×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

رسالة محبة ونداء يستنطق الضمير الحي!!!

رسالة محبة ونداء يستنطق الضمير الحي!!!
بسم الله الرحمن الرحيم ,بسم الله الغالب أمره على كل شيء ,بسم الله مجري السحاب وحافظ الكون والكواكب من كل خلل وحيف , بسم الله الذي لايضر مع إسمه شيئ في الأرض ولا في السماء , بسم الله الذي خضعت لجبروته وقوته أعناق الجبابرة أما بعد :
أخي الحبيب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إعلم يارعاك الله أن هذه الدنيا دار تتعاظم على الإنسان فيها كل صنوف الشقاء وتعترض طريقه كل مغريات الحياة وفتنها المهلكة ويصيبه فيها من الأهوال مايهد حيله ويضعف عزيمته ولكن المؤمن الكيس الفطن هو الذي يتعامل مع الدنيا على حقيقتها المجردة لامظهرها البراق .
أخي الحبيب : كم نحن بحاجة إلى التناصح فيما بيننا وكم نحن بحاجة إلى لحظات إصغاء وتمعن لمن يسدي إلينا معروفاً أو يقدم لنا نصيحة فالحياة ليست إلا محطات تغدو ولا تعود وتلك المحطات لا شك أنها مليئة بالعبر والعاقل أخي الكريم هو من يتعض بغيره لا أن يتعض غيره به .
أخي الحبيب: وقتك ثمين ولا شك أنه ليس من حقي أن أسلبك إياه أو جزءاً منه إلا لمصلحة تعود علي وعليك بالنفع وهذا ما أحتسبه عند الله وأرجو به صلاح قلوبنا ودرء فسادها والله المستعان .
أخي الحبيب: تمددت التوطئة ذات اليمين وذات اليسار قبل أن أخاطب فيك كل حاسة وهبها الله لك أملاً في أن تصل رسالتي إلى مهوى فؤادك وأن تفهم القصد من هذه الرسالة التي أبعث بها لك بقلب يعتصره الألم ويحدوه الأمل.
أخي الحبيب: أنظر حولك وتريث قبل أن تواصل مسيرة الخطأ وثق أنك قد خرجت من رحم مجتمع يعب من معين الفضيلة ويتكئ على إرث عظيم من القيم والخصال الحميدة والأدب الجم والسيرة العطرة وانظر إلى أطفالك وهم ينثرون عبير أنفاسهم في حديقة فؤادك ويحلقون بأرواحهم في شغاف قلبك إن كنت ممن ذاق طعم الأبوة ثم أحكم وتصور كيف لو كشرت الدنيا في وجهك وأمرالله ملائكتة المكلفة بحفظك أن تتخلى عنك في لحظة لم تكن فيها آبهاً بما تقترفه بحق نفسك ليحول بينك وبين أسرتك التي منحك الله حق رعايتها ليزج بك لاسمح الله خلف قضبان في غاية القسوة لاتعرف الدموع ولا تعترف بالتوسلات ولكنها في الوقت نفسه تصنع الفضائح وتروج لها وتمنح من وقف خلفها لقب(مجرم ـ سكير ـ محشش) إلى آخره من الألقاب المؤلمة والقائمة تطول والأدهى من ذلك أنها تبقى لينة رطبة تتداولها الألسن ولايشفع لصاحبها ان فهم الدرس وأخذ العبرة وأصلح حاله وبدأ حياة جديدة وصفحات بيضاء لأن آثارها تبقى وصمة عار في عيون المجتمع لاتمحو آثارها السنين مهما تقادمت , إنها المأساة الحقيقية والسرداب الطويل الذي يزداد ظلمة وحلكة كلما توغلنا فيه ولكن من لطف الله بنا أنه يمهلنا ويمنحنا فرصاً عديدة لإصلاح أنفسنا حتى لم يعد لنا عليه عز وجل حجة ثم يأخذنا بذنوبنا ولايبالي فيا سبحان الله يمنحنا العقل فندمره ويمنحنا الصحة فنهلكها ويمنحنا المال فنبدده على ملذات شهواتنا.
أخي الحبيب: لن أفصح عما في خاطري أكثر من ذلك مراعاة لمشاعرك وإحتراماً لآدميتك,ولكن واجب الأخوة يحتم علي أن أخاطب فيك ضمير المسلم بقلب يتفطر ألماً وحسرة فأنت قد لاتشعر بما يدور حولك,ولو لم يكن أمرك يهمني كأخ لي في الله وحالك يحزنني لما خاطبتك أصلاً واكتفيت بترديد قول الحق تبارك وتعالى (كل نفس بما كسبت رهينة) ولكنني تذكرت أن وقع الألم عليك شديد والشيطان حينها سوف يكون ركيزة أساسية من ركائز الحسرة والألم في نفسك وسوف يغني وينثر الملح فوق جراحك وسوف يتنصل من أفعاله الإجرامية نحوك ولن تستطيع أن تدينه بشيئ ولن تتمكن من أن تمسك بتلابيبه وتحاكمه في فناء منزلك أو محراب مسجدك أو حتى تقتص منه أمام قضاة الدنيا كلها ومحاكمها, ولهذا سوف يزداد حنقك على من رآك من الناس ذات يوم ولم يسدي لك نصيحة وسوف تحاكم مجتمعك وتلقي عليه باللائمة حينما رآك تغرق ولم يقدم لك طوق النجاة.
أخي الحبيب: إعلم ان بعضاً من الناس قد أضلهم الشيطان عن سواء السبيل وأدخلهم سوء السبيل وغرر بهم ليكونوا عالة على مجتمعاتهم وصور لهم وضعهم البائس في معاقرة المسكرات والمخدرات على أنها متعة لا توازيها متعة وأن الحياة لذة تنعش الجسد وتملأ النفس بهجة وسروراً وهي تتزود بالمؤثرات العقلية المدمرة ,تلك الآفة التي حطمت في الإنسان كبرياؤه وأنفته وشموخه ,وأعلم يا رعاك الله أن خطوات الشيطان مهلكات بعضها يوقع في حبائل بعض وأعلم ان طريق النجاة محفوف بالمخاطر وطريق الانحراف مليء بالملذات فأختر منها ما شئت.
,وتذكر أنك لن تستطيع الوقوف أمام أقرانك من الرجال الأوفياء المخلصون لقيمهم ومبادئهم,وسوف تجد نفسك رهينة لحياة كلها كدر ومآسي وبؤس وفقر بسبب ما إقترفته يداك وأضعت من خلالها بهاء وجهك ومصدر رزقك وتذكر حينها أنك لن تستطيع أن تدين مجتمعك بشيئ أكثر من توجيه اللوم لنفسك حينما مضيت في طريق الضياع مع شرذمة إختارتك أنت فقط رفيقاً لدربها لتكون شريكاً لها في الخطيئة ولتمضي فيه بقية عمرك وحينها لن يفيدك الندم ولن يعيد لك شيئ من كرامة ذهبت ولن يشفع لك ماض جميل كنت ترفل في حلته القشيبة ذات يوم.
أخي الحبيب: والله أنني لك من الناصحين وعليك من المشفقين ولا أود أن أعضك بعد أن تستقر في قاع حفرة صنعها لك الأعداء ولا أود ان أقول لك إن (يداك هي التي أوكتا وفوك نفخ ) فأنت بالطبع تعرف معناها جيداً فأربأ بنفسك يارعاك الله وأصنع لنفسك مجداً وعزة وكرامة ليست بالمال تشترى ولكنها بعزة النفس وسلامة الموقف تكتسب,وأعلم أن علاقة العبد بربه علاقة تتجلى في طاعة راسخة يشع من جنباتها نور الإيمان والقيم والأخلاق والمثل الرائعة ,وأسلك يارعاك الله طريق النجاة وعض عليها بالنواجذ حتى تعيش حياة سعيدة وحرية لا ألذ ولا أطعم منها فهي السعادة الحقيقية التي ينشدها العقلاء في هذه الدنيا الفانية وأعلم أنك لن تستطيع ولن تتمكن من الجمع بين الفضيلة والخطيئة مهما إجتهدت فلكل منهما نهج يختلف عن الآخر ومتطلبات تتنافى مع بعضها البعض,أما في الآخرة فالله رؤوف رحيم بعباده ومن تشبع قلبه بالإيمان وبحب الله ورسوله ودان نفسه وحاسبها كل يوم عما فعلت ومضى على هدي الرسالة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم فالله كفيل بحفظه .
أخي الحبيب : أسأل المولى جلت قدرته أن يحفظك ويرعاك وتذكر أن رسالتي هذه تحمل في طياتها محبة خالصة ومودة عميقة تجاه شخصك الكريم وأعلم أنها نابعة من صميم الفؤاد وهي تأكيداً لحال الجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
أخي الحبيب : كن من اللذين أغلقوا الأبواب في وجوه الشر ومنافذه وقطعوا الطريق على دعاة الفساد والإفساد فارتاحت ضمائرهم من التفكير الدؤوب في ملذات عابرة تتقطع بها حبال العمر وتتراكم بها الذنوب وتختفي بها المروءة وتهتز بها الصورة الحسنة ويسقط بها عرش المكانة العالية من قلوب الناس حتى إذا لم يبقى في هذه الدنيا ملاذاً يهرب فيه الإنسان للتواري من واقعه المؤلم فلا يجد سوى كثبان هزائمه النفسية ليتوارى خلفها.
أخي الحبيب:إعلم أن الأنفس ثلاث (نفس أمارة بالسوء ــ ونفس لوامة ــ ونفس مطمئنة )فابحث عن نفسك بين هذه الأنفس الثلاث ثم عالج أسقام نفسك وأدران جسدك إن كانت الأولى ودعك عنك الكسل والخمول والتسويف إن كانت الثانية ونم قرير العين مرتاح الضمير إن كانت الثالثة وتخلص بعزيمة الرجال من رفاق السوء في محطات دنياك الفانية وأبحث في دليل ضميرك وفي زوايا عقلك عن مخرج يكفل لك حياة هادئة لتجد النفس المطمئنة أنيسة دربك وأقطع علاقتك بكل من يتربص بك وهو يدس لك السم في العسل وأعلم أن من يبحث عنك في جوف الليل بدعوى المحبة الخالصة أنما هوغريق يائس ضاعت سنين عمره ويريد منك أن تكون صديق السفر في رحلة الأوهام حتى لايتحمل وحده ثمن الخطيئة,,,


الكاتب/ عبد الله محمد فايز الشهري
27/11/1429هـ
 0  0  4279