×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

المسؤولية الاجتماعية .. ورجال الأعمال


المسؤولية الاجتماعية .. ورجال الأعمال


ناصر الشهري
يأتي تكريم فرق العمل التطوعي لمساعدة متضرري السيول في جدة تأكيدًا على دور المشاركين في هذه الحملة التي قادها الشيخ صالح التركي رجل المسؤولية الاجتماعية المتميز، الذي قدم الكثير من الأعمال الخيرية لأبناء وطنه منذ زمن بعيد، وتزايد هذا العطاء من منطلقات يؤمن بها الرجل الذي بلغت نفقاته للمشروعات الخيرية والإنسانية أرقامًا عالية، هو يرفض أن يتناولها أحد بالحديث في أي مناسبة.
ومن ثم فقد كانت مبادرته لقيادة العمل التطوعي غير مستغربة على رجل أعمال عرفه المجتمع مثالاً للمواطن المخلص.
لقد اختلف الكثيرون على مفهوم المسؤولية الاجتماعية، وقد تبلورت هذه الاختلافات أثناء مؤتمر الفكر العربي الذي عقد مؤخرًا في الكويت، حيث استمعت كواحد من المشاركين إلى ما طرحه البعض في حلقة النقاش الخاص بالمسؤولية الاجتماعية، فهناك من يرى أن الزكاة هي جزء كافٍ لرجال الأعمال نحو المجتمع، كما رأى البعض أن الضرائب المفروضة من الحكومات، التي تلزم بها القطاع التجاري، هي الأخرى كافية لتقديم دور القطاع الخاص كداعم للعمل الاجتماعي، في حين يرى البعض الآخر أنه لا هذا ولا ذاك بقدر ما يجب أن تكون هذه المسؤولية من واقع دعم الجمعيات الخيرية.
وهنا أجد أننا في المملكة قد قطعنا مرحلة متطورة من العمل الاجتماعي من خلال الرجال الذين دخلوا هذا الميدان بشكل لافت للأنظار، وذلك حين يتم استعراض عدد من الأسماء في مناطق المملكة الأخرى.
وبالمقابل فإننا مازلنا أمام إشكالية المفهوم الحقيقي للمسؤولية الاجتماعية لدى الكثير من المثقفين والاقتصاديين ورواد العمل الاجتماعي، من أجل وضع المسمى في إطاره الصحيح الذي لا يتوقف عند مرحلة معينة، بقدر ما تتحرك في سياق مستمر يواكب المتطلبات والمتغيرات واحتياجات المجتمع.
وإذا كان صالح التركي قد ضرب مثالاً رائعًا في هذا الاتجاه؛ فإنه قد انطلق من مسؤولية القيم والعادات الحميدة ومبادئ الإنسان المسلم قبل كل شيء، وهي ثوابت اعتاد عليها أوائلنا من أبناء هذا الوطن، حيث كان التكافل الاجتماعي من أهم وأبرز ما عاشت عليه الأسرة السعودية ـ قبل وبعد ظهور النفط ـ ناهيك عن كونها ـ أي المسؤولية الاجتماعية ـ من ثوابت العقيدة الإسلامية.
ومن ثم فإن تطوير هذه المبادئ يحتاج إلى عمل جماعي من رجال الأعمال ينضم إلى جهود صالح الذي لن يرضيه أن يتحدث عنه أحد، كما أشرت في السابق، لكنني تحدثت عنه اليوم في محاولة لأن يكون في جدة أكثر من صالح، للمشاركة في المسؤولية الاجتماعية بكل ما تعنيه.
 0  0  2793