المسؤولية المضاعفة على مرور منطقة عسير مع قرب حلول الشتاء
بسم الله الرحمن الرحيم
المسؤولية المضاعفة على مرور منطقة عسير مع قرب حلول الشتاء
مع إقتراب الشتاء يسعى الكل إلى التأقلم مع هذا الفصل الإستثنائي الذي يشتد فيه البرد ويصبح الإنسان أكثر إنطوائية والركون إلى البيت معظم طوال اليوم فيكون أشبه بحالة بيات شتوي وهذه ميزة تجعل الشتاء أحياناً فرصة للالتقاء بين الأصحاب في جلسات خاصة متحلقين حول شبة النار والمشروبات الساخنة وغيرها من اللحظات الجميلة التي يمتاز بها هذا الفصل عن غيره من الفصول وطول ليله رغم قسوة طقسه, لكن الأمر يختلف تماماً حينما تقودك الخطى إلى منطقة عسير التي تختلف كلياً عن بقية مناطق المملكة فهي المنطقة الوحيدة تقريباً بين المناطق التي تمتاز بالجمع بين كل البيئات في منطقة واحدة ,ففيها الصحاري الممتدة بكثبانها ورمالها وبيئتها الصحراوية الجافة في النواحي الشرقية منها إبتداءً من محافظة تثليث وحتى محافظة بيشة إلى الشمال الشرقي منها وهذه البيئة تمتاز بندرة الأمطار وقلة الغطاء النباتي وطقسها الحار الجاف صيفاً والقارس شتاءً وفي الجزء الجنوبي الغربي هناك البيئة البحرية الساحلية على إمتداد حدودها البحرية الواقعة بين منطقتي مكة المكرمة وجازان وتمتاز أيضاً بشدة الحرارة صيفاً والدفئ شتاءً مع رطوبة تزداد كلما إتجهنا نحو البحر وغزارة الأمطار عند هطولها شتاءً وهناك البيئة الجبلية المتميزة بوجود الغطاء النباتي من أشجار وشجيرات ونباتات مختلفة وتضاريس متفاوتة الإرتفاع وتتكون منها جبال السروات المشهورة في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة وهي تتصل بجبال الحجاز بعد منطقة الباحة غرباً ناحية الشمال الغربي من منطقة عسير وتتميز بكثرة الأمطار الموسمية على الشريط الممتد من مدينة أبها وسط منطقة عسير حتى نهاية حدودها مع منطقة الباحة مع إعتدال الجو صيفاً وشدة البرودة شتاءً ثم يستمر إمتداد هذه البيئة الجمالية حتى الطائف عبر الطريق السياحي الذي يمر على سلسلة الجبال المطلة على أغوار تهامة ثم يعود مرة أخرى ليلتقي مع طريق الطائف الباحة القديم في مركز بني سعد قريباً من الطائف .
إن البيئات المختلفة في منطقة عسير تجعلها في مقدمة المناطق ذات التنوع السياحي وهي بلا شك مرشحة لأن تكون منطقة سياحية من الدرجة الأولى محلياً وما ذكر ليس إلا بعض ملامحها الجغرافية وإلا فهي غنية عن التعريف بما تتمتع به من تنوع ثقافي واجتماعي وجغرافي وتاريخي موغل في القدم , بيد أنني هنا لن أتطرق إلى أمور متشعبة ذات شجون مختلفة عن منطقة غنية بموروثها الفريد.
ولكن ما لفت إنتباهي هو إطلالة فصل الشتاء وشدة برودته في منطقة عسير وكثافة الضباب الذي يحل شتاءً فيحول نهارها أحياناً إلى شبه ليل ودعاني إلى أن أتساءل كغيري من المهتمين بالوضع الصعب الذي يحاصر طريق أبها الباحة هذه الأيام في ظل وجود أعمال شاقة تقوم بها وزارة النقل مشكورة لتوسعة هذا الشريان الحيوي لعدة إعتبارات لعل أهمها إستيعاب كثافة السير العالية على هذا الطريق الذي ظل بمسار واحد طوال أربعة عقود نتج عنه آلاف الحوادث الشنيعة التي أزهقت الكثير من الأرواح واعاقت الكثير من البشر كما أن من أهدافها النبيلة لتوسعة الطريق وجعله ذو مسارين منفصلين إنما هو من أجل تقليل المواجهات العنيفة بين المركبات المسرعة على هذا الطريق المخيف ذو المسارين الوحيدين الذين لايفصل بينهما سوى خط فوسفوري باهت قد لايشاهد بوضوح وبتعرجاته التي لا تنقطع وكذلك تعديل بعض الإتجاهات لتصبح ممتدة بدلاً من تعرجاتها الأفعوانية في بعض أجزاء الطريق لعل أهمها وأشدها خطورة المكان المسمى الجعد في بلاد باللحمر وتأتي هذه الإصلاحات في مرافق وزارة النقل في إطار الخطط التنموية التي تنفذها الدولة لكافة المرافق الحيوية, وسؤالي هنا :
ماذا أعدت إدارة مرور منطقة عسير بالتعاون مع فرع وزارة النقل والشركات المنفذة للمشروع للحيلولة دون وقوع المزيد من الضحايا على هذا الطريق الذي سلكته صيف هذا العام أربع مرات ذهاباً وإياباً بين مدينتي أبها وتنومة فوجدته في غاية الخطورة وكثرة التحويلات وتداخل الأنوار التحذيرية ووضعها بطريقة عشوائية تجعل من السير عليه مجازفة حقيقية وخاصة في الليل وعدم وضوح الرؤيا بشكل سليم حيث يجد السائق نفسه في مسار ليس له ووجود زوايا حادة تجعل من القيادة عملية مراوغة بحثاً عن السلامة؟ ,وهذه الأوضاع يعاني منها قائد المركبة المتمكن في فصل الصيف الذي يمكن ملاحظة كل شيئ فيه على الطبيعة بوضوح ولديه خلفية سابقة عن الطريق فكيف بالوضع حينما يحل الشتاء الثقيل على عابري طريق أبها الباحة مروراً بالمراكز والمحافظات الواقعة على جانبي الطريق في ظل عدم وجود البديل لهذا الطريق على الأقل حتى تنتهي التوسعة والإصلاحات المقررة له كونه الشريان الوحيد الذي يربطهم بمصالحهم اليومية في مدينتي أبها وخميس مشيط وبخاصة سكان المراكز والقرى الواقعة شمال أبها حتى محافظ بالقرن.
إن رجال المرور مطلوب منهم تصحيح وضع السلامة المرورية على هذا الطريق وتحديداً خلال فترة هطول الأمطار ووجود الضباب بكثافة وسوء الأحوال الجوية التي تحط أوزارها وتظل جاثمة على الطريق قرابة أربعة أشهر حتى لو يتطلب الأمر تكثيف تواجد رجال المرور في مواقعهم الحالية ووضع مراكز مرورية مؤقتة وتعزيز عنصر السلامة المرورية المتنوعة قبل كل شيئ وقبل التفكير في معاقبة سائقي المركبات على امور غير جوهرية وليس لها علاقة مباشرة بوقوع الحوادث مع التركيز على معاقبة مرتكبي السرعة وقاطعي الإشارة وعكس السير وقيادة المركبة بدون إضاءة المصابيح ليلاً أو نهاراً في هذه الأجواء كونها المخالفات الأكثر ضرراً وينتج عنها حوادث مرورية مؤلمة وكذلك التركيز على توفير الوسائل الحديثة منها المصممة خصيصاً للأحوال الجوية السيئة كما هو معمول به في بعض الدول الأوروبية ذات المناخ المشابه لمناخ منطقة عسير بدلاً من الإضاءات الخافتة المكونة من العقد الكهربائي التقليدي الملقى بشكل عشوائي على أطراف الطريق أو البراميل الحديدية أو غيرها من الوسائل التي لم تعد كافية لإرشاد الناس في أجواء شتوية بالغة الصعوبة .
إن الحفاظ على أرواح البشر مسؤولية مشتركة بين المرور ووزارة النقل والشركات المنفذة للطرق وبمزيد من الصبر وإستشعار المسؤولية خلال الأيام القادمة إنما هو تجسيد لدور الراعي ومسؤوليته عن رعيته ولهذا فإن الأمر يتطلب تشكيل فريق مهمته وضع وسائل السلامة المرورية وتحديد إحتياج كل موقع حسب أهميته بما يضمن الحفاظ على أرواح سالكي الطريق ووضعها موضع التنفيذ طالما في الوقت متسع بدلاً من ترك الأمور للإجتهادات الشخصية بعد حلول فصل الشتاء وما ينتج عنه من صعوبة في التعامل مع الوضع وبالتالي ضياع الجهد وعدم القدرة على إحتواء الأزمة وحينها تبدأ رحلة تبادل الإتهامات بين الجهات ذات العلاقة بعد كل حادث لا سمح الله وهو ماتعودناه من بعض الجهات التي تشترك في بعض المهام حول من هو المخطئ ومن هو المسؤول عن هذا الخطأ ولكن حينما تقوم هذه الجهات بدورها على الوجه الأكمل فقد برأت ذمتها من أي تبعات لبعض الحوادث الأليمة التي تقشعر لها الأبدان ويكون السبب هو عدم وضع الوسيلة المناسبة في المكان المناسب وفي الوقت المناسب وحينها تصبح المسؤولية على عاتق السائق الذي لم يلتزم بالوسائل الفعالة التي وضعت لتساعده على عبور الطريق بشكل سليم وآمن.
نسأل الله جلت قدرته أن يجنب الجميع كل مكروه .
إن البيئات المختلفة في منطقة عسير تجعلها في مقدمة المناطق ذات التنوع السياحي وهي بلا شك مرشحة لأن تكون منطقة سياحية من الدرجة الأولى محلياً وما ذكر ليس إلا بعض ملامحها الجغرافية وإلا فهي غنية عن التعريف بما تتمتع به من تنوع ثقافي واجتماعي وجغرافي وتاريخي موغل في القدم , بيد أنني هنا لن أتطرق إلى أمور متشعبة ذات شجون مختلفة عن منطقة غنية بموروثها الفريد.
ولكن ما لفت إنتباهي هو إطلالة فصل الشتاء وشدة برودته في منطقة عسير وكثافة الضباب الذي يحل شتاءً فيحول نهارها أحياناً إلى شبه ليل ودعاني إلى أن أتساءل كغيري من المهتمين بالوضع الصعب الذي يحاصر طريق أبها الباحة هذه الأيام في ظل وجود أعمال شاقة تقوم بها وزارة النقل مشكورة لتوسعة هذا الشريان الحيوي لعدة إعتبارات لعل أهمها إستيعاب كثافة السير العالية على هذا الطريق الذي ظل بمسار واحد طوال أربعة عقود نتج عنه آلاف الحوادث الشنيعة التي أزهقت الكثير من الأرواح واعاقت الكثير من البشر كما أن من أهدافها النبيلة لتوسعة الطريق وجعله ذو مسارين منفصلين إنما هو من أجل تقليل المواجهات العنيفة بين المركبات المسرعة على هذا الطريق المخيف ذو المسارين الوحيدين الذين لايفصل بينهما سوى خط فوسفوري باهت قد لايشاهد بوضوح وبتعرجاته التي لا تنقطع وكذلك تعديل بعض الإتجاهات لتصبح ممتدة بدلاً من تعرجاتها الأفعوانية في بعض أجزاء الطريق لعل أهمها وأشدها خطورة المكان المسمى الجعد في بلاد باللحمر وتأتي هذه الإصلاحات في مرافق وزارة النقل في إطار الخطط التنموية التي تنفذها الدولة لكافة المرافق الحيوية, وسؤالي هنا :
ماذا أعدت إدارة مرور منطقة عسير بالتعاون مع فرع وزارة النقل والشركات المنفذة للمشروع للحيلولة دون وقوع المزيد من الضحايا على هذا الطريق الذي سلكته صيف هذا العام أربع مرات ذهاباً وإياباً بين مدينتي أبها وتنومة فوجدته في غاية الخطورة وكثرة التحويلات وتداخل الأنوار التحذيرية ووضعها بطريقة عشوائية تجعل من السير عليه مجازفة حقيقية وخاصة في الليل وعدم وضوح الرؤيا بشكل سليم حيث يجد السائق نفسه في مسار ليس له ووجود زوايا حادة تجعل من القيادة عملية مراوغة بحثاً عن السلامة؟ ,وهذه الأوضاع يعاني منها قائد المركبة المتمكن في فصل الصيف الذي يمكن ملاحظة كل شيئ فيه على الطبيعة بوضوح ولديه خلفية سابقة عن الطريق فكيف بالوضع حينما يحل الشتاء الثقيل على عابري طريق أبها الباحة مروراً بالمراكز والمحافظات الواقعة على جانبي الطريق في ظل عدم وجود البديل لهذا الطريق على الأقل حتى تنتهي التوسعة والإصلاحات المقررة له كونه الشريان الوحيد الذي يربطهم بمصالحهم اليومية في مدينتي أبها وخميس مشيط وبخاصة سكان المراكز والقرى الواقعة شمال أبها حتى محافظ بالقرن.
إن رجال المرور مطلوب منهم تصحيح وضع السلامة المرورية على هذا الطريق وتحديداً خلال فترة هطول الأمطار ووجود الضباب بكثافة وسوء الأحوال الجوية التي تحط أوزارها وتظل جاثمة على الطريق قرابة أربعة أشهر حتى لو يتطلب الأمر تكثيف تواجد رجال المرور في مواقعهم الحالية ووضع مراكز مرورية مؤقتة وتعزيز عنصر السلامة المرورية المتنوعة قبل كل شيئ وقبل التفكير في معاقبة سائقي المركبات على امور غير جوهرية وليس لها علاقة مباشرة بوقوع الحوادث مع التركيز على معاقبة مرتكبي السرعة وقاطعي الإشارة وعكس السير وقيادة المركبة بدون إضاءة المصابيح ليلاً أو نهاراً في هذه الأجواء كونها المخالفات الأكثر ضرراً وينتج عنها حوادث مرورية مؤلمة وكذلك التركيز على توفير الوسائل الحديثة منها المصممة خصيصاً للأحوال الجوية السيئة كما هو معمول به في بعض الدول الأوروبية ذات المناخ المشابه لمناخ منطقة عسير بدلاً من الإضاءات الخافتة المكونة من العقد الكهربائي التقليدي الملقى بشكل عشوائي على أطراف الطريق أو البراميل الحديدية أو غيرها من الوسائل التي لم تعد كافية لإرشاد الناس في أجواء شتوية بالغة الصعوبة .
إن الحفاظ على أرواح البشر مسؤولية مشتركة بين المرور ووزارة النقل والشركات المنفذة للطرق وبمزيد من الصبر وإستشعار المسؤولية خلال الأيام القادمة إنما هو تجسيد لدور الراعي ومسؤوليته عن رعيته ولهذا فإن الأمر يتطلب تشكيل فريق مهمته وضع وسائل السلامة المرورية وتحديد إحتياج كل موقع حسب أهميته بما يضمن الحفاظ على أرواح سالكي الطريق ووضعها موضع التنفيذ طالما في الوقت متسع بدلاً من ترك الأمور للإجتهادات الشخصية بعد حلول فصل الشتاء وما ينتج عنه من صعوبة في التعامل مع الوضع وبالتالي ضياع الجهد وعدم القدرة على إحتواء الأزمة وحينها تبدأ رحلة تبادل الإتهامات بين الجهات ذات العلاقة بعد كل حادث لا سمح الله وهو ماتعودناه من بعض الجهات التي تشترك في بعض المهام حول من هو المخطئ ومن هو المسؤول عن هذا الخطأ ولكن حينما تقوم هذه الجهات بدورها على الوجه الأكمل فقد برأت ذمتها من أي تبعات لبعض الحوادث الأليمة التي تقشعر لها الأبدان ويكون السبب هو عدم وضع الوسيلة المناسبة في المكان المناسب وفي الوقت المناسب وحينها تصبح المسؤولية على عاتق السائق الذي لم يلتزم بالوسائل الفعالة التي وضعت لتساعده على عبور الطريق بشكل سليم وآمن.
نسأل الله جلت قدرته أن يجنب الجميع كل مكروه .
عبد الله محمد فايز الشهري
كاتب سعودي
هذا المقال منشور في صحيفة الحياد الإلكترونية
كاتب سعودي
هذا المقال منشور في صحيفة الحياد الإلكترونية