×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

إنجاز وطني جديد وغير مسبوق ولكن

إنجاز وطني جديد وغير مسبوق ولكن ...





عوض آل سرور الأسمري
دخول جامعة الملك سعود التصنيف العالمي المرموق (شنغهاي) ضمن قائمة أفضل أول 500 جامعة عالمية.

في إنجاز عالمي غير مسبوق يعلن معالي وزير التعليم العالي دخول جامعة الملك سعود التصنيف العالمي المرموق «شنغهاي» ضمن قائمة أفضل 500 جامعة عالمية كأول جامعة سعودية. ويعد تصنيف شنغهاي الأرقى والأصعب، وأكثر التصنيفات انتشاراً وقبولاً في الأوساط الأكاديمية حيث تقوم جامعة شنغهاي جياو تونغ بإعلانه مرة واحدة كل عام، وسجلت جامعة الملك سعود الحضور العربي المنفرد في هذا التصنيف، حيث لم تتضمن قائمة الخمسمائة جامعة عالمية أي جامعة عربية أخرى هذا العام، ويعد هذا الإنجاز غير مسبوق للجامعات السعودية، ويسجل حضوراً عالمياً لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي.

وبمناسبة هذا الإنجاز الوطني العالمي، رفع معالي وزير التعليم العالي الشكر والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني وشكرهم على دعمهم اللامحدود والمتواصل للمؤسسات التعليمية، مؤكداً أن هذا الإنجاز التاريخي لجامعة الملك سعود في تصنيف «شنغهاي» يسجل باسم المملكة العربية السعودية في المحافل العلمية والبحثية العالمية، وهو مؤشر حقيقي لما يلقاه التعليم العالي في المملكة الذي يحظى بدعم الدولة - رعاها الله - ومساندتها ويكرس مفاهيم الجودة في أداء هذا القطاع الحيوي ومخرجاته. وأضاف معاليه أن تصنيف «شنغهاي» يعتمد على تميز المؤسسة التعليمة بناء على معايير دقيقة ومحددة وهي:

- معيار جودة التعليم (الخريجون): يعطى خريجو الجامعة الذين حصلوا على جائزة نوبل أو ميدالية «فيلدز» في الرياضيات 10 في المائة.

- معيار جودة أعضاء هيئة التدريس (الجوائز والأبحاث المستشهد بها): يعطى 20 في المائة لمنسوبي الجامعة الذين حصلوا على جائزة نوبل أو ميدالية «فيلدز» في الرياضيات، و 20 في المائة للباحثين الذين تم الاستشهاد بأبحاثهم في 21 موضوعاً علمياً.

- المخرجات البحثية Research Output: يعطى 20 في المائة للأبحاث المنشورة في مجلتي نيتشر Nature وساينس Science، و20 في المائة للمقالات المفهرسة في فهرس الاستشهاد العلمي الموسع SCIE وفهرس الاستشهاد العلمي للعلوم الاجتماعية.

- حجم الجامعة أو المعهد: يعطى الأداء الأكاديمي بالنسبة لحجم الجامعة نسبة وقدرها 10 في المائة.

لن أزيد على تصريح معالي الوزير. والحقيقة هذا إنجاز وطني عظيم ويجب علينا شكر العاملين والمشرفين على التعليم العالي في المملكة. عندما سمعت هذا الخبر فرحت فرحاً شديداً. لأنه إنجاز تتمناه كثير من الجامعات العالمية والتي يزيد عمرها على 150 سنة. جامعة الملك سعود على وجه الخصوص والجامعات السعودية الأخرى، مثل: جامعة الملك فهد، والملك عبد العزيز تُعد من أرقى الجامعات العالمية خلال العقود الماضية، وأكبر دليل على ذلك خريجو هذه الجامعات قبلوا في أرقى الجامعات العالمية (إم أي تي، إستانفورد، هارفرد، إكسفورد، وبركلي، وغيرها من الجامعات المرموقة)، وأثبتوا تميزهم وكفاءتهم على المستوى العالمي.

كذلك معظم الوزراء والقادة في المملكة خريجو هذه الجامعات. بل هناك من يعمل في مناصب عليا في الدول العربية والأجنبية من خريجي الجامعات السعودية، وحصل كثير منهم على ميداليات وشهادات وجوائز عالمية.

كنا فقط نفتقد الآلية والهدف لتحقيق مثل هذه الإنجازات وإبرازها في إطار مقبول. أو بمعنى آخر لم نبرز ما لدينا من إنجازات إلا عندما توافرت الحيثيات وأصبح لزاماً علينا اللحاق بقطار التميز.

ولكن ... ما أدهشني حقاً الردود التي تناقلتها المنتديات ومواقع صحفنا الإلكترونية. عندما بحثت في محرك «جوجل» لمعرفة الردود أو ما يمكن أن نسميه (تجاوزاً) نبض الشارع. فلم أجد إلا ردوداً تنم عن قصر نظر أو عدم معرفة وفهم للمعايير الأكاديمية، بل معظم الردود من طلبة لديهم مشكلات أكاديمية. كنت أتمنى أن يحظى هذا الإنجاز باهتمام إعلامنا، لأنه منجز وطني كبير، ويهم جميع أبناء الوطن. الاعترف الأكاديمي أصبح ضرورة، وهذا الإنجاز يمنح جامعة الملك سعود الثقة والمصداقية من قبل المؤسسات العالمية المرموقة. ويسمح لنا باستقطاب العلماء المتميزين. إضافة إلى آثاره الإيجابية في اقتصادنا وعلاقتنا مع دول العالم.

وأخيراً أتمنى من كتابنا المتميزين، ومن أعضاء هيئة التدريس والخريجون ومن له علاقة بالتعليم العالي أن يبرزوا إيجابيات هذا التصنيف لكي تصبح الجودة في التعليم العالي ثقافة وهدفاً لدى كل مواطن سعودي.
 0  0  2919