×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

ملكة الوسائل تتوّج «أوباما» رئيساً (2- 2)

شبكة الانترنت - كما فصّلنا في مقال سابق - كانت أحد أهم العوامل التي رجّحت كفة «اوباما» لتدخله وبلاده مرحلة تاريخية فاصلة لها ما بعدها من استحقاقات وحسابات. وبحسب أرشيف «قوقل» فإن «اوباما» حظي بأكثر من 250 مليون نتيجة بحث في حين لم يزد حظ منافسه «مكين» عن 144 مليون وهذا يعني أن الانترنت كانت مصدرا مهما في تعزيز معلومات الناس عن المرشحين. وفي الليلة الختامية للانتخابات كشف فهرس «قوقل» أن المعلومات الأكثر بحثا عن «اوباما» تتركز بالترتيب في: البحث عن القضايا التي يهتم هو بها (116 مليون)، موقعه الشخصي (67 مليون)، صوره الشخصية (28 مليون).
ويتضح كذلك دور الانترنت في المساعدة على فحص الشكوك التي روجها الجمهوريون ومؤيدوهم عن «اوباما» مثل البحث عن علاقته بالدين (11 مليونا) وفيما إذا كان مسلما (حوالي 10ملايين) وحقيقة شهادة ميلاده (3 ملايين). وبالطبع كان هناك العديد من القضايا الأخرى التي بحث عنها متصفحو الانترنت مثل خطبه وأقواله وعائلته وموقفه من الضرائب والأزمة المالية واحتلال العراق وغيرها.

وقد أحسن فريق «اوباما» إدارة الشائعات وتوجيهها لمصلحة رئيسهم من خلال الرد الفوري وتوظيف قنوات «اليوتيوب» والمواقع والمنتديات والشبكات الاجتماعية بشكل سريع ومؤثر.

من جهة أخرى لم يكن حظ «جون مكين» كبيرا على الانترنت فقد ركز مستخدمو الانترنت (20 مليون نتيجة بحث) في البحث عن أسرار زواجه الأول والثاني وخيانته لزوجته الأولى (أم ثلاثة أطفال) وهي القضية التي اعترف بها «مكين» في كتبه و كان نصيبها من البحث حوالي 9 ملايين. ولعل هذا يفسّر سر انشغال جمهور الانترنت الأمريكي كثيرا بمناقشة سلوكه وتأكيد (نفعيته) بدءا من قصة زواجه بزوجته السابقة بعد أن تعرّف عليها كنجمة استعراض لملابس السباحة منتصف الستينيات ثم طلاقه لها لتشوهّها اثر تعرضها لحادث سيارة. كما فسّر وخاض الانترنتيون كثيرا في دوافع عدم محافظته على زوجته في الصحة والمرض كما يقتضي الزواج الكنسي. وما لم تغفره النساء له أن خيانته لزوجته حدثت مع فتاة ثرية أصغر منه سنا (أصبحت زوجته فيما بعد وأنجب منها أربعة أطفال).

وعلى الرغم من بطئهم إلا أن الجمهوريين وأنصارهم وظفوا الانترنت في مواجهة غريمهم مستخدمين كل الأساليب واعتمدوا على الكثير من الحيل اللفظية والصوتية والعبث باسم «اوباما» فأسسوا مواقع للسخرية منه ونشروا قصصا كثيرة عن علاقاته بالمتطرفين وحاولوا تخويف الناخب الأمريكي من هذا الرجل المشبوه أمام «الأمريكي الأصيل» مكين؟. كما بثّ أنصار «مكين» الكثير من النكت العنصرية وطرحوا أسئلة ماكرة كانوا يربطون فيه اسم «اوباما» بن «بايدن» (نائبه) بزعيم القاعدة «أسامة بن لادن» بتوظيف الإيحاء اللفظي والصوتي للكلمات مثل السؤال الذي يطرحونه متهكمين : ما الفرق بين الاسم (Obama bin Biden) والاسم (Osama bin Laden).

المراقبون للانتخابات الأمريكية لعام 2008 يكادون يجمعون على أن أهم حدثين طبعا هذه الانتخابات كانا أولا: انتخاب مواطن من أصول افريقية رئيسا للولايات المتحدة، والثاني: تتويج الانترنت ملكة لوسائل الإعلام السياسي king of all political media لتطيح بهذه النتيجة حقبة التلفزيون الذي ظهر واحتل مكانته كأهم أدوات الاتصال السياسي مع انتخابات جون كنيدي أوائل الستينيات. وكانت مجموعة «دليل أداء الإنترنت السياسي» SIPP قد كشفت في وقت مبكّر عن فارق تأييد كبير لصالح «اوباما» على شبكة الانترنت.

مسارات

قال ومضى: يا صديقي (أروع) ما في الصداقة أنها تعطيك (أجمل) الفرص لتظهر (أنبل) صفاتك فكم من فرصة أهدرتها.
 0  0  3648