الإدمان طاعون العصر الحديث

ما هو الإدمان وكيف يبدأ؟
ماذا تقول أخر الدراسات عن المدمنين في عالمنا العربي؟
عالم المخدرات وأبعاده المحيطة ...
كيف تعرف أن في بيتك مدمنا ؟؟...
المراهقون والوقاية من الإدمان...
من المؤكد أن الإدمان قد تحول إلى كارثة حقيقية تؤرق مضجع العالم كله ...والأمر المثير للفزع والخوف إننا لسنا بعيدين أبدا عن أذرع هذا الإخطبوط المدمر للإنسان والمجتمعات والأسر .
فقد تسلل الإدمان بكل أنواعه وأسمائه إلى حياة الملايين من الشباب دون أن يرحم جنساً أو سناً .
وتقول آخر الدراسات أن نحو 20% من شباب جامعاتنا العربية سقطوا في حفرة الإدمان وعدد غير قليل من طلاب المعاهد والثانوية العامة لذا علينا جميعاً آباء ومربين وأطباء وعلماء نفس وعلماء دين ورجال إعلام وصحافة وقنوات فضائيه علينا أن ننقذ هذا الجيل الطيب من شبابنا من ما يدبر له في الخفاء والعلانية لنقوده لطريق النجاة, نبحث له عن علاج ينقذه من حفرة الإدمان التي سقط فيها أو نمنعه من السقوط فيها. فكيف نبعد شبح الإدمان من أن يحلّق فوق بيوتنا العربية؟ لن يتم ذلك إلا بالوقاية والرقابة واليقظة والتدخل والمواجهة في الوقت المناسب؟
عالم المخدرات وأبعاده المخيفة: يخوض العالم بأسره الآن حرباً شرسة ضد المخدرات وانتشارها بعد أن فاقت كل المصائب واجتاحت وهددت العالم كطاعون العصر الحديث,فقد أصبحت المخدرات تؤثر بصورة مباشرة وغير مباشرة وعلى مختلف فئات المجتمع الفقراء منهم والأغنياء الشباب منهم والشيوخ.
ماذا نعني بكلمة ((مخدر))؟ إن كلمة مخدر تعني أي مادة مشروعة أو غير مشروعة باعثة على الإدمان, ويتصف هذا الإدمان بسلوك يلتمس المخدر رغماً عنه, واستهلاك هذا المخدر بكميات ضارة بصحة البشر والمجتمع.
ما هو الإدمان؟
إن الإدمان لا يعتبر _ إذا توخينا الدقة_ مرضاً لأنه لم يتوفر علاج معين لحالات الإدمان. وقد عَرَّفت منظمة الصحة العالمية إدمان المخدرات بأنه ناجم عن مواجهة غالباً ما تكون عَرَضيَّة بين مخ الإنسان ومخدر إدماني وذلك في سياق إجتماعي مناسب.
عالم المخدرات: المخدرات أشكال وأنواع وأسماء يبتكرها المدمنون والمروجون كل يوم ولكن ما هي المخدرات التي يحاربها العالم والتي تسبب حالات الإدمان؟
مستحضرات الأفيون: وهي مستخرجة من البذور غير الناضجة لثمرة الخشخاش وتعتبر أقدم المخدرات التي استعملها الإنسان. وكان الأفيون المذاب في محلول كحولي يسمى((الترياق الشافي)) ويصل المورفين في نحو دقيقة من إطلاق المخدر في مجرى الدم بواسطة الإبرة والمحقنة (الشرجية) إلى مواقع معينة أو مستقبلات((المخ)).
الهيروين: قام كيميائي بتعديل المورفين لإنتاج الهروين وهو عقار أعتقد في بادئ الأمر أنه سيعالج حالة الإدمان للمورفين.ويعتبر الهروين بمثابة مورفين سريع المفعول يتجه إلى المخ بشكل أسرع من المركب الأصلي. أما ((الميثادون)) فهو من مستحضرات الأفيون الطويلة المفعول والذي تستخدم فعاليته لإزالة السمية من مدمني الهروين.
الكوكايين:أكثر عقاقير الإدمان خطرا ومصائب ويعتبر عنصرا كيميائيا مستخرجا من ورقة شجرة الكوكا.
الآمفيتامينات: وهي المنبهات النفسية الاصطناعية التي يتم تخليقها داخل المعامل والمعروفة بأسماء متعددة في ساحة المروجين والمدمنين والمنتشرة بين الطلاب وتأثيرها سيء جداً على كل متعاطيها.
المهبطات النفسية: يجيء الكحول في مقدمتها وهوا أوسع العقاقير المسببة للإدمان ويعتبر الكحول من المواد المسببة للهبوط , مع أن أثرها الأولي على الدماغ هو تعطيل المثبطات وحفز التفاعل الاجتماعي.
المهدئات: وهي عقار يخفف من حالت القلق على حين أنه يتسبب في التوهان والنعاس واللامبالاة.
القنب: يستحق القنب أن نفرد له فئة خاصة بين المخدرات المسببة للإدمان إذ أن الجرعات المفرطة من القنب تتسبب في ظهور حالات الهلوسة
المنبهات النفسية القانونية:
النيكوتين: عدو المجتمع الأول حيث يحتوي التبغ(الدخان)على اشد العقاقير إحداثاً للإدمان في هذه الفئة وهو الزعيم الذي يجر كل المصائب وتأتي عن طريقة.
الكافيين: لم يرتبط تعاطي الكافيين الذي تحتويه القهوة والشاي والكوكاكولا,حتى الآن بأي مرض,باستثناء زيادة خطورة الإصابة بالنوبات القلبية للرجال الذين يستهلكون كميات كبيرة من القهوة يوميا.
القات: مُسكر معتدل تحتويه ورقة من شجرة تنمو في اليمن وأثيوبيا.
هل في بيتك مدمن؟؟
لكي تعرف إذا كان قد دخل إبنك في سلك المدمنين أو ألتلحق به قبل أن يقع في حفرة الإدمان الخبيث أعد العلماء قائمة طويلة من الاختبارات التي لابد أن يعيها الآباء والأمهات ليحيطوا أبنائهم بعين واعية حاميه وهذه بعض العلامات المهمة التي تظهر على المراهق إذا كان مدمنا :يتجنب أفراد الأسرة - يتجنب التقاء عينيه بعيني والديه. تنقلب حالته المزاجية يجادل حول أي شي- يتمرد دائما, يروي الأكاذيب- يستخدم لغة غير مهذبه- يحيط تصرفاته بالسرية أو المبالغة- تكون عيناه حمراوين,ويشتاق بشده للحلوى ويكثر من النوم أو يبقى يقضا ساعات طويلة- يتسلل إلى الخارج في الليل- تمر به فترات من هبوط الروح المعنوية- يكون ضعيف الذاكرة- يفتقر للحافز القوي

كيف نخرج المراهقين من براثق الإدمان؟
ليس سهلا أن يتخلص المراهقون من إدمانهم, فإن عملية إنقاذ المراهقين من كارثة الإدمان تحتاج إلى جهد كبير وخطوات عديدة, من بينها:
1- وضع الحدود وتحديد ما هو الأمن والمقبول وما هو غير ذالك؟وما هي النتائج؟ مع إدراك انه ليست هناك فرصة ثانية. وينبغي الابتعاد عن الأمور غير المحددة بقدر الإمكان.
2- الالتزام بالانضباط الذي يستمر معهم في جميع مراحل حياتهم, ويجب أن يكون الانضباط عادلا.
3- الاقتداء بالنماذج الايجابية,وتحديد أسلوب الترويح عن النفس من الإجهاد والاحتفالات والحياة الاجتماعية.
4- انتهاز الفرصة للتعبير بأمانه عن المشاعر والأفكار.
5- انتهاز فرصه للممارسة الضحك.
6- اغتنام فرصة النجاح في المدرسة والبيت وفي المجتمع مع الأقران.
7- القيام بأنشطة عائلية منظمة- الصلاة,وجبات الطعام,الرياضة-الترويح
8- إتباع معايير ثابتة بشأن الأصدقاء والوالدين والقواعد والأنظمة
9- توفير التوعية عن المخدرات والخمور وأضرارها, وكذلك عن الجرائم والعلاقات الجنسية وغيرها من المجالات التي قد تكون مصدرا للخوف
10- التواصل بأمانة وصراحة مع الأبوين وغيرهما من الكبار.
11- أن يثق بهم الكبار دائمان ويعاملون باحترام.
12- تشجيعهم على تحمل المسؤولية والاهتمام الصادق من جانب أسرهم.
13- ليس من المعقول أن نحتاج إلى مفكرة تذكرنا بضرورة احتضان أولادنا.
14- الحب-هل قلت لهم اليوم انك تحبهم؟
15- الإيمان بالله والاعتماد علية يصلون له ويطلبون منه العون فلن يخيبهم.
16- دعم اكبر من الكبار الذين كانوا صغارا ووجدوا من يقف إلى جوارهم حتى كبروا.
أن الرجال في ميدان المعركة يهرعون بكل الرضا وغالبا دون النظر إلى سلامتهم الشخصية إلى إنقاذ الرفقاء المصابين.
فمن الواجب على كل فرد أن تكون لدية الرغبة الجامحة في مساعدة الآخرين الذين يتعرضون لأخطار الإدمان, فالقوي يساعد الضعيف والأقل خطأً يساعد الأكثر أخطاءً بالنصيحة والمشورة بإسلوب محبب ومقبول: الوالد مع الابن, والطيب مع المريض, والمدرس مع الطالب, وكذلك المجتمع يحب أن يقف لمساعدة المراهقين وتتبع أوضاعهم والتحذير من أصدقاء السوء ومحاربة المخدرات والمروجين لها يدا بيد مع الدولة, لأنها الدمار الحقيقي وهلاك شباب الأمة حمانا الله وإياكم شرورها إنه سميع الدعاء وابعد أبناؤنا عن جحيمها فهي الباب الأوسع للضياع والعنوان الذي يقود إلى الهاوية.