إن الله ليزع بالسلطان مالا يزع با لقرآن
ورد عن الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه هذا القول المأثور كما ذكره الخليفة الراشد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وقد فسره الإمام العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عندما قال : بعض الناس ضعيف الإيمان ولا يخاف من زواجر القرآن ونواهيه في ارتكاب المحرمات وارتكاب المخالفات النظامية والقوانين المرعية فلا يزجره إلا الخوف من العقوبة السلطانية سواء بالسجن أو الجلد أو القصاص أو ينكل به أو ينفى من الأرض الخ من العقوبات الرادعة، ونحن نستشهد بهذا الأثر في التعامل مع الأحداث التي أتت نتيجة عن تفشي وباء الكورونا في منطقتنا والعالم , وما يحدث من تحد للأوامر الصادرة من ولي الأمر والتعليمات والتوجيهات من الجهات الأمنية والصحية يعد جريمة يعاقب عليها شرعا وقانونا.
وما حدث في مكة المكرمة من خروقات للأمن والأوامر والتعليمات التي تصب في حماية المواطن والمقيم مما دفع ولي الأمر حفظه الله الى استدعاء رجال الحرس الوطني رجال المهمات الصعبة للتعامل مع هذه الشرائح من العمالة التي لا تستحق البقاء في بلد الحرمين الشريفين وفي مكة المكرمة وما جزاء هؤلاء أو من تسول نفسه عدم احترام الأوامر والتعليمات الصحية والأمنية إلا الإبعاد والترحيل من هذا الوطن وهذا البلد الحرام بكل الوسائل الممكنة.
يجب أن لا تبقى مكة المكرمة رهينة لهؤلاء المتخلفين والعمالة الوافدة أو أي منطقة أو محافظة وأن يعاملوا بما يستحقون من عقوبة وترحيلهم الى أوطانهم عبر وسائل النقل الممكنة وكما يقال : الى حيث ألقت رحلها أم قشعمي.
هناك حل متاح لتفريغ هذه الأحياء العشوائية من هؤلاء العبثيين وهو نقلهم الى مخيمات منى وعرفة وتجهيزها وتكثيف الحراسة عليهم حتى تكتمل إجراء ت ترحيلهم الى أوطانهم غير مأسوف عليهم, لأنهم لم يحترموا البلد الذي أواهم وأكرمهم , وكما يقال :
إن الكريم إذا أكرمته ملكته .. وان أنت أكرمت اللئيم تمردا
ولعل من حسنات هذه الجائحة إعادة النظر في أوضاع العمالة الوافدة والمتخلفة والعمل على إعادة تخطيط هذه الأحياء وتطهيرها من هذه العمالة التي لا تحترم الأوامر ولا تحترم الأنظمة والقوانين وتطويرها لتكون منطقة إسكان تتولى إعمارها وزارة الإسكان بدلا من أن تكون ملاذا آمنا للمتخلفين من بقايا الحجاج والمعتمرين والهاربين من الأنظمة والقوانين, وربما أنهم أو البعض منهم مدفوعون من جهات أخرى للإضرار بأمن وسلامة بلد الحرمين الشريفين.
إن هؤلاء المتخلفون العبثيون الذين لا يحترمون قدسية المكان ولا الزمان ولا يحترمون الأوامر والتعليمات الصادرة من ولي أمر المسلمين في بلد الحرمين الشريفين يجب ألا يكون لهم مكان في هذا البلد المبارك , وأن يرحلوا بكل الوسائل الممكنة , لأن بقاءهم في هذه الأحياء العشوائية يوفر ملا ذا آمنا للعمالة الوافدة وأتمنى أن لا يتم استقبال العمالة إلا عن طريق شركات تعنى بسكنهم ومراقبتهم وإلزامهم بالتقيد بتعليمات الأمن والسلامة لهذا الوطن واحترام الأنظمة والقوانين حتى لا يتكدسوا بأعداد تراكمية سنويا من متخلفي الحجاج والمعتمرين والزوار ويندس بينهم الإرهابيون والمتطرفون، إن الأمر جد خطير إن هذه الأحياء العشوائية تعتبر قنابل موقوتة ، وهذه الجائحة كشفت مدى خطورة هذه التجمعات على الأمن والسلامة وانتشار الأمراض والأوبئة على مستوى الوطن، والله المستعان.
صالح حمدان