقى الجاز, ثم الرقص وشرب الموبقات.. والظهور بمظهر يتنافى مع اللياقة والآداب العامة..
*قد يبدو التمرد في سلوك ولغة الشباب, وان كان لا يتخذ لنفسه شكل الخنافس
أو الهيبز فنجد الشاب الشرقي يتكلم بأسلوب غربي ويصطنع نغمات ونبرات صوت ليست له.. مما يجعله نشازاً في البيئة ويبدوا مختلفا في أسلوبه في الأخذ والعطاء.. ويعلل ذلك بأن مجتمعنا متأخر ولابد أن يتمثل بالمجتمعات المتقدمة.. ومن الطريف أن أمثال هؤلاء الشباب, كثير ما يسلكون هذا السلوك وهم
لا يجيدون اللغة الأجنبية التي يتشدقون ببعض ألفاضها هذا وقد يحاكي المتمرد
أو المتمردة بنجوم السينما في طريقة كلامهم ولبسهم وحركاتهم.
*تعاطي المخدرات أو الخمور: إذ يلجأ بعض الشباب المتمرد إلى الانسحاب الكامل من المجتمع الذي يعيش فيه, والانسحاب ومن ثم التواري عن الأنظار.
*قد يلجأ المتمرد إلى التظاهر وادعاء العلم أو الفلسفة.. فيقوم بشراء كل ما تصل إليه يده من كتب في علوم الطب مثلاً.. وهو ليس طالب طب, أو كتباً مشبوهة في العقيدة ويجاهر بأنه متفتح وخبير وهو في الواقع لا يفهم الفروق بين المذاهب والسياسة والاقتصاد كما أنه لا يجيد لغة الكتب التي يشتريها ويختزنها أو يحملها دائما للإعلان عن نفسه وقد يجاهر في كل مكان بدون مناسبة أنه (ملحد)
أو أنه (وجودي) ويشتري كتبا في الفلسفة الوجودية وهو لم يفلح بعد حتى في الحصول على الثانوية العامة ويبرر ذلك قائلاً ما فائدة الشهادات.. المهم هو الثقافة الشخصية إن مثل هذا السلوك هو في الواقع وسيلة غير سوية لإثبات الذات, وقد يؤدي بصاحبه إلى السجن أو إلى أن يصبح منبوذا من أفراد المجتمع.
المثالية التي يدعيها الشباب المتمرد:
لو تركنا جانبا مظاهر وسمات وسلوك الشباب المتمرد التي لا تتوافق مع
ما يرتضيه أغلب الشباب وأغلب أفراد المجتمع.. فما الذي يدعي الشباب المتمرد بأنه يكافح من أجله.
يدعي الشباب المتمرد, كما سبق أن قلت , بأنه يكافح من أجل ما يسميه
( الحرية الشخصية للفرد ).. ويدعي بأنه يحاول أن يقدم للعالم شكلا جديدا للمجتمع.. مجتمعا تتحقق فيه الحرية الفردية.. والسؤال الذي يجب أن يثار:
هل هؤلاء المتمردون عقلاء أم مرضى؟.. هل دوافعهم في معارضة ومقاومة المجتمع دوافع شعورية أساسية المنطق.. أم أنها دوافع لا شعورية أساسها الثورة المكبوتة ضد سلطة وتسلط العائلة عليهم خصوصاً في الطفولة؟.
إن العالم منذ قديم الزمان يجاهد في سبيل الحرية السياسية والدينية والاقتصادية وينادي دائما بالحب والسلام, ليس هناك جديد في مزاعم الشباب المتمرد..
هذا ولم يقدم المتمردون صورة جديدة لمجتمع تتحقق فيه الحرية والسلام والمحبة التي يدعون بأنها هدفهم.. إنما قدموا للعالم, صورا من حياة مضطربة بوهمية ومضحكة.. لا تعني بالنظافة أو اللياقة صحيا أو اجتماعيا.. بل إن الكثير منهم انتهت حياتهم إلى دخول مستشفيات الأمراض العقلية, والسجون, كما أن البعض منهم أنهى حياته بالانتحار والعياذُ بالله وحديثي هذا لا يخص الشباب في مجتمع معين بل كل المجتمعات شرقية وغربية.. وحبذا أن يتناول غيري من أهل الاختصاص وعلم النفس هذه الظاهرة ومحاولة إيجاد حلول مقبولة تمنع الهوة أن تتسع والله الهادي إلى سواء السبيل.
بعض وصور أو أنماط التمرد :
يتخذ تمرد الشباب صورا مختلفة تتميز كلها بأعراض سوء التكيف وتندرج هذه الأعراض من الانزواء والبعد عن الناس إلى الاستعراض بشتى الأساليب منها ما هو استعراض في المظهر والملبس ومنها ما هو استعراض ومبالغة في الميول والنزعات وفي هذا كله يعني أن المتمرد يتكيف ويتلائم مع متطلبات الحياة باسلوب يختلف عن اساليب أغلب من هم في سنه وبيئته وفيما يلي بعض صور التمرد:
*الظهور بمظهر (خنفس) ينسدل شعره في خصلات على جبينه وعلى رقبته, ويلبس بنطلونا ضيقا لدرجة ملحوظة وحذاءً مدببا, ويضع في رسغه سلسلة يلفها حول أصابعه بسرعة شديدة وفي عصبية وتوتر واضح, ثم يلبس هذه الملابس ويبدو في هذا المظهر رغم المعارضة الشديدة التي يلقاها من والديه ورغم عدم استساغة كل معارفه وجيرانه لهذا السلوك, وهو لا يبالي ويجد لذة كبيرة كلما أبدى أحدا إعتراضا على مظهره ويجيب (إنها موضة وأنا حر ) هذا وقد نجد بعض أصحاب هذه التقليعات ناجحين في دراستهم.. ولكن أغلبهم فاشلين في دراستهم وحياتهم العملية والكثيرون منهم يترددون على العيادات النفسية.. والمشعوذين.. والصحة النفسية لا تقاس أبدا بالنجاح في الدراسة أو العمل فقط بل تقاس بدرجة التكيف الاجتماعي في مواقف الحياة كلها أو أغلبها.. وما الثورة بأسلوب غير واقعي وغير فعال للتمركز حول الذات لا خارجها.. إلاّ عرض
من أعراض سوء التكيف النفسي.
*الحياة الجماعية البوهمية الإباحية ( كالهيبز) إذ ينادي هؤلاء المرتدون من الشباب بالحرية المطلقة والحياة بلا قيود والحب بلا رقيب.. وهذه أصول شباب الغرب التي استقى منها شباب الشرق سيئاتها وغالباً ما ينتهي مثل هؤلاء المرتدون بالانهيار أو الضياع أو السجن أو المخدرات أو الانتحار.
بعض هؤلاء قد يعيشون حفاة ثورة على تقاليد لبس الحذاء, يلبسون الملابس الممزقة والمشخلعة وغير النظيفة ثورة على تقاليد المجتمع التي تحتم التستر واللياقة في المظهر, وهناك أشكال أخرى لقص الشعر والظهور بمظهر أنثوي إلى غير ذلك, يدمنون المخدرات ومحاربة لقيم المجتمع الذي يحتم اليقظة والعمل الجاد بحثاً عن النجاح في الحياة, وبذلك فهم كسالى لا يبالون ولا يحسبون حساباً من أين ستأتي الوجبة القادمة, يعيشون في أحلام يقظة قد تصور لهم القتل فيقتلون وقد تصور لهم السرقة فيسرقون.. إن الحرية عندهم هي التحول إلى الحيوانية والحياة البوهيمية الفوضوية.
*الاستماع لساعات طويلة حتى الفجر لموسيقى صاخبة.. أي الإدمان على أغاني وموسيقى الجاز, ثم الرقص وشرب الموبقات.. والظهور بمظهر يتنافى مع اللياقة والآداب العامة..
*قد يبدو التمرد في سلوك ولغة الشباب, وان كان لا يتخذ لنفسه شكل الخنافس
أو الهيبز فنجد الشاب الشرقي يتكلم بأسلوب غربي ويصطنع نغمات ونبرات صوت ليست له.. مما يجعله نشازاً في البيئة ويبدوا مختلفا في أسلوبه في الأخذ والعطاء.. ويعلل ذلك بأن مجتمعنا متأخر ولابد أن يتمثل بالمجتمعات المتقدمة.. ومن الطريف أن أمثال هؤلاء الشباب, كثير ما يسلكون هذا السلوك وهم
لا يجيدون اللغة الأجنبية التي يتشدقون ببعض ألفاضها هذا وقد يحاكي المتمرد
أو المتمردة بنجوم السينما في طريقة كلامهم ولبسهم وحركاتهم.
*تعاطي المخدرات أو الخمور: إذ يلجأ بعض الشباب المتمرد إلى الانسحاب الكامل من المجتمع الذي يعيش فيه, والانسحاب ومن ثم التواري عن الأنظار.
*قد يلجأ المتمرد إلى التظاهر وادعاء العلم أو الفلسفة.. فيقوم بشراء كل ما تصل إليه يده من كتب في علوم الطب مثلاً.. وهو ليس طالب طب, أو كتباً مشبوهة في العقيدة ويجاهر بأنه متفتح وخبير وهو في الواقع لا يفهم الفروق بين المذاهب والسياسة والاقتصاد كما أنه لا يجيد لغة الكتب التي يشتريها ويختزنها أو يحملها دائما للإعلان عن نفسه وقد يجاهر في كل مكان بدون مناسبة أنه (ملحد)
أو أنه (وجودي) ويشتري كتبا في الفلسفة الوجودية وهو لم يفلح بعد حتى في الحصول على الثانوية العامة ويبرر ذلك قائلاً ما فائدة الشهادات.. المهم هو الثقافة الشخصية إن مثل هذا السلوك هو في الواقع وسيلة غير سوية لإثبات الذات, وقد يؤدي بصاحبه إلى السجن أو إلى أن يصبح منبوذا من أفراد المجتمع.
المثالية التي يدعيها الشباب المتمرد:
لو تركنا جانبا مظاهر وسمات وسلوك الشباب المتمرد التي لا تتوافق مع
ما يرتضيه أغلب الشباب وأغلب أفراد المجتمع.. فما الذي يدعي الشباب المتمرد بأنه يكافح من أجله.
يدعي الشباب المتمرد, كما سبق أن قلت , بأنه يكافح من أجل ما يسميه
( الحرية الشخصية للفرد ).. ويدعي بأنه يحاول أن يقدم للعالم شكلا جديدا للمجتمع.. مجتمعا تتحقق فيه الحرية الفردية.. والسؤال الذي يجب أن يثار:
هل هؤلاء المتمردون عقلاء أم مرضى؟.. هل دوافعهم في معارضة ومقاومة المجتمع دوافع شعورية أساسية المنطق.. أم أنها دوافع لا شعورية أساسها الثورة المكبوتة ضد سلطة وتسلط العائلة عليهم خصوصاً في الطفولة؟.
إن العالم منذ قديم الزمان يجاهد في سبيل الحرية السياسية والدينية والاقتصادية وينادي دائما بالحب والسلام, ليس هناك جديد في مزاعم الشباب المتمرد..
هذا ولم يقدم المتمردون صورة جديدة لمجتمع تتحقق فيه الحرية والسلام والمحبة التي يدعون بأنها هدفهم.. إنما قدموا للعالم, صورا من حياة مضطربة بوهمية ومضحكة.. لا تعني بالنظافة أو اللياقة صحيا أو اجتماعيا.. بل إن الكثير منهم انتهت حياتهم إلى دخول مستشفيات الأمراض العقلية, والسجون, كما أن البعض منهم أنهى حياته بالانتحار والعياذُ بالله وحديثي هذا لا يخص الشباب في مجتمع معين بل كل المجتمعات شرقية وغربية.. وحبذا أن يتناول غيري من أهل الاختصاص وعلم النفس هذه الظاهرة ومحاولة إيجاد حلول مقبولة تمنع الهوة أن تتسع والله الهادي إلى سواء السبيل.
عقيد م/ محمد فراج الشهري.
Alfrrajmf@hotmail.com
Alfrrajmf@hotmail.com