×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

نعم يا خادم البيتين.. نعم للبحث عن الحقيقة


نعم يا خادم البيتين.. نعم للبحث عن الحقيقة



ناصر الشهري
بعد وقوع كارثة جدة التي حوَّلت عيدها إلى مأتم خيَّم حزنه على أرجاء الوطن. فقد تعددت الأسئلة أمام الحدث وأثناء الإنقاذ ومنها:
كيف حصل هذا.. ومن المسئول.. ولماذا لم تكن هناك احتياطات مسبقة.. ليكبر السؤال: لماذا جدة بقيت لفترة طويلة دون مشروع متكامل لتصريف مياه الأمطار رغم كل نفقات الدولة.. ورغم التصريحات لأمناء جدة السابقين منهم والقائمين عليها الآن؟ أيضا أين الدراسات التي استهلكت الكثير من الأموال وبقيت دون تنفيذ؟.
لكن السؤال الذي كان أكثر أهمية هو: ما هو الموقف الرسمي للدولة مما حدث.. وهل سوف يمر الحدث هكذا دون حساب؟ ثم تتبخر الأسئلة أمام غياب الجواب؟!!
ولأن الدولة وعلى رأسها ملك البلاد خادم الحرمين الشريفين كانت مشغولة بخدمة الحج من المكان القريب في المشاعر المقدسة.. وتتابع في الوقت نفسه مجريات أحداث سيول جدة.ولأن أهمية الإنقاذ والإيواء كانت هي في المرتبة الأولى. وبعد هدوء العاصفة جاء القرار الذي أجاب على كل الأسئلة : فهذا هو عبد الله بن عبد العزيز قد قال كلمته الحازمة في قرار جاءت بنوده من أهم وأشجع القرارات التي لم يسبق أن اتخذها أي قائد أمة في العالم لا على مستوى التعويض من الكوارث الطبيعية.. ولا على مستوى الاعتراف بحجم الكارثة ومقارنتها بالدول الأخرى.. ولا على مستوى المفردات القوية التي جاءت في القرار الملكي الكريم الخاص بتشكيل لجنة لمحاسبة المقصرين في واجبهم. وبالتالي كان الملك عبد الله بن عبد العزيز أكثر جرأة في وضع المشكلة في إطارها الصحيح وأكثر جرأة من أي مواطن في طرح الأسئلة من خلال مطالبته بالإجابة السريعة على ما تضمنه القرار.
ومن ثم وبعد البيان الملكي عن كارثة جدة لا يمكن القول إلاَّ أن الشعب السعودي قد صفَّق بكل الحب والتقدير والاحترام لقائد يزيد رصيده من الحب في قلوب الجميع أمام كل الأحداث وأمام كل المنجزات بل وأمام مصارحة شعبه وأمته وحجم المصداقية والعدل والإيمان التي يتحلى بها الملك الصالح.
وهنا لست بحاجة إلى طرح الأسئلة عن المليارات التي صرفتها الدولة على مشاريع البنية التحتية في جدة ولم يظهر منها على أرض الواقع إلاَّ الفتات.. ولا عن المائة مليون التي تم تخصيصها قبل عام من الآن لأمانة جدة من أجل معالجة وضع ما يسمى ببحيرة المسك!!..في حين أكدت أمانة جدة بالتنفيذ خلال عام. ثم مرت المدة بلا ولا شيء!!
وهي أسئلة سيكشفها التحقيق الذي يقوده أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل الذي يبدو انه اكتشف أن جدة لم تكن \"غير\"!!
لكنني سأطرح سؤالاً يتجاوز حجم كارثة جدة وهو : هل تتم إعادة النظر من قبل الدولة في شؤون تنفيذ المشاريع البلدية بالذات. ووضع إستراتيجية جديدة لضبط مسار النفقات الحكومية ومحاربة الفساد. ليس في جدة ولكن على مستوى مناطق ومدن المملكة؟ هذا ما نتمناه. واسمح لي يا خادم البيتين.. ويا ملك الإنسانية أن أضع قلمي هنا وأقبل يديك الكريمتين باسم كل أبناء وبنات وطنك المخلصين. أيها الملك الصالح.. دمت رصيداً وافراً من الحب والإنسانية.
 0  0  2803