×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

هل نشهد حرباً نووية للفقراء ؟

بعد أن حصلت الهند على مركز متقدم في تقنية المعلومات خاصة في مجال الاستخبارات التي كانت مثالاً لكثير من الدول في أسلوب عملها . جاءت الحملة الإرهابية التي اجتاحت بومباي لتعكس حجم القدرة الهندية على مواجهة الاختراق المنظم الذي نتج عنه أكبر عمل ارهابي بعد الحادي عشر من سبتمبر. وهو ما أدى الى دعوة رئيس المخابرات الباكستانية إلى الهند لمعرفة تفاصيل دخول عناصر الحملة التي يقال إنها جاءت من باكستان وهذا يعني أن الإرهاب يظل العدو الخفي مهما تعددت وسائل المواجهة.
وبالتالي فانه من الطبيعي أن تكون باكستان هي قبلة الأحداث الهندية وكذلك الأمر بالنسبة لاسلام اباد. ذلك لأن العداء التقليدي بين البلدين يبرز دائماً في حرب باردة تزيد حرارتها عند ظهور أحداث عنوانها الإرهاب وهو ما يتجاوز خط الخلافات القديمة الجديدة في كشمير.
وإذا كانت قضية الصواريخ والتهديدات المتبادلة قد شهدت تراجعاً في حدة الصراع بين البلدين على المستوى السياسي إلا أن تحديات من نوع آخر قد برزت بصورة نشطة في عدد من المناطق الهندية عنوانها حرب الأقليات والعقائد الدينية وهي تركيبة يتشكل منها المجتمع الهندي أكثر منه في باكستان وقد تطورت هذه الحرب من الإحراق المتبادل لدور العبادة إلى استخدام الأسلحة بأنواع مختلفة ومهاجمة أماكن التجمعات السكانية بحثاً عن أكبر عدد من الضحايا كما حصل مؤخراً في \"تاج محل وأوبراي\" وغيرهما من الفنادق التي يتوافد إليها سكان الدرجة الأولى من الأجانب.
لكن السؤال هل القاعدة شريكة او مسؤولة عن هذا العمل؟ الجواب نعم. لسبب بسيط وهو وان لم تكن قد تبنت الهجوم إلا أنها قد تبنت أي القاعدة نشر الفكر الذي أدى إلى أعمال من هذا النوع الذي حدث في مومباي وهو وان كان تحت مسميات مختلفة إلا أنه انطلق من مرجعية فكر القاعدة. خاصة إن المواصفات هي ضمن استراتيجية تلك المنظمة الإرهابية التي كان قد قال زعيمها اسامة بن لادن إن الشباب الذين يستجيبون لفكره هم من الذين تتراوح أعمارهم من 17 - 25 سنة. وهذه الأعمار هي التي قامت بالأعمال الأخيرة في الهند.
ومن ثم فإن مرحلة من العلاقات بين الدولتين النوويتين يمكن أن تتعثر إذا ما ارتهنتا لترجيح كفة المؤامرة خاصة من قبل الهند التي كثيراً ما تلجأ إلى هذا الهاجس في علاقاتها مع باكستان. وما أخشاه هو ان تتطور الأمور الى عودة للحشود العسكرية المتبادلة على الحدود واستعراض القوة التي تشكل خطراً ليس على البلدين ولكن على العالم أيضا وذلك لما تمتلكه كل من أسلام اباد ودلهي من أسلحة نووية متطورة وبعيدة المدى. وعندها فقط لن يشهد العالم حرباً تقليدية ولكنها حرب الفقراء النووية المدمرة
 0  0  3144