خوارزميات جديدة تحدّ من انتشار سرطان الثدي

عوض آل سرور الأسمري
الإصابة بسرطان الثدي في العالم آخذة في الارتفاع وسرعان ما أصبحت الإصابة رقم واحد في الإناث ويأتي بعدها - في المرتبة الثانية - سرطان عنق الرحم، وقد زادت - في السنوات الأخيرة - عدد الوفيات بسبب سرطان الثدي مما حدا بالعلماء من أطباء وباحثين ومؤسسات خيرية إلى البحث عن طرق جديدة للتقليل من مخاطر هذا الداء الخطير. لكنه في الوقت نفسه يمكن تقليل الإصابة به في حالة اكتشافه في مراحله الأولية. وهناك أبحاث متقدمة بهذا الخصوص تعرف بخوارزميات الكشف المبكر لسرطان الثدي للسيطرة عليه. سرطان الثدي يشكل تحديا رئيسيا في العالم، وخصوصاً في الدول التي لا تحظى فيها المرأة بالاهتمام والرعاية الصحية المناسبة، أو نتيجة للعادات والتقاليد التي تقيد المرأة. كذلك النساء في معظم دول العالم لا يجرين الفحوص الدورية المنتظمة نتيجة لعدم توافر نظام الرعاية الصحية المناسب، أو نتيجة للتكاليف الباهظة عند إجراء الفحوص، وخصوصاً الأسر الفقيرة. وهذا يجعلهم يكتشفون الإصابة بسرطان الثدي في مراحل متأخرة تصعب معالجته.

أصبح بالإمكان اكتشاف سرطان الثدي بمساعدة التقنيات الحديثة في مراحله الأولية، ومن ثم السيطرة عليه. هذه التقنية يمكن نقلها إلى أي مكان خارج المدن، الأرياف والقرى مثلاً. كل ما نحتاج إليه جهاز حاسوب، وجهاز تصوير الثدي بالأشعة وبرامج مصاحبة لتحليل الصور. ولكي نقلل من الإصابة بهذا الداء الخطير، يجب توعية المجتمع لعمل كشف دوري لسرطان الثدي واكتشافه في مراحله الأولية ليسهل علاجه.

تكمن طريقة اكتشاف الإصابة بدمج عدد من طرق معالجة الصور الرقمية وخوارزميات الإحصاء والرياضيات باستخدام الحاسوب. ومن أهم خوارزميات معالجة الصور الرقمية ما يعرف بخوارزميات تحسين الصور. على الرغم من الكثير من الأعمال البحثية في هذا المجال، إلا أنه لا تزال هناك تحديات تلوح في الأفق بسبب القيود المتأصلة في الأدوات والبرمجيات والأنماط المستخدمة في عمليات التحليل والكشف. أحياناً لا يساعد الحاسوب في الكشف عن الإصابة، وأحياناً أخرى يعطي ما يعرف بـ False Alarm تحذير كاذب (زائف). إضافة إلى العامل البشري فإن عملية التشخيص تحتاج إلى طبيب بارع لديه خبرة طويلة في التعامل مع الصور وتحليلها. العين البشرية - في الغالب - لها دور كبير في الحكم وتشخيص الحالة.


تخفيض التكلفة لكي تكون في متناول جميع فئات المجتمع

يمكن استخدام صور الماموجرام mammogram images ومعالجتها باستخدام خوارزميات متقدمة ومتطورة وتصميمها باستخدام برنامج الماتلاب Matlab المشهور. استطاع أحد طلبة الماجستير في جامعة الملك سعود قسم الهندسة الكهربائية تطوير خوارزم جديد يساعد على اكتشاف سرطان الثدي في مراحله الأولى. حصلنا على نتائج جيدة مقارنة بخوارزميات أخرى سبق عرضها أو اختباره. ومن أهم مميزات النظام المقترح أنه أقل تعقيداً وأسرع نتائج وأقل تكلفة مقارنة بأنظمة أخرى تحت التجربة أو سبق نشرها. وقد عرًضنا الصور - عمداً - إلى بعض التشويش والضجيج العشوائي التي يمكن أن تتعرض لها صور الماموجرام أثناء التقاطها للمريض وحصلنا على نتائج مرضية.

وأخيراً، أرى أن العلاج الحقيقي لهذا المرض هو تجنبه بالكشف الدائم والدوري. والحقيقة نصح الأطباء بإجراء فحوص دورية لمن تلاحظ تغيرات غير طبيعية.