×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

سياج أمني لمراقبة الحدود والسيطرة عليها

سياج أمني لمراقبة الحدود والسيطرة عليها





عوض آل سرور الأسمري
قبل عدة سنوات شرعت السلطات الأمنية في إنشاء سياج أمني عازل داخل عمقنا الحدودي مع الجمهورية اليمنية الشقيقة بهدف مراقبة الحدود والسيطرة عليها رغم وعورتها. وذلك بعد أن كثرت عمليات التسلل لتجار السلاح ومهربي المخدرات وغيرهم من المتسللين، ولكن بعد مناقشات بين السلطات في البلدين الشقيقين اتفقا على إحكام السيطرة على الحدود المشتركة بين الجانبين. ولكن بعد تعدي المتسللين الحوثيين على أراضينا في عمليات فاشلة اضطرتنا لردعهم وإجلاء عشرات القرى من سكانها خشية تعرضهم لقذائف الحوثيين.

أقول - وبالله التوفيق - إن الحاجة إلى إنشاء سياج أمني عازل داخل عمقنا الحدودي أصبحت ملحة، وخصوصاً بعد هذه الأحداث الماثلة أمامنا، والتي عرفنا من خلالها العدو قبل الصديق. وعرفنا نقاط الضعف والقوة لدى أعدائنا. كذلك تجلت لنا أمور كثيرة في الميدان كُنا نجهلها. إذا إن الحدود مع اليمن تمتد من البحر مروراً بالساحل والجبال الوعرة والأودية السحيقة ونهاية بالصحراء الشاسعة.

أنا هنا لست مُحلِلاً عسكرياً ولا عالم مساحة متخصصاً. فقط أريد أن أطرح أفكاراً عملية قد يكون على أرض الواقع ما هو أحسن وأفضل منها. بل أنا متأكد أن لدينا حلولاً أنجع وأقدر وأكفأ مما أطرحه، ولكن ظروف الواقع تحتم السرية التامة في مثل هذه الأمور لكي لا يعرف العدو ما نملكه من معدات وأجهزة كشف متقدمة.

مع تطور التقنية الحديثة، فإنه يسهل عمل سياج يحتوي على عدة أنظمة يسهل دمجها مع بعض. فالبحر - مثلاً - يمكن استخدام الزوارق والقوارب والغواصات الصغيرة التي يتم التحكم فيها عن بعد، بهدف سبر الأعماق والاطلاع ومسح السطح الخارجي للسفن بأقل جهد وأكثر كفاءة. فقد استطاع العلماء تصميم عربة صغيرة الحجم، تحمل عدداً كبيراً من الحساسات وكاميرات الفيديو تحت مائية، وخصوصاً الجزء الغاطس من السفينة لكشف أعمال التهريب، وعلى وجهه الخصوص المخدرات والأسلحة. وهذه المركبة عبارة عن نظام محمول وخفيف الوزن يمكن تشغيله والتنقل به من مكان لآخر من قبل شخص واحد. وهذا النظام ذو كفاءة عالية مقارنة بنظام الغطس العادي.

أما بالنسبة للمناطق المستوية فإنه بالإمكان استخدام أسوار فولاذية مكهربة وكاميرات حرارية ليلية وكاميرات المراقبة الذكية وأسلحة رشاشة يتم توجيهها بالليزر عبر دائرة كمبيوترية مغلقة. هناك تقنيات متقدمة ومتطورة في عالم الكاميرات التي تستخدم للمراقبة. ومن أهم محاسن هذه الكاميرات الذكية عدم استهلاك طاقة كبيرة، كما أنها لا تعمل إلا عند وجود شخص أو حركة أو صوت ويعرف هذا النوع بشبكات الكاميرات الذكية. أما بالنسبة للمناطق الوعرة فإنه بالإمكان - من وجهة نظري - استخدام الطيران الخفيف أو طائرات صغيرة غير مكلفة من حيث صيانتها وتشغيلها والمعروفة بـ «ULTRALIGHT AIRPLANE»، واستخدام الطيران الشراعي. إذ إنه يمكن تدريب الشباب السعودي على الطيران محلياً وبتكلفة زهيدة مقارنة بما تبذله بعض الدول على تقنيات متقدمة ومستوردة تحتاج إلى كفاءات عالية، إضافة إلى صيانة النظام المكلفة وعدم توافر قطع الغيار وتجعلنا دائماً تحت رحمة الشركة الموردة. وقد يكون نظامنا هذا أقوى وأجدى وأرخص، وخصوصاً عندما تُبنى وتُصنع هذه الطائرات محلياً. وهذا سيوفر لنا جيلاً جديداً من الشباب المدرب والغيور على أمن وطنه. وأخيراً، يجب تحصين أبنائنا ذاتياً ورفع مستوى حبهم لوطنهم عن طريق برامج خدمية وتعليمية، وهذا بدوره سيسهم في الرفع من كفاءة وفاعلية نظامنا الأمني.


 0  0  3108