×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

تمرد الشباب (1ــ2)

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج
تمرد الشباب (1ــ2)
ظاهره سلوكيه نلحضها في عصرنا الحاضر بشكل ملفت ألا وهي تمرد الشباب عكس عصورنا السابقة التي كان فيها الشباب أكثر انضباطاً وتعقلاً,ولذلك دعونا نلقي نظره سريعة على هذه الظاهرة السلبية وألوانها.
يتميز الشاب المتمرد بعدم القدرة على التكيف الاجتماعي ويتمثل ذلك في عجزه عن التماشي مع قيم ومعايير المجتمع الذي يعيش فيه, وبالتالي عجزه عن الأخذ والعطاء بطريقة راضيه مرضيه مع من يعاملهم من أفراد المجتمع.. سواءً داخل العائلة أو خارجها.
ويفتقد الشاب المتمرد إلى التوافق الذاتي الذي يتمثل في الصراع بين الفرد وذاته, وعدم الرضا عن النفس, والشعور بالعظمة, أوقد يتأرجح بين احتقاره لذاته أحيانا وبين الغرور والغطرسة أحايين أخرى, فتارة تظهر عليه آثار البساطة في سلوكه ويبدو في غاية البهجة وتارة أخرى ينزوي وينطوي على ذاته ويعاني من الشعور بالاكتئاب وكراهيته لنفسه مما قد يدفع البعض إلى التفكير في الانتحار.
كما يفتقد الشاب المتمرد إلى التوافق المدرسي إذا كان طالبا أو عدم التكيف إن كان عاملا أو موظفا, وذلك لإخفاقه في التكيف للدراسة أو للعمل, وتردي علاقاته الإجتماعيه بسبب أقران الدراسة وبأساتذته أو بأقران العمل ورؤسائه.
وعلى هذا الأساس فإن المتمردين قد لا يتصفون جميعا بكل أنواع سوء التكيف في وقت واحد, ولكن قد يتنقلون من عرض إلى أخر, ولكنهم يعانون جميعا من الصراعات وعدم القدرة على التكيف لمواقف وضغوط الحياة, فيهربون إلى التمرد.. ولكن هل للتمرد من أسباب اجتماعية ساعدت عل ظهوره في أشكال متعددة في معظم دول العالم في العصر الحديث, عصر التغير الاجتماعي السريع ؟
وهذه بعض الأسباب الاجتماعية لظاهرة تمرد الشباب:
لاشك في أن أسلوب التربية في الطفولة هو حجر الزاوية في تكييف الشباب نفسيا أو انحرافه وتمرده.. ولكن هناك عوامل وظروف في الحياة الحديثة ساهمت لدرجة كبيرة في ثورة وتمرد الشباب, وهناك فرق كبير بين ثورة الشباب السوي وثورة الشباب غير السوي, فالأسوياء ينهجون الطرق التي يقرها المجتمع في الإعراب عن ثورتهم على أي نظام أو سلوك أو قانون لا يروق لهم, ولكن المتمردين ينهجون نهجا أخر لا يتفق ومنطق الأسوياء ويتخذ تمردهم صورا سنذكرها في مقالة أخرى.
ولعل أهم الظروف التي ساعدت على تعقيد حالات غير الأسوياء, هي حالة عدم الاستقرار الاجتماعي الذي يعيش فيه العالم, والرعب الذي يستولي على النفوس من الحروب السائدة والبطالة والفقر في أجزاء مختلف العالم.
أن من سمات المجتمع العصري الصناعي السرعة المادية, والتمتع لدرجة مبالغ فيها بأسباب الراحة التي أوجدتها التكنولوجيا الحديثة, وإن كان التوتر يسود أغلب علاقات الناس وأعمالهم, لما تميز به المجتمع الحضري من كثرة الضوضاء والصراع والتناقض بين أفراد المجتمع, لدرجة عدوان الأخ على أخيه, والجريمة والانتحار وانتشار المخدرات والطلاق والدعارة وتشرد الأحداث.. الأمر الذي جعل المجتمع في كثير من الدول يبدو فاقدا لاتزانه وكيانه.. كل هذا لم يحتمله الشباب خصوصا غير الأسوياء فثاروا وتمردوا.
ويعاني بعض الشباب من الصراع الشديد بين الحرية التي يتطلبها والقيود التي يفرضها عليه المجتمع, كما أن الشُّقة بين ما يريده الفرد وما يمنحه المجتمع للشباب أصبحت أيضا واسعة للغاية, خصوصا بعد أن تضخم شعور الشباب بحقوقهم ومطالبهم.
أن تصادم آراء الشباب وعقائدهم ونظرياتهم بين القديم والحديث لهو تضارب بين الثقافة المادية الآلية, التي من سماتها الاضطراب الاجتماعي وانفرادية الفرد بذاته دون سواها. لقد كان الإنسان فيما مضى يكافح ضد الطبيعة بعنف ليسخرها ليعيش ولكنه بعد أن سخرها بالعلم, أصبح يصارع أخيه الإنسان ويصارع نفسه بالتمرد.
أن التمرد في الواقع ماهو إلا تعبير عن التضارب والصدام بين القيم وهروب
من ضغوط مواقف الحياة لمن لا يحتملها, وهؤلاء هم من لم تؤهلهم طفولتهم للقدرة على التكيف الاجتماعي, ومن ثم يبدأ التمرد الذي نعنيه هنا.. ثورة الفشل في التكيف وهروب من توتر بسبب الفشل في التكيف مع الواقع..

عقيد م/ محمد فراج الشهري.
Alfrrajmf@hotmail.com
بواسطة : ابو فراج
 0  0  3010