قضية النقل جواً وبراً إلى أين؟
قضية النقل جواً وبراً إلى أين؟
ناصر الشهري
خلال هذا الشهر استمعت إلى شخصيتين هامتين في صناعة الإستراتيجيات التنموية المبنية على الدراسات والطموحات التي تحقق أهداف الوطن والمواطن. وإذا كان النقل هو من المشاكل التي تعاني منها منطقة مكة المكرمة فهذا هو خالد الفيصل الذي رسم صورة مستقبل النقل العام في المنطقة في مشهد يؤكد إننا قادمون على مرحلة مختلفة حيث أشار سموه إلى أن هناك الكثير من الدراسات التي سيتم على أساسها تنفيذ مشروع متميز من خلال خطة بدأت بفك الاختناق عبر شبكة الكباري التي بدأت في مدينة جدة وأصبح البعض منها جاهزاً للاستخدام إضافة إلى إيجاد الأنفاق والوسائل البديلة للسيارات الخاصة داخل مدينة جدة القديمة. وكذلك سكة الحديد التي ستربط بين كل من مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة.
وهو ما يضيف إلى المشروع الخاص بربط جميع مناطق المملكة بشبكة متكاملة من السكك الحديدية المتطورة. وفي المجال الجوي يقول المهندس خالد الملحم مدير عام الخطوط السعودية إن الخطط الطموحة التي بدأت إدارته في تنفيذها بعد دراسات أخذت في اعتبارها البعد الزمني للانتقال إلى أسطول يليق بمكانة المملكة من خلال الحصول على أكبر صفقة في تاريخ الخطوط السعودية لدعم النقل الجوي.. وكذلك إعادة الهيكلة الإدارية والتحول إلى الخصخصة.. هي في مجملها ستقفز بمستوى الخدمة إلى مرحلة متميزة قابلة للتطور والاستمرار بشكل يلبي حاجة المسافر داخل وخارج المملكة. كما ستكون هناك منافسة قوية للسعودية على مستوى الطيران الدولي.
وأمام هذه المشاريع التي ستدفع بالنقل العام على الأرض وفي الجو إلى العالم المتقدم فإنه يمكن القول: إن بلادنا قد أخذت على عاتقها تحديات الأزمة الاقتصادية بمزيد من المشاريع لتؤكد أننا قادمون على شواهد جديدة في تنمية الأرض والإنسان وهي تحديات واجهتها همم الرجال المخلصين لمسؤولياتهم وشعورهم بأهمية تحقيق النجاحات لوطن يستحق أن يكون أنموذجاًً لكل الأوطان.
وهنا تبرز صورة العقل السعودي الذي يقدم نفسه كمخطط وعامل على تحقيق طموحات الدولة.. وهنا أيضا تبرز المفارقات بين مسئول لا يتجاوز سوى معاملات روتينية تمت صياغتها من قبل موظف يتم توقيعها بطريقة روتينية.. وآخر هو الذي يضع الفكرة ويقوم بصياغتها ويوجه بتنفيذها وبالتالي يبقى الأخير هو المسئول الذي تريده تنمية الوطن وهو المسئول الذي يستحق أن نقف احتراماً ودعماً له.