×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

أبناء المنطقة الجنوبية و الإذاعة

أبناء المنطقة الجنوبية و الإذاعة

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :
فكم هو جميلٌ أن تُتاح الفرصة للمُثقفين وأصحاب الفكر والمُربين والمسؤولين في مختلف القطاعات الرسمية والأهلية ليتحدثوا عبر موجات الأثير إلى المُستمعين في كل مكان ، وليُشاركوا في مختلف البرامج التي تبُثها الإذاعة على مدار الساعة بكلماتٍ نافعةٍ ، وطروحاتٍ ثريةٍ ، وموضوعاتٍ مُتجددة تهدف في مجموعها إلى نشر الوعي ، وتعميم الثقافة ، ولاسيما أن الإذاعة كانت ولا زالت واحدةً من أهم وسائل الاتصال الجماهيرية ، وأكثرها شيوعًا وانتشارًا .
وكم هو جميلٌ أن تكون تلك المُشاركات الإذاعية معنيةً بمُختلف القضايا الدينية والتوعوية والثقافية والأدبية والاجتماعية والتربوية والعلمية والصحية والاقتصادية والتاريخية وغيرها من القضايا التي لا شك أن مجرد طرحها والحوار حولها سيُسهم بنصيبٍ وافرٍ في تنمية الوعي الإيجابي بمختلف أبعاده ، وسيعمل على رفع المستوى الثقافي عند من يستمع لها من المستمعين والمستمعات من مختلف الأعمار والمستويات .

وعلى الرغم من هذه الأهمية الواضحة لبرامج الإذاعة والرسالة العظيمة التي تقوم بها في تنمية الوعي ونشر العلم والمعرفة ؛ إلا أن أبناء المنطقة الجنوبية ومثقفيها لا يحظون بحقهم الكامل من المشاركة في هذه البرامج نظرًا لعدم توافر أستوديو خاص بالتسجيل لتلك النوعية من البرامج الإعلامية في المنطقة ؛ الأمر الذي حال بشكلٍ واضحٍ دون تفعيل مُشاركاتهم ، وأسهم في حرمان غالبيتهم من تقديم الكثير من البرامج والمشاركات الإذاعية المختلفة التي أجزم أنهم يمتلكون الكثير منها ، وأن لديهم العديد من الأفكار والطاقات والقُدرات التي لا يحول دون ترجمتها إلى الواقع سوى عدم وجود ذلك الأستوديو المجهَّز الذي لا شك أن وجوده سيُسهم في القضاء على العديد من الإشكالات التي تترتب على الطريقة الحالية التي تنتهجها الإذاعة في بث بعض المُشاركات لأبناء المنطقة ، والتي تعتمد في الغالب على إحدى الطرائق التالية :
= أن يتم تسجيل بعض المشاركات في استوديوهات الإذاعة الرئيسية إذا ما صادف أن يكون أحد أبناء المنطقة في الرياض أو جدة أو مكة المكرمة لحضور مناسبةٍ ما .
= التسجيل المبكر لبعض المُشاركات إذا ما صادف أن تكون بعثة الإذاعة في المنطقة لحضور مناسبةٍ ما ، وقليلٌ بل نادرٌ ما يحصل هذا .
= تسجيل بعض المقاطع الصوتية التي لا تخرج ( في الغالب ) عن مجرد مُشاركاتٍ إخباريةٍ من خلال الاتصال الهاتفي المباشر أو المسجّل مسبقًا ، ومعلومٌ ما قد يُصاحب تلك الطريقة من المُشكلات الفنية كرداءة التسجيل ، أو عدم وضوح الصوت ، أو انقطاع الاتصال ، أو عدم القدرة على مواكبة الحدث زمانيًا أو مكانيًا ، إضافةً إلى قصر الوقت المسموح به لمثل هذه النوعية من المشاركات .

وهنا أطرح هذه القضية على المسؤولين في مختلف الجهات المعنية بوزارة الثقافة والإعلام متمنيًا أن يُمنح أبناء المنطقة ومثقفوها شيئًا من العناية والاهتمام الذي يتجاوز مجرد التصريحات الإعلامية والوعود المُستقبلية ، وأن يكون من ضمن انجازاتها ( العاجلة جدًا ) إيجاد استوديو إذاعي متكامل يُمكن أن تُتاح الفرصة من خلاله للكثير من أبناء المنطقة لمُمارسة حقهم المشروع في هذا المجال الذي أجزم أن هناك من لا يمكن أن يُصدق أن منطقةً كاملةً في بلادنا لا تزال تُطالب وتحلُم بتوافر أستوديو إذاعي في زمن العولمة وعصر المعلوماتية والحاسبات وشبكات الإنترنت والفضائيات ، ولكن هذا هو الواقع وهذا هو الصحيح .


الدكتور/ صالح بن علي أبو عرَّاد
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد في أبها
abo_arrad@hotmail.com

 0  0  2835