الراديو الرقمي.. ما له وما عليه
الراديو الرقمي.. ما له وما عليه
عوض آل سرور الأسمري
كثيرا ما نسمع بتقنية الراديو الرقمي، بل هناك من استعمل هذه التقنية وجربها خصوصا في أوروبا وأمريكا. ظلت هذه التقنية قيد التطوير لفترة تزيد على عقد من الزمن. وقد أقرت لجنة الاتصالات الاتحادية - FCC - في الولايات المتحدة باستخدامها في عام 2002 م كتحسين إضافي لنطاق الموجات الحالية AM أيه أم وFM إف إم. منذ ذلك الحين بدأ عدد من المحطات يتبنى نظام الراديو الرقمي ولكن ببطء وحذر. وقد يعزى ذلك إلى التكلفة العالية لإعادة تأهيل المحطات لبث الإشارات الرقمية، إذ إنه يتطلب استثمارات كبيرة في البنية التحتية الأساسية للنظام، كذلك قد يستغرق وقتا طويلا لجني الأرباح. هناك محطات AM وFM تحولت من البث التناظري Analog إلى البث الرقمي Digital، كما هو الحال بالنسبة للهواتف والكاميرات والتلفزيونات التناظرية التي نُقِلت إلى النظام الرقمي. وهناك بعض التقارير التي تذكر أن عدد هذه المحطات في ازدياد كبير في أمريكا، خصوصاً بعد تحالف عدد من محطات الراديو الرقمي.
ما الخدمات الإضافية والمستفادة من هذا النظام الإذاعي الجديد؟
تتيـح هذه التقنية بث خدمة نصيّة مقروءة على شاشات الأجهزة الإذاعية في السيارة وأجهزة الراديو الجديدة المزودة بشاشات صغيرة لعرض النص ومعلومات إضافية عن البرامج والأغاني، وحركة السير، والأخبار الطارئة، فأنت تستطيع معرفة اسم البرنامج الذي يُبث وأرقام هواتف الاتصال والفاكس. البث الرقمي يستخدم الترددات ذاتها المخصصة للمحطات التناظرية مع إضافة نطاق رقمي يعنى بإرسال البيانات النصية. الإشارة المُرسلة مركبة من البث العادي التناظري والرقمي معاً. محطات الـ (إف إم) كما نعلم تعطي جودة في الصوت، كذلك فإن الراديو الرقمي يعطي وضوحاً وجودة أفضل للصوت، في حين أنه يقلل من التشويش والضجيج، وقد يزيله أحياناً، الذي كثيراً ما يصاحب بث محطات الـ (أيه إم) نتيجة لوجود شحنات كهربائية أو أجهزة كهربائية، فقد يصبح الصوت إلى حد ما بنفس الوضوح الذي تتمتع به محطات الـ (إف إم). إشارات الراديو لا تخترق الأجسام التي تعترضها، لكنها تنعكس منها مما يسبب التشويش والضجيج Noise and Distortion وتداخلا في الصوت، بينما تؤمن مستقبلات الراديو الرقمي صوتا نقيا لكونها مصممة لمعالجة هذه الإشارات المنعكسة وتخفيض الضجيج الكامن والهسيس والأصوات. كذلك هناك فائدة إضافية كبيرة تتمثل في تمكين محطات الراديو من بث إذاعات مختلفة بأسلوب يدعى (التعدد الإذاعي) الذي يتيح للمحطة توجيه البث على ثماني محطات إضافية على التردد نفسه. وهذا بدوره - يتيح الاستماع إلى عديد من المحطات الإضافية دون الحاجة إلى تغيير الموجة.
الجدوى الاقتصادية للراديو الرقمي
هناك تقنيات أنتجت قبل وتقنية الراديو الرقمي وبعده، كان عليها إقبال شديد من المستهلك، ما حدا بالشركات العالمية إلى زيادة الاستثمارات في هذه التقنيات وتطويرها والتسابق لإرضاء زبائنهم. أما بالنسبة لتقنية الراديو الرقمي فالمشكلة - كما يبدو- تتمثل في وجود عنصرين رئيسيين يكمنان خلف إمكانية تسويق الراديو الرقمي وهما: وضوح الصوت، الذي يصعب نقله إلى المستمعين وإقناعهم به. والعنصر الثاني هو التعدد الإذاعي، إذ تشعر أغلبية الناس بأن الراديو التقليدي يفي بالغرض، كذلك إضافة مزيد من القنوات ليس سببا كافيا لشراء راديو رقمي.