×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

حاسبوهم قبل أن يموتوا

حسين بن شار
بواسطة : حسين بن شار
(حاسبوهم قبل أن يموتوا)

يوم الثامن من ذي الحجة من عام ألف وأربعمائة وثلاثين من الهجرة , يوم لا يمكن أن ينساه أحد من سكان المملكة , وبالذات أهالي مدينة جدة , هذا اليوم الذي اختلطت فيه الأصوات , مابين مكبر ومهلل وملّبٍ ومفجوع , هذا اليوم الذي أمست فيه جدة على غير العادة , وأصبحت على غير المألوف من حياتها .
هكذا كانت الحياة في مدينة ( الغير ) عن قريناتها , مدينة يعشقها الكثير من الناس , لقد تحولت إلى مدينة ( غير ) خلال ساعات معدودة , وأصبحت مدينة لا يستطيع الإنسان العيش في بعض أطرافها .
نعم .. إنها مصيبة أصابتها بقدرة الله , ولكنها كانت قابلة لمثل هذه الكارثة في أي وقت , وذلك بسبب ( الإهمال الآدمي ) الذي صاحب المسؤول عنها في أعوامٍ مضت , ومع ذكريات هذه الكارثة , والتي تسببت في الكثير من الضحايا والتلفيات في مجتمع كانت تسوده الراحة والحياة الكريمة , وما ترتب بعد ذلك من قرارات ولجان للوقوف على باب الخطأ الذي تسبب في وقوع هذه الكارثة ليتم إغلاقه , إلا إننا في واقعنا وفي مدننا وطرقنا نشاهد مثل هذه التخبطات في تنفيذ المشاريع الحيوية , والتي نشاهدها كل يوم , ومنها وعلى سبيل المثال الطريق السريع ( الطائف ـ أبها ) الطريق الذي صمد أمام السيول وبفضل الله وقدرته أعواماً كثيرة , وهو على هذه الحال من القوة والصلابة , إلا إنه سيفقد الكثير من قوته بسبب تغير تام في بعض ( أمتنته ) والتي تتمثل في الجسور الخراسانية العملاقة التي كانت تحمله على أكتافها وهو ما يتعارف عليها بــ ( الكباري ) العملاقة .
إنها اليوم تشهد تغيراً كبيراً في أشكالها وقوتها , فقد تحولت إلى ( عبارات ) وأتربة مساندة في ملتقى أودية مشهورة بكثافة سيولها الموسمية .
هذا الطريق قد يشهد كارثة مستقبلاً ـ والعلم عند الله ـ وربما لا تستطيع هذه ( العبارات ) تحمل مثل تلك السيول , والتي سبق لها أن هدمت جسوراً عملاقة في مناطق ليست ببعيدة عنها , وإن حدث مثل هذا ـ لاسمح الله ـ بعد عدة أعوام , وتقطعت الطرق بجسورها الجديدة في شكلها الصغير , من يا ترى يمكن له أن يجيب عن أسئلة اللجنة التي ستشكلها الجهات العليا لمناقشة الأسباب التي أدت إلى تهدم هذه العبارات التي تنتشر على طول الطريق ؟.


حسين شار الشهري
بواسطة : حسين بن شار
 0  0  7484