×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

شبابنا والإنحراف الفكري

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج
شبابنا والإنحراف الفكري
تعاني مجتمعاتنا العربية والإسلامية من وجود العديد من الجماعات المتطرفة التي تقوم باستغلال التجمعات الشبابية, وتقوم بشحن نفوس شبابنا للتمرد وتتبع تيارات منحرفة وشاذة ومشبوهة, أدى ذلك إلى تسلل الخلل إلى أذهان بعض الشباب وذلك في فهمهم الناقص لبعض النصوص الشرعية ومقاصدها, كبعض النصوص الوارده في الجهاد والولاء والبراء وأخذ بعض الفتاوي الشاذه المضلله.
وكان من نتائج هذا الخلل الخطير ظهور فئات متغاليه في الدين, ساقها الجهل إلى تفريق الأمة في دينها, وذلك من أخطر الفتن على المسلمين كافة,( إنّ الذين فَرقوا دينَهُمْ وَكَانُوا شيَعاً لّسَتْ مْنُهُم في شَيءِ إنّما أمْرهُم إلى الله ثُمّ يُنبئُهم ِبما كانوا يفعلون ) سورة الأنعام: 159 .وقد أساءت هذه الفئة من شباب الأمة الإسلامية إلى الإسلام, مما جعل أعداءه يجترؤون على النيل منه.
إنّ تعرّض الشباب المسلم اليوم لهذه التيارات والأساليب المخالفة والمغلوطة يعود لأسباب منها ما يعود إلى المنهج العلمي كالتأويل واتباع المتشابه, أو إلى المنهج العلمي كالتعصب ونحوه, وتحديد الأسباب ومعالجتها كحل علمي يجب أن يتوافر عليه مختصون, يدرسون الواقع عن علم, فلا تكون الأقوال ملقاه على عواهنها. وقد لوحظ أن هناك كثرة الخلط في الكتابات عن اسباب الغلو مما يستدعي دراستها بعلم ورشد ووضع السبل لمعالجتها وفي مقدمة هذه الأسباب :
1- إتباع الفتاوي الشاذة والأقوال الضعيفة والواهية وأخذ الفتاوي والتوجيهات ممن لا يوثق بعلمه أو دينه, والتعصب لها مما يؤدي إلى الإخلال بالأمن وشيوع الفوضى وتوهين أمر السلطان الذي به قوام أمر الناس وصلاح أمور معاشهم وحفظ دينهم.
2- التطرف والغلو والبعد عن الدين الصحيح المستند إلى الكتاب والسنة وأصول الشرع المعتبره التي كان عليها سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين والأئمة المعتبرين.
3- نزعة التسلط وشهوة التصدر التي قد تدفع ببعض المغامرين إلى نشر الفوضى وزعزعة أمن البلاد, تمهيدا لتحقيق مئاربهم غير آبهين بشرع ولا نظام ولا بيعة.
4- التأسيس المهزوز للأسرة وعدم المتابعة أو المساءلة وترك الحبل على الغارب لكثير من الشباب لأن الأسرة لها دور مهم وأساسي في حماية الشباب من تلك التيارات المنحرفة والواجب على الأباء متابعة أبنائهم ورعايتهم, واختيار الصحبة الصالحة لهم والحرص على عدم انجرافهم مع التيارات المشكوك في أمرها والمشبوهة .
5- كذلك يجب على وسائل الإعلام أن يشغلوا أوقات الشباب بما يعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع, وكذلك القائمين على التعليم في العالم الإسلامي أن عليهم القيام بواجبهم نحو تربية إسلامية واضحة ودون تشويش وتضارب في المناهج عماهو معمول به في المجتمع .
6- أيضا لا ننسى واجب الأئمة والخطباء والدعاة الذين عليهم مراعاة ما يطرحونه في خطبهم ودروسهم, التي ينبغي أن تضبط مصطلحاتها بضوابط الشرع التي سار عليها سلف الأمة الصالح مع الأهمية وواجب التنسيق بين المنظمات الإسلامية وأئمة المساجد وخطبائها وتبادل الخبرات والمعلومات والإفادة والإستفادة مما يحدث على الساحة من أحداث حرصاً على تحسين وسائل الدعوة بما تواجه من معوقات ,ويتقيدون في خطابهم الإسلامي بمصادر الإسلام الصحيحة وأهدافه الإنسانية, كما أن على الشباب المسلم اليوم العودة إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح في فهمها, وأن يُنزلوا العلماء العاملين مكانهم اللائق بهم من الثقة إذا عُرفوا بالإستقامة ومحاربة الغلو والبغي وأنواع العداوات .. فلما لا, لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه في مارواه البخاري في صحيحه :
( إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا مُعسّرين ) . وقال أيضا : ( إن الله رفيق يحب الرفق , ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف مالا يعطي على سواه ) رواه مسلم في صحيحه .. فإذا سرنا على هذا النهج عشنا في رخاء وأمن وأمان وسكينة .

فعلينا أن نكون عونا لوطننا وولاتنا على تحصيل المصالح وتكثيرها, ودرء المفاسد وتقليلها, وفق المنهج الشرعي, وليس المنهج المعتزلي والخارجي.
إذ أن بلادنا تواجه أعداء متربصين, حاسدين ماكرين يحسدون هذا البلد على أمنه وخيراته, إلا أن القافلة ستسير بأمر الله وسنكون عونا لهذا البلد مهبط الوحي والرسالات النبويه وسندافع عنه وعن حدوده وأمنه بكل ما نملك وعلى شباب الوطن أن يدركوا أنهم عُدّة الحاضر وذخيرة المستقبل وعليهم تُبنى الآمال وبهم تعمر الديار حفظ الله لنا ديننا وأمننا ووطننا وقياداتنا وكل عام وأنتم وشباب الوطن بخير .

العقيد م/ محمد فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
بواسطة : ابو فراج
 0  0  2615