×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

كنوز منسيه لا نعرف قيمتها

كنوز منسيه لا نعرف قيمتها

كبار السن أهل الخبرة والحكمة في مجتمعنا، هم الماضي الجميل والشباب المتجدد،هم إباءنا وأجدادنا هم تاريخنا وهم من نستمد منهم قوتنا لحاضرنا .. الكبر حلقة من حلقات التاريخ، وجزء لا يتجزأ من وجود كل مجتمع أو جيل أو إنسان في الغالب. وتقدم السن امتداد لتاريخ طويل، أمضى فيه الإنسان حياة، ربما يكون ملؤها المخاطر والتضحيات، والتعرض لمختلف ألوان الفاقة والحاجة، أو الانتكاسة أو المحنة، أو فتنة الغنى والثراء، أو الوقوع فريسة المرض أو العجز أو التعرض لحادث من الحوادث. كبيرنا هو من قام بتربيتنا حتى أصبحنا كباراً وأصبح لنا شأننا في هذا المجتمع.
إذا ليس أمامنا سوى رد الجميل على الأقل فهل .( جزء الإحسان إلا الإحسان )
ومن الملاحظ في مجتمعنا هروب بعض من هم في مقتبل العمر من كبار السن ومحاولة تجاهلهم أو عدم الاحتكاك بهم ..ليس في منطقة معينه بل في غالب المجتمع السعودي ... فليس من الوفاء لهذا الجيل المتقدم أو كبار السن أن يُهمَلوا أو يتركوا فريسة الضعف أو العجز أو المرض أو الحاجة، ويجب رعايتهم والعناية بهم، عملاً بمبادئ ديننا الحنيف، ورسالته الغراء التي تجعل الأسرة متضامنة متآزرة في السراء والضراء، ويعدّ وجود الكبار في داخل الأسرة امتيازاً وبركة ووقاراً، والشيخوخة مصدر استقرار، وتحقيق الوئام والمحبة والمود بين أفراد الأسرة كلها، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً.
ويحظى الكبار في مجتمعنا الإسلامي غالباً بمزيد التقدير والرعاية والاحترام، بل إنهم في موضع الصدارة والقيادة، يأتمر الكل بأمرهم، ويَحذَر الجميع مخالفتهم، ويدرك هذا كل مَن قارن وسط الأسرة الإسلامية مع غيرها من الأوساط الغربية والشرقية، حيث تجد كبار السن المسلمين سعداء، وغير المسلمين أشقياء، يعيشون في وحدة وغربة ووحشة، لكن دوام الحال من المحال فنجد الغالبية العظمي من الشباب يهرب من كبار السن حتى في الحديث معهم والاستفادة من خبرتهم وتجاربهم الطويلة في معترك الحياة ..بالتجربة تجد المتعة في السفر مع كبار السن والاستماع إلى القصص الرائعة التي يروونها ولا تخلوا سيرتهم من التعريج على الطرائف والحكم والقصائد القديمة يستمتع كبير السن عندما تطلب منه سرد القصص والذكريات الجميلة في مراحل عمره ... والإصغاء إليه وعدم مقاطعته وينبغي أن يدرك من يتعامل معه أن المسن تظل ذكرياته الماضية حية ماثلة أمامه فهو يتذكر جيدا أعماله التي قدمها في شبابه ويرغب في الحديث عنها بنفسه أو التحدث عنها مع غيره... كبار السن ليسوا في حاجة لان نوفر لهم ملابسهم أو غذائهم لكنهم بحاجة ماسه ليعلموا أن لهم قيمة وأي قيمة لدينا هم بحاجة لرفع الروح المعنوية لديه وذلك بحسن استقباله والترحيب به والدعاء له وإظهار البشر بقدومه والتبسم في وجهه فهذا يشعره بحب المجتمع له وفرحه بوجوده وأنه غير منبوذ أو مكروه في مجتمعه.
يجب علينا حماية المسن من الإهمال الاجتماعي بسبب تقدم السن والعجز والأمراض وضعف السمع والبصر مما هو من علامات الشيخوخة ,حيث يميل المسن إلى الاعتذار كثيرا عن المشاركة الاجتماعية في بعض اللقاءات الأسرية أو الاجتماعية وإذا حضر يظل ساكتا دون مشاركة لذلك ينبغي على من حوله وقايته من هذا التواري عن اللقاءات الأسرية التي يفرح فيها الجميع عدى هذا المسن الذي يشعر أحياناً أنه شخص منسي وغير مرغوب فيه وحتى لا يصبح سلوكا عاما للمسن الأمر الذي يزيد مرضه أو غربته ..لنعطيهم حقهم في مجتمعنا كما أعطونا حقنا ..بادر أبيك بطلب التنزه أو رحلة إلى منطقة ماء ..اطلب استشارته في أمورك الخاصة . فهم كنوز لا يعرف قيمتها الا من فقدها


بقلم الأستاذ/ عبد الرحمن متعب
 0  0  3560