×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

عيد الأم

عيد الأم، ظهر هذا الاحتفال حديثاً نسبياً وإن كانت بداياته عام 1872م ، إلا أن العام 1908م كان الانطلاقة الأولى له، عندما قادت آنا جارفيس مع مجموعة من الأمهات حملة للاحتفال بيوم الأم في اليوم الثاني من شهر مايو/أيار والذي يتزامن مع وفاة والدتها، ثم تبنت الدعوة العديد من المدن في الولايات المتحدة الأمريكية والذي أصبح عيداً معترفاً به رسمياً وعطلة عامة في الولايات المتحدة الأمريكية بعدما أقره الرئيس الأمريكي ويلسون في العام 1914م.
وكان من أسباب ظهور هذا العيد وأمثاله في كثير من البلاد مع اختلاف في التاريخ بينها، هي الرغبة التي أبداها كثير من المفكرين الغربيين، عندما وجدوا أن الأبناء في مجتمعاتهم لم يعودوا يهتمون بالأم كثيرا وكثر إهمالهم تجاههن وقلت رعايتهم لهن، مما خلق نوعاً من الجفاء في الأسر الغربية بين الأبناء وأمهاتهم، وكثر التباعد والترابط والحميمية الأسرية التي كانت موجودة عند الآباء .

في البلاد العربية وربما الإسلامية لم يكن هذا الأمر ذا بال، حيث يندر أن تجد من الأبناء من لا يوقر والديه وخصوصاً والدته، لأن ذلك من أصول دينهم وإيمانهم وحثت عليه الأعراف والتقاليد المجتمعية، بحيث أصبح مقام الوالدين ذا شأن رفيع ترجع من دونه كافة القيم والأعراف، ولم يكن ليجرؤ أحد من الأولاد أن يراجع والدته في أي مسألة تأمر بها، احتراما وتقديراً وتوقيراً لها.

إلا أنه وانسياقاً للمبتدعات الغربية والإعجاب بها فقد طرح الصحفي المصري الراحل علي أمين في مقال له بصحيفة أخبار اليوم - التي كان يرأسها مع أخيه مصطفى أمين - فكرة الاحتفال بعيد الأم، وقال: لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه "يوم الأم" ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق الأوسط.
ثم تكررت المطالبة بتخصيص يوم لهذا الاحتفال بعد ان أوردا قصة أم تخلى عنها أولادها إما بالسفر للدراسة أو الزواج والتهائهم عنها بالأعمال والأولاد. مبررين لذلك باعتباره يوماً لرد الجميل وتذكر أفضال الأم على الأولاد.
ودارت حول هذا الأمر السجالات المتعددة بين مؤيد ومعارض إلى أن تقرر يوم 21 مارس من كل عام عيداً للأم في العديد من البلاد العربية والإسلامية.

يبقى مقام الأم من أعظم المقامات في ديننا الحنيف حيث أن تعظيم الوالدين وتوقيرهما والإحسان إليهما في كثير من آيات الذكر الحكيم، والحديث النبوي الشريف وبما لا يدع مجالاً للتقصير أو التهاون في حقهما.

وبعد كل هذا، يتبادر إلى أذهان كثير من المسلمين السؤال التالي: هل في هذا الاحتفال وتخصيص يوماً له، ما يتعارض مع هذه التوجيهات الربانية والنبوية، أم أن الأمر خاضع للأعراف والتقاليد، والتي هي أيضاً حكماً شرعيا معتبراً، ويعتبر هذا الاحتفال فسحة للأبناء ليقدم كل منهم ما يرى فيه إحساناً لوالدته، وكذلك فرصة لاجتماع كافة أفراد الأسرة لدى والدتهم، لإذكاء روح الألفة والمحبة بين كافة أفراد الأسرة، والتي قد تكون ظروف العمل والزواجات قد باعدت بين مقار إقامتهم.

دمتم سالمين

m1shaher@gmail.com
 0  0  645