الطريق الساحلي خارج عن الخدمة مؤقتا
عندما تدركك الصلاة وتتجه لأقرب مسجد لأداء الفريضة أو للتزود بالوقود من أقرب محطة أو لتناول وجبات خفيفة بأحد المطاعم المتناثرة على هذا الطريق الذي يمر عبر القنفدة والمظيلف والليث حتى جدة أو جيزان وما بينها تصدم من هول المفاجأة بانعدام النظافة والصيانة للمساجد ومحطات الوقود والمطاعم والبقالات، أما الخدمة التي تقدم لعابري هذا الطريق الدولي الهام فمتواضعة جدا، نتيجة لغياب المسؤولية وربما لضياعها بين النقل والتجارة والبلديات وشؤون المساجد وأمراء المنا طق والمحافظين.
أما السعودة في كل هذا المرافق الحكومية والأهلية فمعدومة، فلم أرى أي سعودي يقف على أي مرفق من هذه المرافق الخدمية والمثير للاهتمام أن أغلب هذه العمالة من دولة واحده والمفروض أن تطعم بعمالة من جنسيات مختلفة لتنوع الخبرة وتبادل الأدوار وضمان السيطرة الإدارية ورفع مستوى الأداء.
أما الناحية الأمنية فالأمر يحتاج الى وقفة جادة من الجهات المعنية وإيجاد الحلول والمعالجات لهذا الفراغ الأمني في كل أو جلّ هذه المرافق الخدمية واعتقد جازما أن هذا ينسحب على كل الطرق الطويلة على مستوى الوطن، ولو قمنا بمسح شامل لكل هذه المرافق لوجدنا أن الشقق المفروشة والمطاعم ومحطات الوقود والمساجد والبقالات تدار بأيدي عمالة أجنبية، والأمر فيه سعة، فلو زودنا كل مرفق من هذه المرافق بشباب قياديين لهذه المرافق من الناحية الأمنية والخدمية لتكون تحت السيطرة الأمنية والإدارية.
وأعتقد جازما أنه من أوجب واجبات هيئة الترفيه تطوير الخدمات على الطرق الطويلة وتوفير أماكن للراحة والتخفيف من معاناة السفر على الطرق السريعة التي تمتد لساعات طويلة.
إن الترفيه لا يجب أن يقتصر على الطرب والغناء والرقص بل يجب أن يمتد ليشمل تطور الخدمة للمواطن والمقيم على الطرق والمتنزهات والجهات الحكومية والأهلية التي لها اتصال مباشر مع المواطن والمقيم الخ..
لنرتقي بمستوى الخدمة على هذه الطرق فلا بد من تعاون الجهات المعنية التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بتوفير طرق سريعة وآمنة ومن أهم هذه الجهات وزارة النقل ومن أوجب واجباتها صيانة الطرق بصفة مستمرة وأن تكون لها عين ثاقبة لمعالجة كل الأضرار التي تتعرض لها الطرق حفاظا على حياة الناس وسلامة عرباتهم وتكثيف لوحات التعليمات و الإرشادات لتبقى دائما في عين كل من يسلك هذه الطرق، ووزارة الشؤون البلدية والقروية تقوم بإلزام محطات الوقود والمطاعم بالمحافظة على النظافة وتطوير الخدمة وإلزام المطاعم والمقاهي بالنظافة العامة داخل وخارج المطعم والمقاهي واستخدام ملابس خاصة بما في ذلك ( القفازات) كما هو الحال في المطاعم والمقاهي داخل المدينة وهذا من واجب وزارة الصحة وعليها أيضا أن تنشئ مراكز صحية على الطرق الطويلة لمعالجة الحالات الطارئة للمسافرين وهذا جزء من واجباتها.
المساجد ليست أسعد حظا من المرافق الخدمية الأخرى على الطرق السريعة وما تعانيه من إهمال وسوء إدارة، فهي تعاني من الإهمال ونقص كبير في الأئمة والمؤذنين وانعدام الإشراف من الجهات المعنية، والمساجد بيوت الله وهي الأولى بالرعاية والمتابعة من أي جهة أخرى، ووزارة الشؤون الإسلامية تقع عليها المسؤولية كاملة قال الله تعالى: (وأن المساجد لله) وقال تعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش الا الله..) صدق الله العظيم، وللحديث بقية والله المستعان.
صالح حمدان