×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

خالد الفيصل .. واستراتيجية التنمية

خالد الفيصل .. واستراتيجية التنمية




بقلم - ناصر الشهري
قبل أكثر من عامين وتحديدًا عند ذلك المساء الذي وصل فيه الأمير خالد الفيصل إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة لمباشرة عمله كأمير للمنطقة، وحين دخل الأمير إلى صالة المطار ووقف لمصافحة المستقبلين، كان أمامي في الطابور رجل مسنٌّ أعرفه جيدًا، وقد كان وزيرًا سابقًا، قال وهو يصافح الأمير: \"متى تجينا المويه؟\" في إشارة تعكس معاناة سكان جدة مع المياه في ذلك الوقت. وقد أجابه الأمير مبتسمًا: \"بكره\"!!
عندها أشفقت على الأمير الذي واجهته الشكاوى خلال دقائق من وصوله.. وقلت في الوقت نفسه ليس من اللائق أن يتم طرح السؤال بهذه السرعة وفي هذا المكان.
وعند خروجنا من صالة المطار قلت للزملاء الذين كانوا معي سؤال معالي الوزير السابق وإجابة الأمير، فما كان منهم إلاَّ أن تعالت أصواتهم بالضحك واعتبروا ذلك الموقف لقطة طريفة.
غير أنني قلت لهم: إنه رغم الطرافة في الموضوع لكن علينا أن نقرأ ونحلل أسباب السؤال وحجمه وأبعاده.. فالأمير خالد الفيصل هو مصدر هذا التسرع في الطرح لسبب بسيط، وهو أن خالدًا قد قدم نفسه كرائد للتنمية والبناء على مدى أكثر من 36 عامًا خاض خلالها تجربة تحويل مفهوم الإمارة من مركز للقضايا الاجتماعية إلى صرح للبناء والتنمية، سواء كان ذلك على مستوى الأرض أو على مستوى الإنسان، وهو ما جعل منطقة عسير مثالاً متميزًا لمشروعاتها المتعددة التي انطلقت من إعادة هيكلة إمارتها وتحديث إداراتها وتغيير نمط ممارساتها لتصبح عسير الإمارة \"قبلة\" المشروعات الإنسانية والتنموية المختلفة.
وبالتالي كان من الطبيعي أن ترتسم صورة تجربة وشخصية خالد الفيصل في أذهان سكان منطقة جاؤوا لاستقبال رجل بهذا الحجم من الإنجازات وبهذه الطريقة من التفاؤل الذي قاد ذلك المواطن إلى التسرع في وضع المشكلة أمام الأمير دون اهتمام بالزمان أو المكان. ومن ثم فلابد أن نعترف بأنه قد عكس سؤاله آمال المواطنين في المنطقة بأن مرحلة جديدة من التنمية ستبدأ على يد الأمير خالد الفيصل.
غير أن هناك من لا يعرفون جيدًا أن الأمير صاحب نظرة تعتمد على الأولويات والمنهجية المبنية على الدراسات ثم الدخول في التنفيذ على أساس يضمن النجاح الكامل والمتميز في مستوى الأداء والمتابعة.
وهو ما جعل الرجل ينجز أكبر مشروع تضمنته الخطة الاستراتيجية لتنمية منطقة مكة المكرمة في كل جوانب متطلبات التجهيزات الأساسية والمشاريع الطموحة التي ستنقل المنطقة بإذن الله إلى مرحلة متقدمة تليق بالإنسان والمكان خلال السنوات القليلة القادمة، في حين برزت ملامح التطوير والتغيير كمقدمة لشواهد الإنجازات، وذلك عكس الصورة القاتمة التي رسمها البعض اجتهادًا ووصف جدة بأنها \"تحتضر\"!!
صحيح أن الناس هنا وفي كل مكان يريدون كل شيء، ويرغبون في تحقيق آمالهم ومطالبهم في وقت واحد.. وبسرعة توازي زمن ومسافة الكلام!! إلاَّ أن المنطق يفرض حقيقة تؤكد أهمية الدراسات والاعتمادات المالية والأولويات.. ومراحل التنفيذ والنظرة بعيدة المدى لخدمة الأجيال القادمة من خلال مشاريع قابلة للحياة.. وهي استراتيجية ينطلق منها خالد الفيصل في تجربته التنموية.
على أن الأمير قد أجاب عمليًّا عن سؤال الوزير السابق صاحب سؤال المطار الذي قضى أقصر فترة في وزارته، حيث تم القضاء على ازدحام طلب الماء في جدة منذ الأسبوع الأول من مباشرته لإمارة المنطقة، وبالتالي وباختصار .. علينا أن نرتهن إلى طموحات الأمير ومراحل بناء منطقة هي بحجم دولة بأكملها.
وعلينا أن نكون عونًا لاستراتيجية التنمية والبناء، كما أننا نأمل من سموه أن يتحمل كل الآمال والمطالبات بكل مبالغاتها.. والمعقول منها واللامعقول. لذلك السبب البسيط الذي قلته في السابق، وهو أنه رجل إنجازات تجسد في ذاكرة الجميع، فكان هذا قدره.
 0  0  2775