×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

ماهكذا تورد الإبل يا أستاذ محمد الشهري

ماهكذا تورد الإبل يا أستاذ محمد الشهري

من قصاصة قرأتها للكاتب الرياضي المخضرم الأستاذ/ محمد الشهري في جريدة الجزيرة لاحظت مانصه \"وهذا لعمري هو الشرف الذي لايضاهيه شرف .وهو مايرفع قدر المنجز ويمنحه اعلى الصفات والسمات\" في عموده الأسبوعي بالقسم الرياضي العدد 13520ليوم الأحد 15/10/1430هـ في إطار الإحتفالات بتحقيق نادي الهلال لقب نادي القرن في آسيا.
حقيقة كنت سأتجاوز هذه المقالة كغيرها مما أقرؤه يومياً في صحافتنا المحلية كعادة جبلت عليها منذ نعومة أظافري وحتى أكون متأملاً ومطلعاً فحسب ولست معنياً بالرد على كل ماينشر ولن أكون قادراً على التصدي لكل خطاب طاشت بعض عباراته خارج حدود الصواب , إلا أنني أتمنى كغيري ممن ينشدون التروي وإختيار العبارات التي تناسب كل حدث وبما لايخرج المكتوب من حدود ما يعقل إلى غير مايعقل ولكن الكاتب أحياناً يجد نفسه أمام حالة تستدعي التدخل من أجل تصويب الخطأ ليستقيم المعنى ويكون الطرح مقبولاً في نظر المتلقي وبخاصة حينما يصاحب الأطروحات إعتساف للمعاني وربطها بأحداث هي منها براء وتعقيبي على مقالة أستاذنا الكبير ليس فيه إعتراض على عشقه لناديه حتى وإن إختلفت الميول وإنما هي من باب المثل المأثور (أخاك من صدقك لا من صدقك) وبعد أن تيقنت أن مقولة (من الحب ما قتل ) كانت حاضرة في المقال وأنه لا مجال للإستدراك بعد النشر خشية الإتهام بالتراجع عن قناعة رسخت في ذهنه وجف حبرها في الوقت الأصلي ولسان حالها يعبر عن تلك العلاقة الحميمة التي تتعمق في وجدان صاحبها حتى أصبح بسببها هائماً متيماً عاجزاً عن ترتيب جمله وعباراته وإستدعاء ملكته الإبداعية التي عهدناها في مقالاته السابقة وإن كان يعتب عليه تضمينها عبارات لا نسمعها إلا من عوام الناس ولمام عباراتهم البسيطة التي يستخدمونها في حياتهم اليومية بحدها الأدنى من اللباقة أو مايستدل به من حكايات قديمة لا تتفق أحياناً مع طرحه ,لكنه يظل كاتباً مرموقاً في جريدته ومتابعيه من عشاق فريقه المفضل بالطبع.
ومن هنا أقول مخاطباً نفسي ومن يقرأ مقالي هذا إننا في أمس الحاجة لصنع ملامح خطاب مفعم بحيوية ونشاط لغتنا الرصينة وتوظيف معانيها لخدمة الأهداف السامية لما يطرح بما يرتقي به على قدر أهميته ومكانته ,وعلينا أن نوظف الرصيد المعرفي وخبرة السنين الطويلة في ممارسة الكتابة بقلم أكثر رشاقة وقدرة احترافية على صنع خطاب يشخص الواقع ولا يمنع أن نخلع من العبارات مانشاء على من نشاء دون المبالغة في المدح وإستدعاء عبارات نفيسة لنزج بها في وصف حدث رياضي بدلاً من ذخرها لمناسبات غالية ومنجزات أكبر أهمية ونعلقها على جيد صاحب المنجز الحقيقي الذي يستحق مثل تلك العبارات النفيسة من باب أن لكل مقام مقال وقد كان توقفي عند تلك العبارة تحديداً لما رأيته فيها من معاني سامية ظلت طريقها وكأنها تساق رغماً عنها وهذا ليس تقليلاً من شأن الهلال ولكنه ليس الأهم إذا نظرنا إلى الكم الهائل من الأعمال الإنسانية المتعددة التي تساهم بإذن الله تعالى في خدمة أهداف أكثر أهمية وأعظم فائدة في خدمة الفرد والمجتمع وبما يتحقق بها من مكتسبات نحن بأمس الحاجة لها في حياتنا اليومية ولكافة شرائح المجتمع وبالتالي فهي أولى بهذه العبارة وأحق بها.
وعليه فقد عتبت على الكاتب القدير عتب المحب وتنبيهه إلى أن غلطة الشاطر كما يقال بعشر, وبعد أن أيقنت أن قلب كاتبنا المخضرم كان متيماً تلك اللحظة ولم يتنبه لتلك الزلة وقد حاصرته لوعة من عشق الزعيم فخانه التعبير هذه المرة بشكل أكبر .
لقد خلت ماسطره يراع الكاتب في مطلع تلك المقالة أنه يشد على يد من قام بخدمة حجاج بيت الله الحرام أو أنشأ داراً لرعاية الأيتام يبتغي بها وجه الله تعالى أو دعم جمعية لتحفيظ القرآن أو هب لمساعدة المنكوبين حول العالم أو ما شابه ذلك من الأعمال الخيرية التي تقرب الإنسان إلى الله تعالى فإذا بها شهادة ثمنها العمرالذي لا يحتمل كل هذا الإضطراح على عتبات الرياضة والمرابطة على أبواب الأندية بخيال يسرح فيه ويمرح حب كرة القدم وتتقافز على المحيا علامات البشر والرضى بما تحقق وكأنه أهم إنجازات الوطن طوال تاريخه الحافل بالإنجازات المشرفة وفق ما عبر عنه الكاتب القدير بعظمة لسانه وخطه يراعه في تلك المقالة.


عبد الله محمد فايز الشهري
كاتب سعودي

هذا المقال منشور في صحيفة الحياد
 0  0  3346